في شهر يناير 1938 تم زواج الملك فاروق الأول علي الملكة فريدة.. وبمناسبة هذا الزواج فتح قصر القبة أبوابه ليتلقي الهدايا من ملوك أوروبا والشرق العربي ورؤساء الدول والأمراء ومهراجوات الهنود وغيرهم من عظماء الشرق والغرب بالإضافة إلي هدايا أخري قدمت بصفة رسمية من السفراء والقناصل.. وكبار رجال الدولة من عموم المواطنين الذين أصروا أو أجبروا علي تقديم هدايا. ومن بين الهدايا هدية ملك انجلترا وهي عبارة عن بندقيتين للصيد من صنع فابريقة بردي الشهيرة في انجلترا وطقم كامل للألعاب الرياضية علي مختلف أنواعها من جولف وتنس وإسكواش وراكيت.. أما هدية رئيس جمهورية فرنسا فقد قدم هدية عبارة عن طقم من الصيني من صنع مصانع سيفر الشهيرة.. وأهدي للملكة فريدة مرآة متحركة.. كما أهدت بلدية باريس هدية تذكارية أخري. وأهدي الأمير محمد علي توفيق - وكان ولياً للعهد في ذلك الوقت - ومعه الأمراء هدية عبارة عن صينية مستطيلة وأكواب منقوشة بنقوش زخرفية ومقابضها مصنوعة من الماس أما أرضية الصينية فهي مرصعة بالأحجار الكريمة الملونة والماس البرلنتي الثمين.. أما هدايا كبار رجال الدولة وعلية القوم من المواطنين بهدايا كثيرة شغلت ثماني غرف في قصر القبة.. أما جمعية المواساة الإسلامية فنموذح مصغر من الذهب والفضة لمستشفي فؤاد الأول بالإسكندرية. أما ضباط الجيش فقدموا سيفاً صنع خصيصاً في أشهر مصانع الأسلحة بانجلترا وقد نقشت عليه آيات قرآنية وزين مقبض السيف بالتاج الملكي وعليه الجواهر الكريمة. وأهدي ضباط الشرطة لوحة من الذهب منقوش عليها كلمة الولاء والتاريخ إلي غير ذلك من مختلف طوائف الشعب بما في ذلك الطوائف الإسرائيلية في مصر وهي عبارة عن علب من الذهب المزخرفة والمرصعة باحجار الماس والياقوت والزمرد وهذا ما نشرته مجلة الصباح الصادرة في شهر يناير 1938 كعدد خاص بمناسبة زواج الملك. من جهة أخري الملك فاروق ذكر في مذكراته أنه ترك كل هذه الهدايا محفوظة في القصر الملكي وغيرها من القطع الأثرية الثمينة ولم يأخذها معه عند رحيله من مصر. وفي ظل النظام السابق فإن هدايا كثيرة قد تم إهداؤها في مناسبات عديدة للرئيس السابق ولكبار رجال الدولة وكانت هدايا قيمة للغاية وغالية الثمن.. والقانون حدد قيمة الهدية التي يمكن أن يتلقاها رئيس الدولة بصفته موظفاً عاماً.. أما هدايا الدول فهي تعتبر هدايا يجب حفظها في المتاحف.. وأشارت التحقيقات التي أجريت إلي أن وزارة البترول أهدت إلي الرئيس السابق سبيكة ذهبية من مناجم الذهب المصرية ولكن الرئيس السابق لم يتذكر أنه تلقي هذه الهدية.