تربية النعام احدث موضة انتشرت بمنطقة غرب الإسكندرية ربما لا يعرف عنها الكثيرون من ابناء الثغر شيئاً . حيث يتم تسمينها وبيع لحومها للفنادق والمطاعم وتصديرها للخارج.. اصحاب مزارع النعام رفضوا في بداية حوارنا معهم تصوير المزارع خوفا من الحسد حيث ان لديهم اعتقادا أن النعام يصيبها عين الحاسود فتمرض وتموت ويفسد بيضها وبالتالي يحرص صاحب كل مزرعة علي التكتم علي انتاجها من لحوم. في البداية يقول أحمد جابر ان اشهر مناطق تربية للنعام هي برج العرب والكينج مريوط والعامرية ولا تحتاج مزارع تسمين النعام سوي ارض فضاء واسعة يجري فيها النعام وتقديم الطعام والشراب في الاوقات المحددة مع الرعاية الصحية , مضيفا انه لايوجد صاحب مزرعة يخسر فتكاليف التربية ليست كبيرة ولكن الجميع لا يفصحون عن حجم مكاسبهم. تسويق داخلي اضاف ان جميع المحافظات تعمل الآن علي تربية النعام وهو ما اتاح ان يكون هناك تسويق لعملية الشراء من الداخل بدلا من الاستيراد من الخارج فهناك مزارع بالمحافظات مسئولة عن تفريخ النوعية الجديدة من النعام وهي صغيرة في السن . وفي البداية يقول حسام جاد الله صاحب احدي المزارع انه قرر انشاء المزرعة بعد نجاح تجربة احد أصدقائه في تربية وتسمين النعام وتحقيقه ارباحا كبيرة فقرر خوض التجربة واستغلال الارض الفضاء الذي يملكها. مشيرا إلي أنه منطقة غرب الإسكندرية من العامرية والكينج مريوط هي افضل المناطق التي يمكن اقامة المزرعة بها نظرا لطقسها الصحراوي الجاف وبعدها عن مصادر الضوضاء ومرور السيارات وهي البيئة المطلوبة لتربية النعام. واضاف أنه يقوم بتربية النعام الافريقي أسود الرقبة الذي يتميز بكبر حجمه وثقل وزنه وكثرة انتاجيته علي الرغم من شراسة هذا النوع من النعام والذي يقوم بمهاجمة مربيه ولكن الانثي تبدأ في وضع البيض من عمر 20 شهرا والذكر يكون مكتملاً جنسيا في عمر 30 شهرا وذلك بخلاف النعام احمر الرقبة فهو اقل شراسة من الاول موضحا ان اغلب المربين بمصر يفضلون النعام الافريقي لكثرة انتاجيته مقارنة بالانواع العادية فضلا عن قوة مناعته وعدم تأثيره بالتغيرات الجوية . يشير خالد أبو الفضل الي انه بدأ إنشاء مزرعته بشراء ثلاثة ذكور و12 انثي من النعام بمبلغ 200 الف جنيه من محافظاتطنطا والمنصورة وبني سويف والقاهرة وذلك من عامين تقريبا وأن موسم التزاوج لدي النعام يبدأ في مارس وحتي اكتوبر من كل عام ويتم تغذيته بالاعلاف اللازمة وتوفير المناخ المناسب لهم من مساحة واسعة للجري والتربة الرملية اللازمة لتهيئة البيئة للإناث لوضع البيض فضلا عن عمل مكان للمبيت وشراء جهاز لتدفئة البيض حتي يفقس قائلا: هناك العديد من الاناث تقوم بوضع البيض ولا تواظب علي الرقود عليه ولذلك فلقد قمت بشراء جهاز مخصص يمكن التحكم في درجات الحرارة به لتهيئة المناخ المناسب للبيض حتي يفقس لافتا إلي أن سعر البيضة يصل الي 400 جنيه والكتكوت عمر يوم الف جنيه وتظل اسعار النعام منخفضة لحين وصول الكتكوت 6 اشهر وبذلك يكون قد عبر مرحلة الخطر لان اغلب النفوق والوفيات تتم من عمر شهر وحتي خمسة وتصل نسبة الوفيات الي 90% من نسبة الانتاج. واضاف انه يستخدم الاعلاف المناسبة لتسمين النعام وهي البروتين والكربوهيدرات والدهون والاملاح المعدنية والفيتامينات والاحماض الامينية والبرسيم والدريس والذرة والشعير وزيت الصويا والردة وملح الطعام ويمكن لاي شخص رعايتها حيث انها لا تتطلب اكثر من وضع المياه بأماكن غير مشمسة والعلف فضلا عن تعاقد المزارع مع الاطباء البيطرية للمرور بشكل دوري عليها ووضع التحصينات والادوية اللازمة للنعام في المياه او علي الطعام. ويقول ياسر عبد الحميد ان هناك سباقا للجري ينظمه اصحاب مزارع النعام بعد اصبحت المزارع موضة بين الشباب وانتشرت بشكل كبير فيقوم كل صاحب مزرعة بإختيار افضل الظليم " ذكر النعام " لديه ويخوض به السباق ومن المعروف ان سرعة الظليم تصل الي 70 كيلو مترا في الساعة ويتم تنظيم المسابقة بإحدي بمزارع وتكون جائزة الفائز كمية من العلف مبينا أن تربية النعام كلها منافع فالجلود تدخل في الصناعات الجلدية والريش يدخل في صناعة المخدات فضلا عن لحومه الحمراء التي تحتوي علي اقل نسبة دهون . نقص الدعاية وأضاف عبد الحميد ان المعاناه الكبري هي صعوبة تسويق لحوم النعام حيث هناك من اصحاب المزارع من يقوم بالتصدير للخارج او التوريد للفنادق والمنشأت السياحية التي قل طلبها بعد انخفاض الحركة السياحية عقب يناير 2011 بالرغم من ان سعر الكيلو يتراوح بين 200 و240 جنيها وهو لا يختلف كثيرا عن اسعار اللحوم العادية بالرغم ان لحم النعام لا يتسبب في ارتفاع الكوليسترول او الدهون الثلاثية واضطر اصحاب المزارع إلي بيع اللحوم باقل من تكلفتها بسبب ازمة السياحة خاصة وان سعر طن العلف يصل الي 7 آلاف جنيه الا ان مع انتعاش سوق السياحة بدأ الامل يتجدد في رواج عملية البيع موضحا ان الازمة تكمن في عدم وجود دعاية كافية للحوم النعام او اسواق خاصة بها فهي مازالت في الاذهان لحوم الملوك بالرغم من ان سعرها في نفس اسعار مثيلتها من لحوم الخراف والابقار تقريا وكل ما نحتاجه هو عملية ترويج لنوع جديد من اللحوم ليغزوا الاسواق بعد ان كان مقتصرا علي نوعية بعينها .