عقدت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر. اجتماعها الخامس لبحث دور المؤسسات الصحفية القومية في مواجهة الشائعات.. وذلك بمقر وكالة أنباء الشرق الأوسط بدعوة من الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة. حضر الاجتماع عدد كبير من رموز وكبار الكتاب الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف القومية منهم: الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين. رئيس مجلس إدارة "الأهرام" والكاتب الصحفي سعد سليم رئيس مجلس إدارة دار التحرير والكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم" والكاتب الصحفي خالد السكران رئيس تحرير "المساء" والكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية والكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير "الأهرام" والكاتب الصحفي خالد ميري رئيس تحرير "الأخبار". أكد الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة أن خطر الشائعات يتمثل في عرقلة مسيرة الدولة نحو التنمية والاستقرار وهذا ما يستهدفه مروجو ومثيرو الشائعات من اعداء الوطن مما يستوجب المواجهة بكشف الحقيقة وتقديم المعلومة بكل مصداقية وشفافية وعدم ترك الرأي العام فريسة للأخبار المفبركة التي تأتي في إطار منظم ضمن مخطط لإفشال الدولة. كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الوطني الأخير للشباب. أشار كرم جبر إلي حرص الدولة بمختلف مؤسساتها علي نزع فتيل هذه الفتنة التي تثيرها الشائعة من زعزعة استقرار الشعب ومحاولة التشكيك في إنجازات حقيقية وتسميم أفكاره عبر أخبار كاذبة وملفقة. اضاف ان الهيئة حريصة ومعها المؤسسات الصحفية القومية علي وضع آليات محددة وتوصيات صحفية تقوم علي اساس المهنية في اطار تبني استراتيجية تثبيت دعائم الدولة المصرية والتصدي لمنصات الاغتيال الاعلامي التي ترمي إلي تشويه الدولة واستهداف اركانها.. موضحا ان الهيئة والمؤسسات الصحفية القومية المخلصة للوطن لديها اصرار كبير وعزيمة علي استكمال المهمة الصحفية التي تعهدنا بها بالدفاع عن كيان الدولة المصرية وترسيخ دعائمها في مواجهة الالة الاعلامية المعادية لمصر وشعبها. قال ان الاجتماعات المتتالية للهيئة مع رؤساء المؤسسات الصحفية القومية ليست من قبيل الحشد او التعبئة علي غرار حقبة الستينيات وانما لتنسيق الجهود والمواقف والاصطفاف للخروج بصحافة مهنية ووطنية تبغي صالح الامة المصرية. قال الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس ادارة الاهرام ونقيب الصحفيين ان مصر قطعت شوطاًَ كبيراً في مواجهة ما تتعرض له حالياً من مخاطر ومخططات شريرة وان الرئيس السيسي كان قد حذر في لقائه بمؤتمر الشباب الاخير بالاسكندرية من خطورة ما تواجهه الدولة المصرية من مؤامرات وفتن تهدف لشق الصف وضرب وحدة وتماسك المصريين وهو خطر لايقل عن الارهاب والتطرف الذي تواجهه الدولة فالشائعة "سم قاتل" يجب مجابهته قبل ان يفسد المجتمع المصري الذي اراهن علي وعيه وذكائه في تفنيد الاكاذيب وكشف تزييفها للحقائق. اضاف ان الهيئة الوطنية للصحافة تعي تماماً خطورة الازمة التي تصنعها الشائعات.. واثبتت في طرق مواجهتها انها علي درجة كبيرة من الوعي وحسن التعامل معها.. وطالب مؤسسات الدولة بالوقوف صفا واحداً مع المؤسسات الصحفية القومية ووسائل الاعلام لمواجهة الخطر الذي تروجه الاكاذيب والشائعات لتلويث عقول وافكار المواطنين. وصف نقيب الصحفيين ما اقدمت عليه الادارة الامريكية من خفض جزء المعونة لمصر بالقرار "السخيف" وغير المنطقي وانه يأتي ضمن مسلسل قديم بدأ من جانب ادارات امريكية متعاقبة بقيادة جورج بوش الابن ووزيرة خارجيته كوندليزا رايس وما اعقبه من مخططات للفوضي الخلاقة ودعم جمعيات التمويل المشبوهة. والشرق الأوسط الكبير ثم استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق أوباما الذي كشف عن توجهاته بينما أوقف المعونات عقب ثورة الثلاثين من يونيو ويعلمها الجميع الآن. أعرب عن ضرورة انتباه مؤسسات الدولة بشكل جيد للمخططات الخبيثة التي لا تزال تستهدفها مع توخي الحذر من محاولاتها المستمرة لاثارة الفتن والقلاقل بالشارع المصري فالجميع يجب أن يكون في خندق واحد لمواجهة عبث الشائعات بالمجتمع المصري. أكد الكاتب