في أزمة كشفت تقصير كل أطرافها تعرضت قريتا "شنتنا عياش " و "شبرا ملكان" بمركز المحلة الكبري بمحافظة الغربية للغرق في مياه المجاري بعد انسداد المصرف الرئيسي بسبب تراكم القمامة ومخلفات المصانع وورد النيل وسط تقاعس مسئولي الري عن التطهير المستمر للمصرف والاكتفاء بالدفع بعربات الكسح من قبل مسئولي المركز. أيام صعبة يعيشها الأهالي في ظل غرق الشوارع بمياه المجاري التي وصلت في بعضها لارتفاع نصف متر تقريباً ووصلت مياه الصرف الصحي إلي البيوت التي تأثرت أساستها والتربة أسفل المنازل بتلك المياه وباتت معرضة للانهيار. الأزمة لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت إلي تلوث المحاصيل الزراعية التي ارتوت بمياه الصرف الصحي التي غمرت الأراضي الزراعية بمحيط القريتين. رد فعل المسئولين شكل هو الآخر ضلعاً مهماً في توحش الأزمة فمسئولو "الري" اكتفوا كما هي العادة في كل مرة بتجاهل الأحداث وتقاعسوا عن التطهير الدوري للمصرف الرئيسي تاركين بصمة لمسئولي مركز ومدينة المحلة الكبري الذين لايملكون حلولاً سوي الدفع بعربات كسح المياه من الشوارع. يقول هشام مسعود السيد أحد سكان قرية "شبرا ملكان" إن المشكلة لم تعد تحتمل الحلول المؤقتة والتقليدية بعدما تحولت حياة أهالي وسكان قريتي شبرا ملكان وشنتنا عياش إلي جحيم يومي ولابد من إيجاد حل جذري وقد قمنا بإبلاغ المسئولين عن شركة مياه الشرب والصرف الصحي والري ولكنهم في كل مرة يكتفون بإرسال سيارات الكسح لتسقط المياه من الشوارع والمنازل بالقريتين فقط. أشار إلي إن هناك أربع تغطيات بطول المصرف تحتاج إلي التطهير حيث لم يتم تطهيرها منذ فترات طويلة مما أدي نتيجة تراكم القمامة ومخلفات المنازل والمصانع لانسداد المواسير وبالتالي طفح المجاري وغرق شوارع القريتين وارتفاع منسوب المياه بالمصرف. أوضح عبدالسلام محمود العباسي من أهالي القريتين ان تجاهل مسئولي مديرية الري بالغربية وإدارتها بالجملة في تطهير المصرف من خلال جدول زمني لمواصلة عملية التطهير بشكل دوري وعدم تسليك المصرف ومواسير التغطية ووضع حواجز لمنع وصول القمامة ومخلفات المصانع لمواسير التغطيات لتفادي أنسددها يقف وراء استمرار المطالب وتكرارها. أضاف إن استمرار المشكلة أصبح يهدد بحدوث كارثة بيئية خاصة لأطفال القرية الذين يسيرون وسط مياه المجاري بل أن بعضهم يسقط فيها وهو ما يهدد حياتهم الصحية بالإصابة بالأمراض الوبائية الخطيرة في أن التربة وأساسات المنازل تشبعت بمياه الصرف الصحي وهو ما يهدد بانهيارها بخلاف غرق الأراضي الزراعية المجاورة للقريتين والتي تروي من المصرف الذي اختلطت مياهه بمياه الصرف الصحي ويعتبر المصدر الرئيسي لري مئات الأفدنة المنزرعة بالمحاصيل الزراعية والتي أصبحت تروي بمياه الصرف الصحي وهو ما يهدد أيضا بكارثة. أشار إلي أن شباب القريتين أصبحوا يتناوبون عملية رفع المياه في الشوارع والمنازل حتي يتمكن الأهالي من السير والتنقل بشوارع القريتين لقضاء حوائجهم واحتياجاتهم اليومية. المحاسب أحمد عبدالسميع رئيس مركز ومدينة المحلة الكبري قال إنه تم الدفع بعدد كبير من سيارات الكسح التابعة للوحدات المحلية التابعة للمركز للمشاركة في رفع وشفط المياه في شوارع ومنازل قريتي "شنتنا عياش وشبرا ملكان" حتي يتمكن الأهالي من ممارسة حياتهم لحين وضع حداً لهذه المشكلة. أضاف رئيس مركز ومدينة المحلة الكبري أنه تواصل مع مديرية الري لسرعة التحرك لإجراء تسليك مواسير الصرف حيث تم الأتفاق علي وضع "سدادة بالمصرف عند مدخل قرية ميت يزيد بمركز السنطة لمنع وصول المياه حتي يتم تسليك المصرف المار بقريتي شنتنا عياش وشبرا ملكان وغلق البوابتين السادسة والسابعة علي بحر ميت يزيد والتي تغذي القريتين بمياه الري لحين تسليك السدة أمام نقطة قرية شبرا ملكان بواسطة الكراكات.