أثار تجمهر حوالي 150 من الحرفيين واصحاب الورش بالمدينة الصناعية للحرفيين بالجبلاو والمنتمين لقبيلة الاشراف أمام ديوان عام المحافظة مطالبين بحمايتهم من الاعتداءات المتكررة عليهم مخافة تجدد المعارك القبلية الكبيرة بقنا. شهدت المدينة الصناعية للحرفيين بالجبلاو خلال 5 شهور 4 اعتداءات علي الحرفيين واغلاق ورش وتدمير البعض وكانت كلها بسبب مشاكل عادية بين ابناء قبيلتين خارج المدينة التي يعمل بها أكثر من 20 ألف حرفي ينتمون لمختلف القبائل بما فيهم المسيحيين. أصبح الهجوم المتكرر علي المدينة واغلاق الورش وخطف السيارات مهددا بنشوب معارك بين قبائل قنا مما يعيد إلي الأذهان المعارك القبيلة في الستينيات وحتي الثمانينات والتي كانت تستمر أياما ويروح ضحيتها العشرات من ابناء القبائل. "المساء" تدق اجراس الخطر لايجاد حلول عاجلة ودائمة تمنع الاعتداء علي الحرفيين قبل ان تقع كارثة محقق. يقول شريف حماية صاحب ورشة ان آلاف الحرفيين الذين يعملون في المدينة ينتمون إلي جميع قبائل قنا سواء الاشراف أو الجبلاو "العرب" والحميدات وهوارة إلي جانب المسيحيين ولم تحدث مشكلة بيننا داخل المدينة وان حدثت يتم حلها داخليا دون تدخل القبائل والعائلات الا انه خلال الشهور الاخيرة تكررت الاعتداءات علي الحرفيين من اطراف خارج المدينة ولا يعملون بها وذلك عند وقوع مشكلة بين ابناء قبيلة الاشراف أو الحميدات أو غيرها مع احد ابناء قبيلة الجبلاو لاسباب شخصية تافهة وخارج المدينة ولكن المشكلة تبدأ بهجوم مجموعة من ابناء قبيلة الجبلاو علي المدينة الصناعية التي تقع في نطاق قراهم ويغلقون الورش أو يحطمون البعض ويعتدون علي الحرفيين ويستولون علي السيارات وتم حل تلك المشكلات اكثر من مرة بالطرق الودية ولكن لا أحد يضمن سير الأمور في هذا الاتجاه دائما خاصة وان حالة من الغضب العام تسود بين الحرفيين علي ما يحدث من قطع أرزاقهم وهو ما ينذر بكارثة. أحمد الصندولي صاحب محلات اكسسوار سيارات بالمدينة لم أكن طرفا في المشكلة ولا اعرف اطرافها لكنني علمت بحدوث مشكلة بين شباب من الاشراف والجبلاو علي ملكية سيارة خارج المدينة وفوجئت في اليوم التالي بحضور اكثر من 200 شخص من ابناء قبيلة الجبلاو يطلبون اغلاق الورشة واستولوا علي سيارتي وسيارتين من ورشة مجاورة واعتدوا علي الحرفيين من قبيلة الاشراف وتكرار هذا الموقف سيضطرني للدفاع عن نفسي ومصدر رزقي بأي وسيلة ومهما كانت النتائج وهو ما لا نرضاه وطالب بتطبيق قانون الطواريء واعتقال كل من يعتدي علي المدينة من أي قبيلة وذلك لوأد الفتنة بين القبائل خاصة مع ضعف الاجهزة الأمنية وعدم تدخلها بحزم. قال ياسر عبدالهادي صاحب ورشة ضبط زوايا إن مدينة الحرفيين رغم وقوعها في منطقة نائية قريبة من الصحراء إلا ان أحدا من الحرفيين لم يحمل سلاحا سواء مرخص أو غير مرخص في اتفاق ضمني بين الجميع لمعرفة خطورة وجود السلاح في المدينة كما اننا جميعا نحمي بعضنا دون تفرقة بين ابناء قبيلة وأخري أو المسحيين وكلنا علي قدم المساواة نعمل للحصول علي ارزاق ابنائنا محذرا من اضطرار الكثيرين لحمل السلاح للدفاع عن ورشهم وهو ما يمثل خطورة كبيرة ليس علي أمن المدينة وحدها بل علي كل قري المحافظة. اضاف ان المدينة هي الأكبر في مجال صيانة واصلاح السيارات في محافظات قنا واسوان والاقصر والبحر الأحمر ومع تكرار الاعتداءات واغلاق الورش في المدينة بدأ زبائن المحافظات المجاورة في الذهاب لمحافظات الوجه البحري لإصلاح سياراتم. قال حمام ابوزيد - ميكانيكي: ذهبنا لديوان عام المحافظة لايجاد حل لمشكلتنا وطالبنا المحافظ بانشاء منطقة صناعية جديدة للحرفيين بعيدا عن نطاق تمركز القبائل المختلفة حتي لا تحدث اعتداءات جديدة مع الاسراع في انشاء نقطة شرطة في المدينة الحالية لمنع وقوع الاعتداءات مع عقد جلسة لكبار العائلات للتحذير من اخطار تكرار الاعتداءات واخذ تعهدات علي الجميع وفرض غرامات علي المخالفين. وقال اشرف الياس صاحب ورشة سمكرة ان الحرفيين من جميع القبائل وكذلك المسيحيون يعيشون في صداقة وتعاون منذ انشاء المدينة الا ان الاعتداءات المتكررة تأتينا من شباب صغار السن من خارج المدينة وقد تسببوا في مشاكل كبيرة بين القبائل واتفق عدد كبير من الحرفيين بالمدينة علي انه في حالة عدم تدخل المحافظة واجهزة الأمن ومنع هذه الاعتداءات فسوف يضطرون إلي قطع الطرق السريعة أو حتي قطع السكك الحديدية حتي يلتفت المسئولون إلي مشكلتنا التي تهدد بقطع ارزاقنا وتتهدد بفتنة بين القبائل.