أصدرت دار الإفتاء المصرية تقريرها السنوي كعادتها كل عام والذي يعتبر بمثابة كشف حساب عما قدمته خلال العام 2017 حيث أوضح التقرير أن هذا العام قد شهد جهودًا دءوبة من الدار وعلمائها الأجلاء. وعلي رأسهم فضيلة الدكتور شوقي علام - مفتي الديار المصرية - من أجل القيام بالدور والوظيفة. وتحقيق الغاية والهدف. وقد استطاع مفتي الجمهورية أن يحافظ علي مؤسسة الدار وخطابها المتزن المتسم بالوسطية والاعتدال الداعم لمد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة. شهد العام 2017 الكثير من الانجازات علي كافة المستويات والأصعدة داخليًا وخارجيًا. فيما يمكن أن يوصف بعام الريادة الدينية لمصر. نظرًا لما تم خلاله من إنجازات مؤثرة .. فقد صدر عن الدار ما يقرب من 600 ألف فتوي . وعقدت المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بحضور وفود من 36 دولة وناقش إشكاليات وآفاق العملية الإفتائية خاصة وأن الشريحة المستهدفة هم الممارسون لهذه العملية وهم المفتون وأعضاء المجامع الفقهية .. كما حققت الدار حضورًا قويًّا في المحافل الدولية ووسائل الإعلام العالمية. كما حققت أيضًا انطلاقة كبيرة ومؤثرة في الفضاء الإلكتروني. كما أشار التقرير إلي أن فضيلة المفتي شارك في العديد من المحافل الدولية الهامة. والتقي عددًا من زعماء العالم وقادة الرأي والفكر وصناع القرار. ومن تلك الزيارات بلجيكا والتقي خلالها ملك بلجيكا للتعرف علي تجربة مصر في مكافحة التطرف ورئيس البرلمان الأوروبي وتم الاتفاق علي عقد مؤتمر في بروكسل يجمع البرلمان الأوروبي ودار الإفتاء لبحث آليات مواجهة الفكر المتطرف .. كذلك زار فضيلة المفتي تايلاند والصين .. وشملت أيضا جولات مفتي الجمهورية وعلماء الدار دولا أخري شملت الهند وأذربيجان والمغرب والسعودية والجزائر والولايات المتحدة والإمارات والنيجر والأردن وإيطاليا والسنغال. مرصد الفتاوي التكفيرية كان لمجهودات مراصد دار الإفتاء حضور كبير هذا العام في مواجهة التكفير والتطرف وذلك من خلال مرصدها للفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة. والذي قدم عددا من التقارير والدراسات والمواقف المناهضة للعنف والتطرف والتي سعت إلي تعرية حجج المتطرفين وكشف زيف منطقهم وتدليسهم في القول والفعل. وقد صدر عن المرصد نحو 170 تقريرا ودراسة خلال الستة أشهر الماضية. وكذلك مرصد الإسلاموفوبيا ومرصد الجاليات المسلمة في الخارج الذي تناول الكثير من القضايا التي تهم الجاليات المسلمة في الخارج ومواجهة الإسلاموفوبيا وتصحيح صورة الإسلام في الغرب. والسبل لتعزيز اندماج المسلمين هناك داخل مجتمعاتهم. أشار تقرير دار الإفتاء إلي أن تجربتها تعد رائدة في الفضاء الإلكتروني والحملات الدولية علي صفحات التواصل الاجتماعي باعتبارها أولي المؤسسات الدينية في مصر والعالم العربي والإسلامي التي استفادت من هذه الوسائل في نشر رسالتها. لذا فقد ارتأت دار الإفتاء ضرورة تكثيف تواجدها في مواقع التواصل الاجتماعي. حيث وصل عدد المشتركين علي صفحات الفيس بوك للدار - البالغ عددها 11 صفحة - أكثر من 8 ملايين شخص. البرامج التدريبية والتأهيل علي الفتوي استقبلت إدارة التدريب عام 2017 بعدد من البرامج التدريبية المهمة التي تعكس أهمية دور دار الإفتاء كمؤسسة رائدة في مجال الإفتاء الوسطي. كما يظهر من خلال نوعية هذه البرامج والمتدربين مدي حرص كثير من المشتغلين بالفتوي في العالم الإسلامي علي الاستفادة من خبرة دار الإفتاء المصرية .. ومن هذه البرامج "المقبلون علي الزواج" و" برنامج تفكيك الفكر المتطرف " و" برنامج تدريب الوافدين علي الفتوي " و" برنامج الخريجين الشرعيين المصريين". و"برنامج الموظفين الدينيين بماليزيا "و" برنامج علماء المملكة المتحدة". الإصدارات أصدرت دار الإفتاء المصرية العديد من الإصدارات والمطبوعات لخدمة المسلمين وطلاب العلم. حيث أصدرت هذا العام أرشيفاً يضم جميع الفتاوي التي صدرت عن الدار منذ نشأتها وحتي وقتنا هذا والتي تضم أكثر من مائة ألف فتوي.. وتم وضع هذه الفتاوي علي برنامج إلكتروني يمكن الرجوع إليه في في أي وقت .. إلي جانب مجلة الدار التي تقوم بالإشراف علي تلقي الأبحاث العلمية المتقدمة .. كما أصدرت الدار كتاب "العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من واقع فتاوي دار الإفتاء المصرية" ليكون مساهمة من الدار في بيان الأحكام الشرعيَّة في عدة قضايا تمس جوانب شتي للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين بطريقة موجزة شافية. و"الفتاوي الطبية" الذي يجيب عن عدة قضايا طبية تمس جوانب شتي لحياة الناس. وموسوعة الأعمال الكاملة للأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الحميد في سبعة مجلدات. وغيرها من الإصدارات. كما أصدرت الدار موسوعة "دليل المسلمين إلي تفنيد أفكار المتطرفين" في مجلدين للرد بشكل مفصل وواسع علي جميع الفتاوي الشاذة التي تم رصدها سواء من خلال مرصد الإفتاء أو من خلال الصفحات المتخصصة علي شبكة الإنترنت.. وكتاب "Insight" الذي يضم أعداد المجلة الإلكترونية الذي أطلقتها الدار باللغة الإنجليزية للرد علي مجلة "دابق" التي يصدرها تنظيم "داعش" الإرهابي. وأيضًا أصدرت موسوعة العلوم الإسلامية باللغة الإنجليزية بعنوان "mapping sharia studies" والتي تضم مقدمات للعلوم الإسلامية تهم الدارسين .. هذا بالإضافة إلي "مجلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم".