توالي موجة التظاهرات والاحتجاجات الفئوية واستمرار سريانها حتي هذه اللحظة ليس المشهد الوحيد المزعج في حياتنا. بل يزامنه مشهد آخر أشد إزعاجاً وإرباكاً داخل العديد من المؤسسات والمصالح الحكومية. حيث الإهمال والروتين القاتل.. ولا يستثني من ذلك المستشفيات وما ترتكبه في حق المرضي والمصابين. وكأن عدوي العزوف التي أصابت الجهاز الأمني في البلاد وللأسباب التي نعلمها قد سرت في جسد الدولة كله! ولن نبعد كثيراً.. فيومياً تصطدم أعيننا بتلال القمامة التي زرعوها في كل مكان بقلب العاصمة وغيرها من الأماكن الحيوية بشكل لن ننفي عنه صفة التعمد. فالرسالة واضحة من المتسببين في استشراء هذا الوضع وهو بث روح السخط والكراهية مما آلت إليه أحوالنا بعد الثورة!!.. وإلا فأين هي ثورة الحكومة ضد ما نراه؟!.. لماذا لم تهب لمحاسبة الشركات المنوط بها القيام بأعمال النظافة عن تقصيرها في أداء مهامها. والذي لا ينعكس علي صحة المواطن فحسب. بل علي سمعة الوطن في الخارج. حيث لا تتوقف عدسات الأجانب والفضائيات عن رصد كل ذلك.. وعن كثب!! وبعد.. تظل قناعتي بأنه لا سبيل للخروج بالبلاد من هذا المنعطف سوي بالتعجيل بما سبق الإعلان عنه وهو فتح باب الترشح لانتخابات مجلسي الشعب والشوري معاً. ودون فاصل زمني يعقبها الانتخابات الرئاسية. وبغير هذا لن نشهد استقراراً وستظل الفوضي كما يريدونها لنا هي سيدة الموقف ولتذهب دماء شهداء الثورة هباء. ونبكي "مصير وطن"!!