المستحيل كلمة لا يعرفها الأهلي.. واللعب حتي النفس الأخير.. والبطولة واللقب هما الهدف الذي يسعي إليه دائماً لتكون النهاية السعيدة له ولجماهيره وليكن أفضل موسم له بعدما جمع بين الثنائية الدوري ثم كأس مصر التي انتزعها بعدما تمنعت عليه طوال 10 سنوات رفضت أن تبتسم له فيها. وكان ملعب استاد برج العرب شاهداً علي أن الأهلي هو بطل هذا الموسم بكل المقاييس بعدما خطف كأس مصر من بين أنياب فريق المصري الرائع جداً بفوز الأحمر 2/1 في مباراة دراماتيكية ماراثونية امتدت ل 120 دقيقة تأرجحت فيها النتيجة وظلت الكأس حائرة بين الفريقين حتي ما قبل نهايتها بثلاث دقائق فقط التي حسم فيها الأهلي لقبه الثاني هذا الموسم. ليؤكد أنه الأفضل هذا الموسم الاستثنائي بالنسبة له. خاصة أنه أنهاه بلا أي هزيمة سواء في الدوري أو الكأس ليؤكد أن زمن الأهلي مستمر بعدما أضاف اللقب رقم 26 في الكأس إلي خزائنه. بينما يستمر النحس يطارد فريق المصري الذي يلازمه منذ 19 سنة. أجمل ما في المباراة هو انتصار الروح الرياضية وعودة الروح والحياة بين الناديين الكبيرين التي كادت تضيع بسبب أحداث استاد بورسعيد الحزينة وخرجت المباراة أكثر من رائعة بين الفريقين واتسمت بروح رياضية جميلة داخل الملعب وخارجه.. كانت تهنئة مجلس إدارة نادي المصري لمجلس إدارة الأهلي هي الأبرز بجانب توجه حسام حسن ومعاونيه إلي جهاز الأهلي للتهنئة لتكون اللوحة أجمل. وهي التي ننتظرتها في مباراتهما معاً التي ستجمعهما في السوبر المصري. كانت فرحة عمرو جمال هي الأكبر بعدما تمكن أن يسعد جماهير فريقه قبل رحيله إلي نادي بيدفيست الجنوب أفريقي ليترك ذكري جميلة لديهم. وإذا كان الأهلي قدم أفضل مواسمه وتوج فيه باللقبين فإننا نرفع القبعة لفريق المصري الشاب بجهازه الرائع الذي يقوده حسام حسن الذي تمكن من تكوين فريق للبورسعيدية يمكنه المنافسة بقوة علي البطولات المواسم القادمة. التاريخ يعيد نفسه لم تكن المباراة النهائية للكأس كأي مباراة.. فقد شهدت كفاحاً وندية بين خبرة نجوم الأهلي وشباب وحيوية وإصرار لاعبي المصري. إلي أن رجحت الخبرة في الدقائق الأخيرة والتي أعادت إلينا التاريخ مرة أخري بمباراة النهائي أيضا بين الفريقين عام 1983 التي داعبت فيها الكأس لاعبي وجماهير بورسعيد عندما تقدم بهدف وكان علي بعد ثوان من رفع الكأس. لكن علاء ميهوب لاعب الأهلي كان له رأي آخر وخطف التعادل في آخر ثانية ليلجأ الفريقان لوقت إضافي الذي ابتسمت فيها الكأس للأهلي ليفوز 3/1. ويتكرر المشهد أيضا في استاد برج العرب عندما تقدم المصري بهدف في الشوط الإضافي الأول لعبدالله بيكخا في الدقيقة 102 ليقترب حلم الكأس والتتويج من البورسعيدية لكن في الشوط الاضافي الثاني انقلبت الأوضاع رأساً علي عقب عندما لعب حسام البدري المدير الفني للأهلي بآخر أوراقه ودفع بعمرو جمال بدلاً من حسام عاشور ليقدم الغزال شكره لمديره الفني علي طريقته الخاصة بإحراز هدف التعادل قبل نهاية المباراة بدقيقة. ثم تأتي الدقيقة الثانية من الوقت بدلاً من الضائع ليتوج أحمد فتحي مجهوده بهدف قاتل لينقل الفرحة من المعسكر البورسعيدي إلي المعسكر الأحمر. كانت المباراة تسير لضربات الترجيح التي كان يسعي إليها المصري بخطته التي أدي بها المباراة والتي