تناولت الصحافة الاقتصادية العالمية التداعيات المتوقعة علي الاقتصاد المحلي والاقليمي. قالت- بعد قرار 4 دول عربية بقطع العلاقات مع قطر- الفايننشيال تايمز البريطانية ان التداعيات يمكن ان تكون سلبية علي الجميع ولن تستطيع قطر تحمل تلك السلبيات لفترة طويلة لكنها في كل الأحوال سوف تخلق قوي تدعو إلي التصالح لتفادي تلك العواقب. قالت الصحيفة ان القطيعة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها الخليجيين سوف تكبد جميع الأطراف مليارات الدولارات بسبب ما ستسفر عنه من كبح حركة التجارة والاستثمار وزيادة تكاليف الاقتراض في وقت تعاني فيه المنطقة من تداعيات انخفاض أسعار البترول. أشارت أيضاً إلي ان بعض قطاعات الاقتصاد القطري قد تعاني بشدة إذا طال أمد الأزمة لشهور وهو الخطر الذي دفع سوق الاسهم القطرية للانخفاض أكثر من 7% في يوم واحد. اتفقت الطبعة الأوروبية من "وول ستريت جورنال" مع الصحيفة البريطانية في الرأي.. قالت انه من المرجح ان تواجه الخطوط الجوية القطرية السريعة النمو والتي تتمركز حولها جهود الدولة الرامية للتحول إلي مركز سياحي خسائر بسبب منعها من بعض أكبر مراكز النقل الجوي في الشرق الأوسط. أشارت إلي ان الحكومة القطرية تقترض في الداخل والخارج لتمويل الانفاق علي البنية التحتية يناهز المائتي مليار دولار مع استعدادها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 ويبنئ تراجع أسعار السندات القطرية بأن تكلفة الاقتراض ستزيد الأمر الذي قد يكبح بعض المشاريع. أضافت ان بعض المصرفيين الأحانب قالوا ان تكاليف الاقتراض قد تزيد علي المنطقة كلها اذا استمرت التوترات الدبلوماسية ونقلت الصحيفة عن مصرفي ببنك أجنبي مقيم في الخليج طالبا عدم نشر اسمه بسبب الحساسيات السياسية إذا استمر هذا الخلاف لفترة فقد تكون التداعيات هائلة. ذكرت مجلة "الايكونومست" البريطانية انه بسبب اعتماد قطر الكثيف علي صادرات النفط والغاز فان علاقات التجارة والاستثمار بين دول مجلس التعاون الخليجي الست ضعيفة مما سيحد من التداعيات الاقتصادية للأزمة فالامارات أكبر شريك تجاري خليجي لقطر لكن ترتيبها العالمي هو الخامس فحسب. مضيفة السعودية ودول الخليج العربية الأخري تسهم بنحو 10% من تداولات سوق الأسهم القطرية وفقا لبيانات البورصة مما يعني ان قطر ستواجه تكاليف أعلي في بعض المجالات خاصة في إيرادات الغذاء وتحديداً منتجات الألبان التي تأتي برا عبر الحدود السعودية وسيكون علي قطر ان توفر ترتيبات بديلة وقد ترتفع تكاليف الانشاءات في قطر مما سيغذي التضخم بسبب عدم امكانية استيراد الالمومينوم ومواد البناء برا. في لندن تطرق المحلل الاقتصادي لصحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية إلي الآثار السلبية للأزمة حيث تهدد بتقويض السفر الجوي داخل المنطقة وخارجها وقال معلق الصحيفة ان حركة السفر الجوي داخل منطقة الخليج وخارجها تواجه عقبات كبيرة بعد الخطوة التي اتخذتها السعودية ومصر والامارات العربية المتحدة والبحرين بقطع علاقاتها مع قطر ومنع شركات الطيران القطرية من عبور مجالها الجوي بينما قالت شركتا الاتحاد للطيران بأبوظبي وطيران الاماراتبدبي انها ستعلقان جميع الرحلات من الدوكة وحتي اشعار آخر. قال ويل هورتون المحلل لدي مركز كابا للطيران في ملبورن "ثمة تأثير أوسع نطاقا من مجرد عدم قدرة الخطوط القطرية علي الهبوط في أسواق مثل السعودية والامارات لان تلك الأسواق مصادر مهمة لحركة العبور". أضاف مسافر الرياض قد لا يستطيع الانتقال إلي بانكوك عبر الدوحة ومسافر دبي قد لا يمكنه السفر إلي لندن عبر الدوحة. فيما حذر ساج أحمد كبير المحللين لدي "ستراتيجيك ايرو ريسيرش" في بريطانيا من حدوث اضطراب في حركة الطيران وقال سيتأثر المجال الجوي بتغيير مسار الرحلات لاسيما للخطوط القطرية التي لم يعد مسموحاً لها باستخدام المجال الجوي الشاسع للسعودية في الرحلات المتجهة إلي أوروبا وأمريكا الشمالية. تابع: بنفس القدر فان اسطول الطائرات النفاثة الصغيرة الخاص بالخطوط القطرية الذي لن يتسني استخدامه في الرحلات بين دول مجلس التعاون الخليجي وسيتعين توقفه سيؤثر علي الأنشطة في الدوحة لأن مساحات التوقف ستقل وهو ما قد يقود لتأجيل رحلات وتحمل تكلفة إضافية.