تحول الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية علي مستوي المندوبين الدائمين إلي انتفاضة عربية ضد القرار الذي تعتزم الولاياتالمتحدة اتخاذه بشأن نقل السفارة الامريكية لدي اسرائيل إلي القدس. او الاعتراف بالقدس كعاصمة لها. وحذر احمد ابوالغيط الامين العام للجامعة الادارة الامريكية من خطورة اقدامها علي هذه الخطوة. مؤكداً ان اتخاذ مثل هذا الاجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات ولن يمر دون تبعات تتناسب ومدي خطورته. قال ابوالغيط خلال كلمة القاها امام الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة ان الاجتماع يعقد في ظرف بالغ الدقة يحتم اتخاذ مواقف واضحة لا لبس فيها. منوها بما تواتر من انباء بشأن اعتزام الادارة الامريكية نقل السفارة الامريكية لدي اسرائيل إلي القدس. او الاعتراف بالقدس كعاصمة لها. وقال ابوالغيط "نظراً لخطورة هذا الامر- ان حدث. وهو ما لانرجوه- ونظراً لتداعياته السلبية المحتملة. ليس فقط علي الوضع في فلسطين. ولكن علي الاقليم بأسره. فقد تقرر عقد هذا الاجتماع لتوجيه رسالة واضحة للادارة الامريكية بأن اقدامها علي اتخاذ مثل هذا الاجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات. ولن يمر دون تبعات تتناسب ومدي خطورته. واضاف: لقد سبق لهذا المجلس. ولي شخصياً. تشجيع جهود الادارة الامريكية الحالية لاحياء مسار التسوية السياسية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. بل اننا رأينا في الاهتمام الامريكي بهذه القضية المحورية بادرة ايجابية تستدعي المؤازرة وتستلزم التأييد والدعم. وقال ابوالغيط: لقد عبر عدد من الدول العربية عن ذلك الدعم لجهود ادارة الرئيس ترامب. كما تجاوبت السلطة الفلسطينية مع هذه الجهود بكل انفتاح وبروح ايجابية. غير ان هذا الانفتاح وتلك الايجابية لم تقابل سوي بسياسة اسرائيلية تمعن في البناء الاستيطاني. وتسعي إلي توتير الاجواء واختلاق المشكلات كما حدث في ازمة البلدة القديمة بالقدس في يوليو الماضي. وغيرها. مضيفا "ومع ذلك فقد ظل الطرف الفلسطيني. ومن ورائه الدول العربية. حريصاً علي تجنب التصعيد. بل وعمل جاهداً علي تهيئة البيت الداخلي عبر المضي قدماً في مسار المصالحة وانهاء الانقسام. الذي طالما اتخذته اسرائيل ذريعة من اجل التنصل من الالتزامات والتحلل من المسئوليات. واشار إلي ان هذه السياسة الفلسطينية والعربية العاقلة قابلها الطرف الاسرائيلي بالتعنت والتمترس خلف مواقفه المتطرفة. ولن يكون هناك دافع او مبرر كاف لاستمرارهذه السياسة لو ان الادارة الامريكية اقدمت علي نقل السفارة الامريكية إلي القدس. او الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وحذر من خطورة هذا القرار والذي سيكون من شأنه القضاء علي الدور الامريكي كوسيط موثوق لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال. ومن ثم القضاء علي اية فرصة حقيقية لاحياء عملية سياسية ذات معني بين الفلسطينيين واسرائيل. واننا ننتظر من الادارة الامريكية اتخاذ القرار السليم الذي ينسجم مع دور الولاياتالمتحدة التقليدي في رعاية العملية السلمية. حذر السفير ياسر العطوي مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية من اتخاذ اي خطوات احادية الجانب تؤثر علي مسار التسوية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وتضع عقبات امام عملية السلام. وشدد العطوي علي ان الوضع القانوني للقدس يقتضي توخي الحرص في التعامل مع هذا الملف الحساس نظراً لمكانة القدس لدي الفلسطينيين والشعوب