في الأسبوع الماضي توجهت لقضاء مصلحة بمجمع التحرير. وبعد انتهائي منها كان قد حان اذان العصر فذهبت إلي مسجد عمر مكرم المجاور للمجمع للصلاة. دخلت المسجد فإذا بي أفاجأ بعدد كبير من البلطجية يغطون في نوم عميق.. بجميع أنحاء المسجد في أوضاع مزرية وكأنهم علي رصيف أحد الشوارع ولم يحرك لهم الاذان ساكنا!! ساءني منظر هؤلاء الأشخاص كثيراً. وذهبت للوضوء واعتقدت أنهم سيستيقظون لاداء الصلاة ولكن للأسف خاب ظني فقد عدت بعد الوضوء فوجدتهم علي نفس الحال. وأقيمت الصلاة ولم يتحرك أحد منهم فحاول رجل مسن من المصلين إيقاظ أحدهم فإذا به ينهره بشدة وبصوت مرتفع فهممت أن أتدخل ولكني شعرت بخوف من شرورهم ورد فعلهم فآثرت الانتظام في صفوف المصلين والدخول في الصلاة خلف الأمام. بعد الصلاة أخذت أتلفت يميناً ويساراً لعلي ألمح أحداً من عمال المسجد أو مسئوليه فلم أجد سوي العامل الذي يجلس لحراسة الأحذية والذي أعتقد أنه لا يستطيع أو لا يجرؤ علي الحديث مع أحد من هؤلاء البلطجية وإلا فسيعرض نفسه لما لا يحمد عقباه. المساجد هي بيوت الله في الأرض وهي كما يعلم الجميع أماكن مقدسة مخصصة للعبادة واقامة الشعائر ولا يليق أن تتحول إلي مأوي للخارجين عن القانون بهذا الشكل وخاصة في أوقات الصلوات ولا أدري كيف تسمح إدارة المسجد بوجودهم بهذه الطريقة والناس يصلون وهم نائمون وكأنهم في "لوكاندة" غيرعابئين بقدسية المكان وتلبية نداء الله باقامة الصلاة. انه مع اعترافنا بوجود انفلات أمني لكنه لا ينبغي أن يصل إلي بيوت الله وخاصة في هذا المسجد الحيوي والذي طالما كان مشهوداً له بالنظام والنظافة وحسن الإدارة. انني أعرض الأمر علي كل من الدكتور وزير الأوقاف واللواء وزير الداخلية لتطهير المساجد من أمثال هؤلاء ومواجهة أي تعديات عليها والمحافظة علي نظافتها وهدوئها وتهيئتها دائما لاستقبال المصلين واقامة الشعائر في سكينة وطمأنينة.