نحن في مشكلة عويصة سببها سوء الفهم أو ضعف التفاهم بين مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي ومجمل الصحفيين الرياضيين والنقاد.. ووصلت هذه المشكلة إلي درجة "العقدة" بعد التصريحات الأخيرة من جوزيه ورد أحد كبار أساتذة النقد ثم بالعكس بين الاثنين.. حتي أطلق جوزيه تصريحاته المسيئة ثم اعتذاره المبهم بينما التعليقات المعاكسة تضعنا جميعا في موقف يصعب معه الحصول علي حقوقنا من هذا الرجل لأن فيها ما يسيئنا ويسيء مهنتنا التي تستوجب ان يكون النقد منزها ولا ينزلق بأي حال إلي المستوي الذي يمكن الآخرين من رد الهجوم علي مهنتنا سواء جمع أو خص فالأمر سواء ومثل هذه المواقف "المنزلقة" تقلل من شأننا وتزيد من موجات الاستخفاف بالنقد والنقاد وتجبر الأسرة علي الاستخدام الخاطئ للحديث الشريف "انصر أخاك ظالما أو مظلوما". أعرف انني أضع قلمي في مساحة خطيرة ولكن لابد من المواجهة حتي نحمي أنفسنا من أنفسنا وحتي لا نصبح ملطشة لكل من هب ودب ثم نتسول بيان اعتذار سواء اتفقنا علي قبوله أو اختلفنا علي جدواه أو انقسمنا علي قيمة كل كلمة فيه كما حدث في بيان اعتذار جوزيه الأخير.. فما قيمة ان يعتذر جوزيه أو غيره بعد ان نالنا ما يسيئنا وكنا في غني عنه من الأصل.. ذلك ان الرجل تلقي موجات من الهجوم الشخصي وتطوع أولاد الحلال بنقل ما قيل وما كتب إليه.. بينما أولاد "الحرام" هؤلاء لا ينقلون له كلمة طيبة تقال عنه وعن النادي الأهلي وكان قد أمضي بيننا خمس سنوات سابقة كلها خير وسعادة وبطولات وتغني به الإعلام المصري.. دون استثناء من أحد حتي ممن هاجموه هذه الأيام ولكن أي من أولاد الحرام أو الحلال لم يكن ينقل له كلمة طيبة تقال في الصفحات أو البرامج الرياضية وتأكدت شخصيا من ذلك عندما كنت مع الأهلي في رحلة العودة من اليابان بعد المشاركة في آخر مونديال للأندية. من أين جاء جوزيه بهذا الانطباع وهو لا يعرف من اللغة العربية شيئا ومن المؤكد انه يعتمد علي ما ينقل إليه من الدائرة المغلقة التي أحاط نفسه بها ويرفض ان يخرج عنها حتي يعرف ان في مصر نقدا رياضيا واعيا ومحترما وانه نقد يقدر المجتهد ويلدغ المقعد المتهاون سواء كان لاعبا أو مدربا وان الغالب من هذا النقد يستحق الاحترام ولكنه لم يكن يتلقي ذلك ولا يعرف إلا عكسه بدليل رفضه بأن يكون الإعلام والنقد الرياضي شريكا له فيما حققه من انجازات قياسية في الفترة السابقة مع الأهلي. المشكلة عند جوزيه الذي لا يريد ان يعرف بالشكل الصحيح وفي الإعلام الأهلاوي الرسمي الذي يحيط بالرجل وكأنه ملك لهم وفي لجنة الكرة لا تتحرك إلا متأخرة بعد ان تسوء الأمور بينما تضم هذه اللجنة رجالا لديهم من الحكمة والوعي والفهم ما يدعوهم إلي صيانة اسم النادي الأهلي الكبير جدا ولا يكون كرة في قدم مدرب يرفض ان يفهم حقيقة ما يحدث من حوله أو صاحب قلم شارد يتصيد السقطة واللقطة لإطلاق سهامه. لن تكون المرة الأخيرة التي سيخطئ فيها جوزيه ويعتذر ببيان آخر أولا يعتذر مطلقا طالما انه يختبئ وراء الحصون الحمراء ويخشي مواجهة الإعلام بصدر رحب أو يتقبل النقد بمعقولية وستبقي العلاقة المتوترة طالما لم يتلق من ا لكبار ما يفهم منه ان هذا الإعلام الرياضي هو من صنع حسن حمدي والخطيب وروج لاسم الأهلي في أرجاء افريقيا والوطن العربي والعالم وانه شخصيا "أي جوزيه" مدان لهذا الإعلام بأن أصبح علي هذا القدر من الشهرة المحلية والقارية العالمية منذ ان جاء إلي مصر وكان قبل ذلك "صفرا" في عالم التدريب عليه ان ينفتح قبل ان يعتذر ويعرف ما لم يعرفه طوال سنواته الست الماضية لأن دائرته المغلقة شر عليه وليس فيها الخير. وتبقي كلمة.. ان للنقد الرياضي ضوابطه ومن حق القارئ أو الشاهد ان يتلقي النقد أوالمعلومة في سياقها السليم اللائق دون خروج عن مفردات لغتنا الجميلة التي خرجت ولم تعد بكل أسف.