العربية والاسلامية. داعيا إلي الحكمة في اتخاذ اي خطوات يمكنها تأجيج المنطقة. واكد العطوي ان مصر ستواصل جهودها لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني المشروع في ترابه الوطني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وذلك امام المحافل الدولية والتأكيد علي حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية التي تبلور موقفا عربيا موحدا من عملية السلام وقضايا الحل النهائي. وشدد سفير الاردن في مصر ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية علي ضرورة الحفاظ علي الوضع الديني والقانوني للقدس وعدم اتخاذ اذ قرار يغير من وضعها نظراً لمكانتها ليس فقط للفلسطينيين بل للعرب والمسلمين جميعا. واشار إلي انه اذا تم تنفيذ قرار نقل السفارة الامريكية في اسرائيل إلي القدس سيكون له آثار كارثية ليس فقط علي فلسطين وسيجلب اليأس والاحباط للمنطقة. وقال اننا امام مسئوليات جسام. فالقدس مسري محمد ومهد المسيح ضمير الامة العربية والاقرب للاردنيين من حبل الوريد. قال سفير دولة الكويت لدي مصر ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية احمد عبدالرحمن البكر اننا ندعم الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في اقامة دولته وعاصمتها القدس والتمسك بمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية. ونبه إلي ان اتخاذ مثل هذا القرار بنقل السفارة الامريكية للقدس هو استفزاز لمشاعر المسلمين والعرب في كل انحاء العالم. وقال "نطلب من اصدقائنا تغليب صوت الحكمة وعدم اتخاذ مثل هذا القرار. وقال مندوب اليمن لدي جامعة الدول العربية رياض العكبري ان اي تغيير لوضع القدس القانوني هو انقلاب علي القانون الدولي واعتداء علي مبادئه وعمل سيكون له تداعياته الخطيرة. وحذر من ان هذا الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة لاسرائيل ان تم سوف يطلق يد سلطة الاحتلال في تدمير والاستيلاء علي التراثين الاسلامي والمسيحي. وقال السفير حبيب الصدر سفير العراق لدي مصر ومندوبها لدي جامعة الدول العربية ان القدس زهرة المدائن ونفحة قدسية ربانية مهوي افندة العرب والمسلمين واولي القبلتين وثالث الكريمين وتحتل المكانة ذاتها لدي المسيحيين في العرب وقال ان العراق يعتبر القضية الفلسسطينية قضيته الاولي وجعلها عاصمة للقدس اعتداء علي الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني ويشكل تهديدا للامن ويشعل الوضع في منطقة تعاني من الصراع والازمات. وقال سفير المغرب في القاهرة ومندوبها لدي الجامعة العربية السفير احمد التازي ان القدس عزيزة علينا جميعا كعرب وكلنا مستعدون للدفاع عنها لارتباطها بعقيدتنا وهويتنا ومكون اساسي في وجداننا. واضاف ان تحديات كبيرة تتعلق بالقدس ومن بينها مساعدة سكانها علي الصمود لكي لايهجروا بلدتهم او تطمس هويتهم. وطالب الولاياتالمتحدة برعاية عملية السلام واطلاق مفاوضات بجدول زمني. وقال نائب مندوب السعودية الدائم لدي جامعة الدول العربية بدر الشمري اننا نعبر عن قلق بالغ وعميق مما يتردد عن اعتزام الولاياتالمتحدة نقل سفارتها لدي اسرائيل إلي القدس. وقال ان هذا استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم ويخالف قرارات الشرعية الدولية. وقال سفير تونس في مصر ومندوبها لدي جامعة الدول العربية نجيب المنيف ان هذه المحاولات من شأنها ان تقوض جهود عملية السلام في الشرق الاوسط.. واكد ضرورة وقوف الدول العربية ضد كل المحاولات لتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس.