تم البدر بدري.. والأيام بتجري.. والله لسه بدري.. والله يا شهر الصيام.. حيانا هلالك.. ردينا التحية.. سهانا جمالك.. بالطلعة البهية.. بفرحة سلامك.. وإلا وداع صيامك.. والله لسه بدري والله يا شهر الصيام. هذه كلمات مقدمة واحدة من الأغنيات الرمضانية الشهيرة التي شدت بها المطربة شريفة فاضل في الستينيات من القرن الماضي.. ومازالت حسب جميع الاستطلاعات من أروع الأغنيات التي قيلت في وداع رمضان.. خاصة انها لخصت من خلالها مشاعر المسلمين في جميع الأزمنة للدرجة التي تجعل البعض يبكي بتأثر وحزن علي فراق أجمل شهور العام. الأغنية كلمات الشاعر المتصوف عبدالفتاح مصطفي وتلحين الموسيقار عبدالعظيم محمد ولم تحصل شريفة علي مقابل مادي نظير غنائها.. لأنها كانت نادراً ما تقدم أغنيات للإذاعة وكانت تري أن وجود أغنية لها في شهر رمضان علي خريطة الشبكات الإذاعية أمر يسعدها. سعادتي لا توصف.. هكذا تقول شريفة فاضل.. لأن كلمات الأغنية لم تتعمق في وصف طقوس رمضان ومظاهره من فوانيس وقطائف وفرحة الأطفال مثلما حدث في غالبية الأغنيات الرمضانية.. قدر توصيف الحالة الصوفية والروحانية وما يمثله الشهر الكريم للصائمين وتشبيهه بالضيف الذي ليس لديه من الوقت الكثير للبقاء لفترة طويلة: "يا ضيف وقته غالي.. والخطوة عزيزة.. حبك حب عالي.. في الروح والغريزة" وقد أنهي الشاعر الكبير عبدالفتاح مصطفي رحمه الله.. كلمات الأغنية بوداع المسلمين لهذا الشهر المعظم وما يخلفه من فرحة بالعيد. حول ذكرياتها مع هذه الأغنية تقول شريفة فاضل: لم يكن مخططاً أن أغنيها.. وفي وقتها كانت الإذاعة توزع الأغنيات علي المطربين وبالنسبة لي كنت مطربة جديدة وجاءت الأغنية من نصيبي بالصدفة.. حيث لم نكن نسعي لأغنية محددة.. والله هو الذي يوزع ويعطي الرزق لمن يشاء.. ولم تكن هذه الأغنيات ينفق عليها من حساب أحد.. ولذلك كانت الإذاعة تقوم بإنتاجها وتحدد الموسيقيين ونذهب لتسجيلها وتدفع لنا حق الإلقاء.. والحمد لله أنه حتي الآن لا يوجد هناك ما ينافس هذه الأغنية في وداع رمضان.