في عام 1809 أنشأ والي مصر محمد علي باشا قصرا في السويس يسكن فيه لمتابعة الاشراف علي انزال الاسطول البحري كقاعدة انطلاق للفتوحات الشرقية.. وسجل التاريخ دور هذا القصر في التخطيط العسكري لمحمد علي.. وبدلا من الاهتمام بهذا القصر الذي كان في يوما من الأيام تحفة معمارية أصبح مثالا صارخا للاهمال الشديد وتحولت حجرة "الوالي" الي مأوي للغربان والخفافيش.. وأصبحت غرف حاشيته وحراسه مأوي للكلاب الضالة!! وبعد 208 أعوام.. مازال السوايسة علي أمل الاهتمام بقصر محمد علي والحفاظ علي ما تبقي منه "مباني وقبة أثرية" وتحويله لمحكي عن تاريخ السويس الحديث.. قال علي السويسي الأستاذ بجامعة السويس ان قصر محمد علي شاهد علي تاريخ السويس حيث أنشأه محمد علي ثم استغل ليكون مقرا لأقدم ثاني محكمة شرعية في مصر عام 1868 ثم تحول الي ديوان عام لمحافظة السويس بعد ثورة 52 ثم تم استغلاله يكون مقرا لقسم شرطة السويس والمباحث الجنائية وبعد بناء منشآت شرطية جديدة.. تم اخلاء القصر وتسكنه الغربان والخفافيش. أضاف ان قصر محمد علي شهد وعودا من جميع وزراء الثقافة والآثار لتطويره والعناية به آخرهم خالد العناني وزير الآثار الذي قرر تسجيله كأثر تاريخي.. أشار محمد محروس "باحث" ان وزير الآثار خالد العناني قرر تشكيل لجنة من جامعة السويس لمعاينة القصر والوقوف علي متطلباته منذ 5 أشهر وحتي الآن لم نر أي خطوات حقيقية نحو الاهتمام بالقصر الشاهد علي تاريخ السويس. أضاف ان مطلب السوايسة واحد نحو قصر محمد علي وهو تحويله لمحكي تاريخي عن السويس الحديثة ودور شعب السويس في حروب الاستنزاف وأكتوبر وتسجيل أبطال المقاومة الشعبية ودورها في الحروب بالاضافة الي تسجيل ثورتي يناير و30 يونيو.. وقال محمد علي من سكان شارع النمسا المحيطة بقصر محمد علي ان حجرات القصر أصبحت مأوي للكلاب والقطط وتحولت الساحة الخلفية للقصر والتي كانت قديما مكانا لربط عربات القتال الي موقف عشوائي للسيارات والكارو بينما تحولت حدائقه الي مقالب للقمامة.. أضاف انهم تفاءلوا خيرا بزيارة وزير الآثار خالد العناني للقصر والوقوف علي حالته والوعد بتطويره غير ان هذا التفاؤل زال نتيجة عدم اتخاذ أي اجراءات سريعة نحو أعمال التطوير. وقال سمير محمود "مرشد سياحي" ان السويس في حاجة الي استغلال هذه الأماكن الأثرية والتي يمكن استغلالها في الترويج للسياحة الداخلية والخارجية باعتبار انها أماكن شاهدة علي التاريخ. أضاف ان وزارة الثقافة عندما أنشأت متحف السويس القومي تجاهلت التاريخ الحديث لشعب السويس والحروب التي خاضها ومن الممكن تعويض ذلك وعرضه وسرده في محكي بقصر محمد علي خاصة ان مبانيه قوية لم تتأثر حتي الآن.