الصحفي سعد سليم رئيس مجلس إدارة "دار التحرير" أن الصحافة القومية يقع علي عاتقها مسئولية كبيرة في مواجهة الشائعات ولابد من توافر المعلومات الكافية حول الشائعة من أجل الرد عليها بمصداقية وشفافية مع ضرورة أن تعمل الصحف علي عودة الثقة بين القاريء وهذه الصحف حتي يكون دورها محورياً في محاربة الشائعة وتكون المصداقية الكافية لديها أكبر حائط صد ضد أي هجمات للأكاذيب والشائعات التي انتشرت بشكل كبير بعد ثورة يناير. أضاف أنه يجب الاسراع في اصدار قانون تداول المعلومات الذي كشفت عنه كل اجتماعات الهيئة مع المؤسسات القومية بما يكفل اتاحة المعلومات من مختلف المؤسسات والوزارات والهيئات لتتمكن الصحف من الرد علي أي شائعات. شدد الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم" علي أهمية تقوية وسائل الاعلام بمعايير المهنية والمصداقية وتفنيد الشائعات والكشف عنها واظهار عدم مصداقيتها لكون ذلك من حق القاريء قبل أن يكون دوراً واجباً وحيوياً للمؤسسات الصحفية في الدفاع عن أركان الدولة من أي عبث أو مهاترات تبثها الشائعات الملفقة.. مشيرا إلي أن المؤسسات الصحفية تتبني القواعد المهنية في التحقق من مصداقية الخبر قبل نشره وأن المشكلة لا تكمن في نشر الشائعة وحسب وانما الرد عليها بنفس انتشارها والتعاطي معها بوعي ورؤية تقنع المواطن بأنها أكذوبة وعارية من الصحة. أوضح أن طريقة التعامل بحرفية ومهنية صحفية دقيقة أمر بالغ الأهمية لافساد مهمة اطلاق الشائعات التي تهدف لتشويه ما يحدث علي أرض الواقع ونشر الأفكار الهدامة بين أفراد المجتمع وهو أمر شديد الخطورة يجب أن ننتبه له بشدة. طالب بالتدقيق في عملية نشر الاخبار الذي يعد من صميم العمل الصحفي الراقي لأن المصداقية أهم من سرعة الخبر والانفراد به.. وأن الهيئة العامة للاستعلامات ممثلة في مراكزها الإعلامية المنتشرة بالمحافظات والاقاليم عليها دور كبير في مواجهة الشائعات نظراً لكونها جهة إعلامية متخصصة في نشر الاخبار والمعلومات السليمة. أكد الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أنه يجب علي المؤسسات الصحفية القومية ان تضع استراتيجية شاملة لمواجهة الأكاذيب والشائعات المسمومة الهادفة لضرب أمن واستقرار الوطن. التي تقف خلفها منظومة إعلامية صحفية تابعة لجهات مشبوهة معادية لمصر. أشار إلي أن مواجهة هذه الأكاذيب تكون بنشر المعلومات الموثقة والحقائق بما يفقد من يبثون الشائعات أي أرضية سياسية يرغبون في تحقيقها.. لتذهب كل أهدافهم الخبيثة أدراج الرياح. شدد علي حاجة المؤسسات الصحفية القومية لتطوير أدائها بما يتواكب مع تكنولوجيا العصر في جميع الاصدارات وذلك لقطع الطريق علي إعلام وصحافة الأكاذيب والشائعات.. مؤكداً أن الصحافة القومية تمتلك جميع مقومات النجاح وتستطيع لعب دورها بشكل مهني واحتراف بالغ الدقة والتميز لاننا بالفعل في حالة حرب وهو ما يستوجب رفع حالة الوعي وتدقيق صحة الخبر والمعلومة من عدة مصادر موثقة قبل النشر. أكد الكاتب الصحفي خالد السكران رئيس جريدة "المساء" اننا أمام تحد كبير تواجهة الصحف القومية صاحبة الرصيد الكبير لدي المواطن المصري الذي يتطلب في هذا التوقيت ضروررة الإسراع في اصدار قانون تداول المعلومات في اقرب وقت ممكن لضمان تداول المعلومات وقطع الطريق أمام "القيل والقال". قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" إن ما طرحته الهيئة بشأن دعم استراتيجية تثبيت أركان الدولة وجد تفاعلاً سريعاً من قبل المؤسسات القومية.. مشيراً إلي أن القوات المسلحة تتفوق في مجال مواجهة الشائعات حيث تقوم علي الدوام بتنظيم دورات للمحررين العسكريين لمواجهة مثل هذه الظواهر. قال الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام إن التعاطي مع الشائعات يجب أن يكون بأسس علمية وبعين صحفية واعية.. فكم من الأخبار الملفقة والمفبركة تنتشر مؤخرا وتستوجب من كل صحيفة تمثل منبرا للتنوير وتثقيف وبناء وعي المواطن أن تدقق في المعلومات من مصادر الخبر.. مشيرا إلي أن الرد غير المباشر علي الشائعة يراه الأفضل وليس الطريقة المباشرة حيث أن الأولي أسرع وأكثر تصديقا لدي القارئ. أكد ان اقرار قانون تداول المعلومات يساهم في نزع فتيل قنبلة الشائعة والخبر الكاذب قبل أن تنفجر موجة من