أراد بها أن يسحب الأهلي فيها لضربات ترجيح وأغلق أبواب دفاعه أمام هجمات الأهلي. ومع ذلك تمكن مؤمن زكريا وأجاي وعبدالله السعيد من اختراق الحائط الدفاعي المنيع في بعض الأوقات التي سرح فيها مدافعو المصري. لكن ضاعت الفرص بسبب الرعونة والتسرع. ولكن في الدقائق الأخيرة اتسمت هجماتهم بالتركيز الذي غاب عنهم في كثير من أوقات المباراة. خصوصاً مع نزول الغزال الذي استطاع أن يفك طلاسم الدفاع البورسعيدي ويخطف هدف التعادل الذي أحبط لاعبي المصري ومنح الأهلي الفرصة للوصول إلي مرمامهم التي اهتزت الشباك مرة أخري بالهدف القاتل لفتحي. الإصرار والحلم أكد الأهلي أن الإصرار يحقق الأمل والحلم.. وأن اليأس طريق الخسارة وضياع الأحلام.. فرغم أنه تأخر بهدف في وقت حرج إلا أن لاعبيه لم ييأسوا ولعبوا حتي آخر دقيقة التي جاءت فيها الفرحة الكبري.. بينما أعطت درساً للاعبي المصري بأن المباراة -أي مباراة- لا تنتهي إلا مع صافرة الحكم. ويبدو أن لاعبيه كانوا يفكرون في التتويج قبل نهاية المباراة. فانتابتهم لحظة سرحان استغلها الأهلاوية وتعادلوا ثم فازوا. كان لاعبوا الأهلي علي قدر المسئولية التي منحها لهم مديرهم الفني البدري. خاصة الأوراق الرابحة التي احتفظ بها لنفسه واستغلها في الوقت المناسب مثل صالح جمعة الذي لعب مكان وليد سليمان ثم أحمد حمودي بدلاً من زكريا وأخيراً عمرو جمال صاحب الفرحة بدلاً من حسام عاشور في مغامرة محسوبة. خاصة أن الوقت كان يقترب من النهاية. فكانت المكافأة الجميلة التي قدمها الغزال للبدري. الشوط الأول لم يقدم الفريقان العرض المنتظر منهما في الشوط الأول بالذات. وغابت الفنيات منهما بسبب الحذر الزائد الذي أدي به اللاعبون. فانحصر الأداء وسط الملعب مع بعض المحاولات علي استحياء من الفريقين. فرض لاعبو المصري رقابة علي عبدالله السعيد محور اللعب في الأهلي. بينما تراجع أجاي للخلف من أجل استلام الكرة وأغلق المصري دفاعه جيداً. واعتمد علي انطلاقات محمد الشامي أنشط لاعبيه من الناحية اليمني ومعه عبدالله جمعة وعمرو موسي. الأهلي بدأ المباراة بقوته الهجومية المتمثلة في أجاي ومؤمن زكريا ووليد سليمان. بينما بدأ المصري بأحمد جمعة وحمادة ناصر ومحمد الشامي. وكانت هجمات الأهلي في البداية هي الأقرب للمرمي. محاولات الفريقين في ربع الساعة الأولي كانت تقليدية بلا أي إبداع ومحفوظة وسهلت مهمة المدافعين. ولم نشهد أي فرص خطيرة بمعني الكلمة حتي الدقيقة 18 التي قطع فيها مؤمن زكريا صمت الهجمات عندما استخلص علي معلول الكرة من وسط الملعب وفتح ثغرة في الدفاع البورسعيدي ومررها للسعيد الذي لعبها بدوره لمؤمن تسرع فيها وسدد بجوار القائم الأيمن. محاولات المصري كانت من الجانب الأيمن الذي شغله الشامي ثم عبدالله جمعة واستغل الشامي تقدم معلول أكثر من مرة وشن عدة هجمات تحطمت علي خط دفاع الأهلي بسبب تسرع أحمد أيمن وعبدالله جمعة وعمرو موسي. ورغم المحاولات البورسعيدية التي لم تشكل الخطورة الحقيقية إلا أن الدقيقة 25 شهدت أخط رفصة للمصري عندما صد شريف اكرامي كرة من ضربة ركنية بغرابة تسببت في ارتباك دفاعه ووصلت لإسلام صلاح المتقدم خلف مهاجميه وسدد قوية انشقت الأرض عن محمد نجيب وأخرجها وهي في طريقها للمرمي منقذاً هدفاً أكيداً. هذه