لابد أن نتفق أن حلم الأهلي في استعادة كأس الملايين الأفريقية لدوري الأبطال والتأهل لمونديال الأندية لأبطال القارات بدأ يتبخر بعد التعادل المؤسف مع فريق الترجي الشقيق بطل تونس بهدفين لكل منهما في استاد برج العرب ووسط جماهير المارد الأحمر. فهذا التعادل المفاجئ جاء بطعم الخسارة لأنه وضع فريق الأهلي في مأزق خطير للغاية كونه بات مطالباً بتحقيق ما يشبه المعجزة بالفوز علي الترجي العملاق بعقر داره في مباراة العودة.. وشاهدنا جميعاً كيف أن الترجي فريق بطولات ويمتلك كل مقومات المنافسة علي البطولة ويقوده مدرب مخضرم كفؤ ألا وهو الثعلب فوزي البنزرتي.. وهو ما جعل البطل التونسي المرشح الثاني بقوة مع النادي الأهلي للمنافسة علي الفوز بكأس الملايين الأفريقية هذا العام وذلك اتفق الخبراء علي أن هذه المواجهة هي نهائي مبكر للبطولة والفائز منهما سيتوج بطلاً للقارة. ولعلنا نتفق أن التعادزل بهدفين في ملعب الأهلي قد قلص من فرصه في العبور للمربع الذهبي للبطولة واستكمال رحلته الشاقة في الأدغال الأفريقية فإما الفوز في تونس أو التعادل بنتيجة لا تقل عن 3/3.. وتتوافر فرصتان فقط أمام لاعبي الأهلي لتخطي عقبة الترجي العنيد يعني وضعهم تحت ضغط عصبي وبدني وذهني رهيب في مباراة العودة فإما أن يؤثر سلباً علي تركيزهم وهدوئهم في الملعب وقدرتهم علي التعامل مع المواقف الصعبة في المباراة واستغلال الفرص المتاحة في التهديف. وإما أن يكون هذا الضغط حافزاً لهم للتحدي والإصرار علي تحقيق المعجزة والتأكيد علي أنهم الأحق بالتتويج كأبطالاً لأفريقيا وهذا يتوقف علي مدي قدرة حسام البدري المدير الفني للأهلي علي تأهيل لاعبيه نفسياً واختيار التشكيل الأمثل وأسلوب اللعب المناسب للتأهل من ملعب رادس بالعاصمة التونسية للمربع الذهبي مستفيداً من أخطاء مباراة الذهاب بالإسكندرية. وفي المقابل سنجد أن البطل التونسي سوف يلعب المباراة بكل أريحية وهدوء وثقة في النفس وفي الفوز بمجموع المباراتين بعد أن منحه هذا التعادل ببرج العرب جملة من الفرص للاطاحة بالأهلي من البطولة ولكن لابد هنا أن نذكر أن الأهلي تاريخياً لديه العديد من الانتصارات علي الترجي والأندية التونسية في عقر دارها وأبرزها العودة بكأس أفريقيا في النهائي مع الصفاقسي التونسي عام 2006 بالفوز عليه بهدف أبوتريكة بهدف للاشيء بعد نجاح الصفاقسي في التعادل مع الأهلي بالقاهرة 1/1. وأرفض إلقاء اللوم علي شريف إكرامي حارس مرمي الأهلي ومنتخب مصر وحده وتحميله مسئولية هذه النتيجة للأهلي بسبب خطأ تقديره لتسديدة الشعلالي والتي جاء منها الهدف الثاني للترجي. ولكن أري أن هناك العديد من لاعبي الأهلي قد ارتكبوا أخطاء لا تقل أهمية عن خطأ شريف إكرامي سواء كانت دفاعية سمحت كثيراً لهجوم الترجي بتهديد مرمي الأهلي بشكل مباشر ومؤثر ومنها أحرز طه الخنيسي هدف التعادل لفريقه بعد أن كان الأهلي متقدماً بهدف عبدالله السعيد.. وأيضاً هناك أخطاء فادحة لمهاجمي الأهلي عندما تسابقوا في إهدار العديد من الفرص السهلة والصريحة كانت كفيلة بخروج الفريق فائزاً علي الأقل ولو بفارق هدف ولذلك أري أن أخطاء وليد أزارو المهاجم المغربي لا تقل خطورة عن خطأ شريف إكرامي لإهداره 3 أهداف مؤكدة لأنه طبقاً لسير المباراة تفوق الأهلي ميدانياً وكان الأكثر استحواذاً علي الكرة وهجوماً والأخطر علي مرمي الترجي ولكن عابه في بعض الفترات الاعتماد علي الدفاع المتأخر من الثلث الأخير لملعبه بدلاً من الضغط المتقدم علي المنافس من وسط الملعب فرغم اعتماد الترجي علي التأمين الدفاعي أولاً والهجمات المرتدة الخاطفة ثانياً غير أن دفاع الأهلي لم يستطع السيطرة عليها في مواقف عديدة.. والمطلوب الآن غلق ملف مباراة برج العرب والاهتمام بلقاء رادس.