قال مسؤولون ومصادر في البلاط الملكي ان العاهل الأردني الملك عبد الله أقال رئيس الوزراء معروف البخيت وكلف عون الخصاونة القاضي الدولي بتشكيل حكومة جديدة في خطوة لتهدئة المحتجين المطالبين باصلاحات أسرع. وأضافت المصادر ان الملك أقال البخيب وهو لواء عسكري سابق يُعرف بنهجه المحافظ في مواجهة ضغوط متنامية من النشطاء الذين استلهموا الانتفاضات التي اندلعت في أنحاء العالم العربي. ذكرت المصادر ان الملك أبلغ الخصاونة البالغ من العمر 61 عاما والقاضي بمحكمة العدل الدولية بأن يتولي رئاسة الوزراء وان يعمل علي إقرار قانون انتخابي أوسع تمثيلا وان يقضي علي الفساد الحكومي. قال دبلوماسي غربي في عمان لرويترز "هناك احساس بأن الأردن قد ينزلق الي الفوضي وقد عين الخصاونة لمحاولة حل ذلك." ينظر الي الخصاونة وهو رئيس سابق للديوان الملكي وكان مستشارا قانونيا للفريق الأردني الذي تفاوض علي معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1994 علي انه شخصية تحظي بالاحترام تترفع عن المنافسات المحلية. تولي البخيت منصبه في فبراير بعد أن أقال الملك عبد الله رئيسا آخر للوزراء بعد احتجاجات شعبية. يقول مسئولون ان الملك شعر بالاحباط من الوتيرة البطيئة للاصلاحات في عهد البخيت وانه استجاب للانتقاد الشعبي المتنامي للبخيت لتلكؤه في الاصلاحات. تراجعت شعبية البخيت علي نحو متزايد بين الساسة وائتلاف لجماعات المعارضة ذي خلفية قبلية واسلامية اتهمه بسوء التعامل مع المشكلات المحلية ومنها الاعداد للانتخابات البلدية المقرر اجراؤها في العام الجاري. ويقول سياسيون ان العاهل الاردني الذي يحكم البلاد منذ عام 1999 مضطر لاتخاذ خطوات حذرة فقط نحو الديمقراطية نظرا لمراكز القوي العشائرية التي تري الاصلاحات تهديدا لمزاياها السياسية والاقتصادية. ونظم النشطاء سلسلة من الاحتجاجات الشعبية للمطالبة باصلاحات أسرع ووجهوا انتقادات للعائلة المالكة وهي أحداث نادرة في بلد يحظي فيه الملك باحترام منذ فترة طويلة ويوضع في مكانة اسمي من الصراعات السياسية. وخرجت انتقادات لم يسبق لها مثيل من مناطق عشائرية تشكل عادة الداعم الرئيسي للاسرة الهاشمية. وقال محللون سياسيون ان احدث ضربة لمصداقية الحكومة تمثلت في الاحتجاجات العشائرية في المناطق الريفية وفي المحافظات حيث أثار احراق اطارات السيارات واغلاق الشوارع الرئيسية شبح الاضطرابات الاهلية. وحاول البخيت تهدئة النشطاء واظهار اهتمام اكبر بالمطالب المحلية بانشاء اكثر من 150 بلدية جديدة خلال اسبوع مما زاد من انهاك الميزانية التي تعاني من العجز. وقال المعلق السياسي لبيب قمحاوي ان البخيت شخصية تصادمية سعي لتعميق الانقسام بين المعسكر الاصلاحي والمناهض للاصلاح.