الفرصة بثت النشاط في صفوف المصري واستحوذ لاعبوه علي مجريات اللعب نسبياً مع بعض الاحتياطات ويعود الأداء لوسط الملعب ومحاولات من الفريقين لإيجاد ثغرة في الدفاع. ووسط الهدوء تصل الكرة لمؤمن زكريا داخل منطقة الجزاء سددها صدت في الدفاع وهي في طريقها للمرمي ويمسكها بوسكا بسهولة. تنشط الجبهة اليسري للمصري عندما انتقل إليها الشامي ولعب مكانه في اليمين جمعة واعتمد المصري علي الكرات الطولية التي لم تشكل خطورة. بينما اتسمت مرتدات الأهلي بشيء من الخطورة. خاصة في المرات التي هرب فيها عبدالله السعيد من الرقابة. ويستخلص الشامي كرة ويتقدم ويسدد لكن في يد اكرامي. تبعه عمرو موسي بكرة قوية بعد دربكة في دفاع الأهلي بلا أي داع لكن فوق العارضة. وتمر الدقائق المتبقية من الشوط بلا جديد لينتهي الشوط بالتعادل السلبي. الثاني.. بدأ بإصابة بدأ الشوط الثاني بمفاجأة غير سعيدة للمصري عندما أصيب أحمد أيمن منصور ليخرج ويلعب مكانه عبدالله بيكا. ووضح أن الأهلي يريد أن ينهي المباراة سريعاً دون اللجوء لوقت اضافي أو ضربات ترجيح. بينما تراجع المصري إلي منتصف ملعبه معتمداً علي المرتدات التي شكلت بعض الخطورة علي مرمي الأهلي. الأهلي كان أنشط في الشوط الثاني. وركز المصري في هجماته علي انطلاقات الشامي وعبدالله جمعة. ووضح أن الفريق تأثر بخروج أحمد أيمن واتسم الأداء بالتحامات عنيفة بين لاعبي الفريقين. لكن لم يؤثر علي الفريقين. من أخطر الفرص التي سنحت للمصري في هذا الشوط تسديدة عبدالله جمعة وبعدها ضاعت فرصة سهلة من صالح جمعة ومؤمن زكريا. دافع الفريقان بأكبر عدد من اللاعبين وكانت هناك كثافة عددية زادت علي عدد المدافعين في الفريقين لذلك فشلت معظمها.. تنوعت هجمات الأهلي لكنها تحطمت علي الحائط الدفاعي الصلد للمصري. وتسديدة للسولية بجوار القائم. ومرتدة خطيرة للأهلي تضيع أيضا. ويسدد جمعة ضعيفة في يد اكرامي. وأهدر مؤمن أغرب فرصة عندما تلقي كرة من السعيد لعبها لوب لكن تعلو العارضة. وتمر الدقائق المتبقية من المباراة دون جديد. تفوق أهلاوي مع دفاع مصراوي لينتهي اللقاء بالتعادل دون أهداف ليلجأ الفريقان لوقت إضافي. الإثارة في الوقت الإضافي الإثارة كانت عنوان الوقت الإضافي.. ففي بداية الشوط الأول منه خطف المصري هدفه علي عكس سير اللقاء عن طريق عبدالله بيكا من جملة جيدة بدأت من عند محمد الشامي الذي مرر لكريم العراقي الذي لعبها بدوره لبيكا فيسدد بقوة من خارج منطقة الجزاء تدخل علي يمين شريف إكرامي محرزاً هدف التقدم للمصري بعد 102 دقيقة. الهدف أشعل المباراة وضغط الأهلي بقوة بحثاً عن التعادل. لكن ينتهي الشوط بتقدم المصري. في الشوط الثاني يستحوذ الأهلي تماماً علي مجريات اللعب وتتنوع هجماته. بينما يعتمد المصري علي المرتدات التي شكلت خطورة بقيادة فريد شوقي دينامو الوسط علي مرمي اكرامي. ويجري البدري تغييره الذي قلب المباراة رأساً علي عقب بخروج حسام عاشور ودخول عمرو جمال وتضيع الهجمات تباعاً من لاعبي الأهلي. ويهدأ ايقاع المصري. إلي أن جاءت الدقيقة 119 التي يحرز فيها عمرو هدف التعادل. وبعده بدقيقتين ينهي أحمد فتحي المباراة بهدفه القاتل لينتزع الكأس الغائبة عن الأهلي 10 سنوات ولتفرح الجماهير الحمراء بعودتها إلي أحضان فريقها.