* لأن الواقع أحيانا مرير.. فنهرب منه إلي الخيال وقد يخدعنا الخيال. لذا لجأت إليك.. إلي باب نبضات قلب وما أروع هذا المسمي الذي وفر عليّ الكثير.. فحقا لو أن المشاكل كانت بعيدة عن القلب لهانت وهان كل شيء.. فأصعب ما يواجه الإنسان الألم النفسي الذي يصعب دواؤه. وأنا يا سيدتي بطبيعتي أرض خصبة لأن يسيطر عليها الألم النفسي وهذا بغير إرادتي.. فأنا من مواليد برج الحوت ومؤكد أنك تعلمين ما يتسم به مواليد هذا البرج وسوف اسطر لك ملامح من حياتي وأتمني أن أتلقي مشاركتك وأتمني أن يتوقف دمع قلبي. منذ خمس سنوات وكنت في المرحلة الأولي الجامعية قابلت شابا طيب القلب كان يكبرني بعامين.. أحبني كثيرا.. أنا الأخري أحببته من كل قلبي.. بعدها بفترة أراد التقدم لخطبتي.. وفي نفس التوقيت تقدم لي فعلا قريب لي وكان أبي موافقا عليه ورغم رفضي إلا أنني لم أقدر علي المواجهة. شاءت الأقدار أن نفترق أنا ومن أحبه قلبي بعد ما تسببت له في مرارة الفراق وجرح عميق لا يغفر. بعد ذلك قمت بمواجهة الموقف وأعلنت رفضي الارتباط بقريبي هذا وتم إنهاء الموضوع وبعدها بحوالي عامين تقريبا شاء القدر أن أقع في مشكلة جعلتني ألجأ للإنسان الذي أحبني من كل قلبه اتصلت به لأحكي له مشكلتي ومن هنا رجع الحنين بيننا يجري مجري النهر.. وكأن السنوات لم تمر بل كل ما فعله البعد أن زاد من شوقي وشوقه وحنيننا إلي بعض. أراد أن يتقدم لخطبتي من جديد وجاء فعلا إلي بيتنا مع أسرته وتم التعارف بين الأسرتين إلا أنه خرج ولم يعد!! عرفت بعد ذلك أن أهله ليسوا موافقين علي الارتباط ولا أعلم السبب الحقيقي للرفض!! إنه ابن وحيد علي ثلاث بنات وهو من محافظة غير التي نقيم فيها. أعلم يقينا أنه يحبني وكل كلمة قالها لي كانت صادقة لم يخدعني لحظة لأنه لا يعرف الخداع ولا كيف يتعامل به إلا أنه لا يقوي علي مواجهة أهله فهو شخصية خجولة وهذا ما يعيبه ولكنني أحبه. وها أنا اليوم ذقت طعم الفراق الذي ذاقه هو من قبل إلا أن الفراق هذه المرة ليس فراق حبيبة لحبيبها وحسب بل هو فراق حلم وأمل آه من طعم الفراق المرير والذي لا يقوي عليه محب. إنني أحبه كثيرا وحبه بداخلي ولا استطيع الابتعاد عنه ولا أريد غيره زوجا لي.. وما حدث كان بمثابة اختبار حقيقي للحب الذي يكمن بداخلي فساءت حالتي النفسية كثيرا ورفضت معدتي الطعام ولازمت الفراش أياما دون طعام. سؤالي لك يا سيدتي.. هل اتصل به ثانية وأعلم منه الأمر علي حقيقته وأحاول معه أن نجد حلا ولا أفرط في حبي الذي عشت سنوات من عمري في انتظاره؟ أم أظل كما أنا وأرضي بحالي وأصبر نفسي علي ما أصابني في حب عمري وأقول هذا نصيبي وأحفظ كرامة أهلي بعد خروجه من المنزل ولا يعرفون أين العريس الذي تقدم لخطبة ابنتهم ولماذا لم يعد؟! وهل هذا حق نصيب؟! أي أنني لو لم أتصل سيكون الحال كما لو اتصل؟ وهل أجد حلا أم لا؟ لا أعرف. المشكلة الأخري أنه تقدم لخطبتي عريس آخر وأخاف أن أظلمه معي.. أريد أن يشاركني أحد ما أنا فيه من حيرة ومرارة. م.م بنها- قليوبية ** يا صديقتي رسالتك مفعمة بالإحساس والوجع ولكن لا تعيرينه بعدم القدرة علي المواجهة فمثله أنت فعلت.. ورغم أنك تشعرين بهذا إلا أنني أراك حزينة من موقفه.. ومعك حق فالموقف غريب ومحير.. كيف يأتون ويغادرون دون أن يقولوا شيئا يذكر.. وكيف لا يخبرك هو بالسبب الذي من أجله رفض أهله تلك الخطبة.. فمثل هذا الموقف مهين لكرامة أسرتك وكان عليه أن يبرره.. إن كان هناك حقا حب ومودة منه إليك. وتسألين بعد أن ذكرت عذابات قلبك ماذا تفعلين هل تتصلين به؟.. أقول لك لا.. لأن الأمر الآن في ملعبه.. كان عليه أن يعتذر عما بدر منه وأن يقدم الأسباب.. لكنه لم يفعل وصمتهم هذا فيه إهانة لكم ولا أظن أن حبك أهم من كبرياء أسرتك. لا تتصلي به وأنس الأمر تماما.. فالحب شيء رائع ولكن لابد أن يرتكن علي مقومات تدعمه وتجعله ثابتا فإن لم يحدث فأولي به أن يموت في مهده. لا تتصلي به.. ولا تقبلي عريسا آخر هروبا مما أنت فيه أو ردا علي تلك الإهانة ولكن عليك بالنظر إلي من يتقدم وفحص مشاعرك بشكل جيد قبل أن تقبلي واعلمي أنه ليس من الضروري أن يتم الزواج بعد قصة حب ملتهبة بقدر ما أن يكون هناك قبول يؤدي إلي المودة والرحمة جناحي الحياة الزوجية وهما كفيلان بخلق حالة حب غير عادية. صديقتي عذاب الحب مؤلم ولكن الأكثر إيلاما وجع الإهانة وسحق الكبرياء. وهذا ما سوف تشعرين به لو أنك اتصلت به لتحاولي التمسك به وهو مختبيء خلف خجله ويرفضك ستظلين نادمة طوال العمر لو فعلت.. لذلك لا تتصلي به وسيعرف هو من ذلك أنك تحترمين نفسك وقد يتصل ليعتذر فإن لم يفعل فلا تغضبي واعتبري حبه هو الذي خرج ولم يعد!!