حالة من الصراع مستمرة بين السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية من خلال حزبيهما لكسب أكبر مساحة من الحب والود لدي المواطن السكندري من الأغلبية الصامتة وغير المنتمي للجبهتين ولعل الصراع الذي لم يكن معلنا ظهر جليا وواضحا خلال أيام شهر رمضان من السلع المنخفضة التي طرحها الجانبان وتوزيعها مجانا علي الأسر الأكثر احتياجاً ليبدأ الحزبان من حيث انتهي الحزب الوطني المنحل سابقا ثم كانت صلاة عيد الفطر وشهدت ساحات الصلاة منافسة علنية علي عددها وجذب أكبر عدد من المصلين حتي ان الشارع الواحد كان يتم قسمته إلي قسمين "سلفي" واخواني وبالمثل المساجد وهكذا وبالطبع كانت الهدايا الثمينة الموزعة في ساحات الصلاة والتي فاقت ما كان الحزب الوطني يقوم بتوزيعه في أيام "عزه".. وأخيراً ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية ظهر "السلف" في دور بطولي لافت للنظر لجميع أبناء الإسكندرية بحمايته لمديرية أمن الإسكندرية وقسم شرطة المنتزه أول في أحداث جمعة "9 سبتمبر" ثم جاءت الخطوة التي توضح ما أعلنه الدكتور "عماد الدين عبدالغفور" رئيس حزب النور عن التركيز علي الإسكندرية والبحيرة للفوز بمقاعد للمجالس النيابية من خلال أسلوب اليد باليد واللسان باللسان وايصال الخدمات للفقراء بمنازلهم.. حيث تقدم "حزب النور" بطلب إلي الدكتور أسامة الفولي محافظ الاسكندرية بتنفيذ مشروع لتوزيع "المعاشات" بالمنازل علي من تجاوز اعمارهم سن الستين حيث سيتم توفير سيارة من قبل الحزب لنقل موظف البريد إلي مسكن صاحب المعاش ليسلمه له ثم تعود به السيارة مرة أخري لمقر عمله وقد وافق المحافظ علي المشروع علي ان يتم تطبيقه علي بعض احياء الاسكندرية قبل تعميمها علي باقي المحافظة. المعروف ان ابناء الاسكندرية ممن تعدوا الستين هم كتلة تصويتية كبيرة غالبا لا تقبل علي العملية الانتخابية وبهذه الخطوة الايجابية والانسانية من قبل حزب النور السلفي ستكسبه أصوات انتخابية عديدة خاصة وان الانتخاب سيكون بالرقم القومي.. أما الطريف حقا فهو قيام محافظ الاسكندرية بعرض اقتراح علي حزب النور بأن يقوم بحراسة حرم ترعة المحمودية حتي لا يتم القاء مخلفات البناء من المقاولين المخالفين علي جانبي الترعة مما يعيق حركة المرور!! الصراع السلفي الاخواني بالاسكندرية في تصاعد مستمر وندوات الفريقين اصبحت بمثابة استعراض قوي بينهما لعل آخرها كانت ندوات الشيخ محمد حسان من غرب الاسكندرية لمشارقها في يوم واحد والتي حرص ابناء الثغر للمشاركة فيها بأعداد هائلة واعقبها عدة مؤتمرات الاخوان في أماكن مختلفة بالثغر وتبقي الانتخابات البرلمانية هي الفيصل في الصراع بين القوتين والتيار الديني الأهم علي الساحة السياسية السكندرية.