اللغط والقلاقل في المجتمع المصري. أضاف أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة "المصور" أننا نحارب معركة واحدة هي معركة دعم الدولة المصرية.. داعيا إلي ايجاد صيغة مشتركة بين جميع المؤسسات الصحفية للتصدي لظاهرة انتشار الاكاذيب والشائعات وأن الاعلام المصري يجب أن يأخذ بزمام المبادرة وليس "برد الفعل" وأن الرد علي الشائعات يأتي عبر توافر المعلومات الصحيحة علي نحو سريع من قبل مؤسسات الدولة خاصة أن التأخر في الرد عليها يزيد من حالة البلبلة والقلاقل.. وطالب بضرورة عودة دور الإذاعة المدرسية داخل المدارس لرفع وعي الاجيال الشابة بتحري مصداقية الخبر وعدم السير وراء الشائعات المفبركة. أكد الكاتب الصحفي مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة دار الهلال أن هناك إعلاما مباشرا يتمثل في وسائل الإعلام والصحافة وآخر غير مباشر يتمثل في دور العبادة والجمعيات الأهلية وهو ما يدفعنا لتوسيع قاعدة مشاركة كل وسائل الإعلام في الدولة للتصدي للظاهرة من خلال خطاب إعلامي يعتمد علي المعلومة والخبر الصادق والموقف دون الاتجاه للأخبار مجهولة المصدر. قال محمد عبدالحافظ رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" إن أهم ما يجب التركيز عليه من جانب المؤسسات الصحفية القومية.. رفع درجة المصداقية في تناول الخبر الصحيح.. داعيا إلي وجود دورات تدريبية لشباب الصحفيين للتدريب علي مواجهة مثل هذه الظواهر السلبية ورفع كفاءة الصحفيين في التصدي للشائعات والاخبار المفبركة. اعتبر نبيل الطاروطي رئيس تحرير مجلة "لغة العصر" أن الصحف القومية مستهدفة بالشائعات والأكاذيب التي تنمو وتنتشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية. مطالباً بأن تكون هناك إدارات واعية داخل الصحف للرد علي الشائعات وقت انطلاقها بسرعة انتشار الشائعة. أضافت غادة عاشور رئيس تحرير مجلة "طبيبك الخاص" أن الاخبار الكاذبة تمثل أحد حروب الجيل الرابع التي تشهدها الآن ولا تقل خطورة عن الحروب التقليدية مما يستلزم محاربتها بكل قوة من خلال صحافة وطنية تبني جسوراً من الثقة بينها وبين القراء. أكد المهندس حسام الجمل رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن انتشار الشائعات والأنباء الكاذبة أمر خطير للغاية وأن عدم التعامل معه يهدد الأمن القومي المصري بسبب سرعة انتشارها وآثارها السلبية التي تبثها عبر وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت تلعب الدور الرئيسي وسريانها كالنار في الهشيم.. مشيراً إلي أنه يجب وضع آليات بين المؤسسات الصحفية القومية وبعضها البعض لاقامة منصات اعلامية للرد علي الشائعات وفق معايير تقنية وتكنولوجية. قالت د. تقاسيم سعد زغلول مسئول الاعلام بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إن المركز رصد ما يقرب من 465 شائعة في الآونة الأخيرة ووضع 86 تقريراً بخصوص الشائعات بمعدل 3 إلي 4 شائعات وأن موسم الاعياد الذي نحن بصدده يعد أحد أهم مواسم انتشار الشائعات ومن الضروري ان تلتفت الصحف ووسائل الاعلام لرفع مهارات التعامل مع الوسائل الالكترونية والسوشيال ميديا لكي تكون أكثر تأثيرا في الشائعات. في نهاية الاجتماع أعلن الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة عدة توصيات: اعتزام الهيئة إنشاء مرصد لمواجهة الشائعات والأكاذيب بالتعاون مع المؤسسات الصحفية القومية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء للتصدي لظاهرة الشائعات.. وعقد دورات تدريبية بالتعاون مع نقابة الصحفيين ووزارة التربية والتعليم ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بحيث تبدأ اعتباراً من 16 سبتمبر المقبل وستكون أول هذه السلسلة حول المحتوي الإعلامي المناسب للأطفال علي ان يعقبها دورات تبدأ من 25 سبمتبر بالتعاون مع نقابة الصحفيين وستكون في كل مؤسسة صحفية بالتناوب وتقوم الهيئة بطلب ترشيح عدد من الصحفيين للالتحاق بهذه الدورات. أوضح أن الدورات التدريبية تتضمن أساليب مواجهة الشائعات. أكد انه سيتم تطوير المواقع الإلكترونية التابعة للصحف القومية وتدريب الصحفيين علي كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي من الناحية الاخبارية وكافة الوسائل التي تنتشر من خلال الشائعات.