أكد سامح شكري وزير الخارجية أن السياسة المصرية ثابتة تجاه دولة السودان لتعزيز التقارب والتكامل بين البلدين في كل المجالات.. مشدداً علي أن مصر تتبع سياسة الاحترام الكامل لسيادة واستقرار السودان الذي هو دعم لمصر. أضاف أن مصرتتبع سياسة البناء والاخاء والعمل المشترك مع السودان من أجل الخير وأنه ليس لمصر أي فائدة علي الاطلاق من التأثير سلبياً علي السودان. قال خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره السوداني إبراهيم غندور بمقر وزارة الخارجية عقب جلستي مباحثات مشتركة بين الجانبين وتناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين والقضايا المشتركة أن نظيره السوداني وصف العلاقات المصرية السودانية بأنها مقدسة ولابد أن تكون في كل المجالات لخدمة الشعبين الشقيقين. وصف جلسة مباحثاته مع نظيره السوداني بأنها اتسمت بالأخوة والمصارحة والمكاشفة التامة لخدمة مصلحة البلدين واستمرار العلاقات الوثيقة التي لا غني عنها. أكد أن العلاقات المصرية السودانية ستظل قوية وراسخة وقادرة علي التغلب علي من يحاول أن يزعزعها ويفصل بين الشعبين الشقيقين. اضاف أن المباحثات تناولت كل القضايا المرتبطة بالشعبين والتنسيق الوثيق بشأن القضايا الدولية واستمرار دعم مصر لقضايا السودان في مجلس الأمن واستمرار الانعقاد الدوري للجنة المشتركة بين البلدين. أوضح أن المباحثات تناولت ايضا فرص تعزيز التعاون علي المستوي الاقتصادي وتخطي أي عقبات أو قيود وضعت في الآونة الأخيرة والعمل علي تذليل هذه الصعوبات لتحقيق المصلحة المشتركة. شدد علي أنه يعمل مع نظيره السوداني من أجل أن يكون هناك حوار صريح ومكاشفة تتسم بالإخاء وتكون قادرة علي إزالة أي نوع من اللبس وسوء الفهم بين الجانبين. قال إنه تم الاتفاق علي تفعيل كل آليات الحوار بين مصر والسودان وإجراء اتصالات شهرية إلي جانب التواصل علي مستوي القيادات العسكرية والأمنية. علي أن يكون هناك إطار جامع للسياسة الخارجية والعسكرية والأمنية حتي تكون كل القضايا مطروحة لترسيخ العلاقات وتثبيت أركانها. أكد إبراهيم غندور أن العلاقات المصرية السودانية مقدسة.. مجدداً تعازيه لمصر علي الأرواح التي فقدت في حادث المنيا الإرهابي وأكد أن تلك الحادثة.. أن الإهارب ليس له حدود ولابد من التعاون لمكافحة الإرهاب أمر هام جداً. اضاف أنه التقي الوزير شكري في اجتماع مغلق وتحدثنا فيه بالصراحة والشفافية. قائلاً: لا توجد بيننا حدود دبلوماسية وسياسية ونتحدث بكل صراحة وشفافية كما يتحدث كل أخوين في قضية مشتركة. كشف أنه قام بتسليم رسالة من الرئيس السوداني عمر البشر إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات بين البلدين وسبل تقويتها. أكد أن الرئيس السيسي وجه خلال اللقاء بأن تستمر اللقادات الثنائية بين وزيري خارجية البلدين شهرياً في احدي عواصم البلدين. كما وجه بتفعيل اللقاءات بين كل آليات التعاون الاخري عسكرياً وأمنياً وما يتعلق بقضايا البلدين. أوضح أن اللقاء تناول كل تفاصيل العلاقات الاخري سواء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وكل مجالات التنسيق علي المستوي الثنائي والإقليمي والدولي. اضاف أن هذه اللقاءات ليست جديدة.. منوهاً إلي أن الرئيس البشير والرئيس السيسي التقيا خلال العامين الماضيين 18 مرة وهذا لم يحدث بين رئيسي بلدين في العالم. وهو ما يعكس حرصهما في الحفاظ علي العلاقات الوثيقة بين البلدين. وجه "غندور" نداء إلي الاعلام المصري والسوداني بأن يكونوا رسل وجنود خير في العلاقات بين البلدين وأن يحافظوا عليها لأن الاعلام هو من يشكل الرأي العام بالبلدين. قال إنه يمكن أن تحدث "سحابة صيف" بين أي بلدين علي مستوي المسئولين ولكن يجب أن نحافظ علي العلاقات بين الشعوب لأنها مثل الزجاجة التي إذا انكسرت يصعب اصلاحها. ورداً علي سؤال للوزير السوداني حول متابعة السودان للضربات المصرية بمدينة درنة الليبية واقامة منطقة آمنة أو عازلة للمثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا. قال غندور إن الحدود بين مصر والسودان تصل إلي اكثر من 1200 كيلو متر "برية" و700 كيلو متر "بحرية" ولن تستطيع دولة أن تقوم بحراسة حدودها بمفردها. اضاف أنه عرض علي الأشقاء المصريين تجربة بلاده مع تشاد وأثيوبيا لتأمين الحدود التي نسعي لبنائها مع افريقيا الوسطي وجنوب السودان وهي تجربة القوات المشتركة لمراقبة وحراسة الحدود.. مؤكداً أن تجربة السودان مع تشاد منعت دخول أي عملية إرهابية إلي الحدود. وشدد الوزير علي أن لكل دولة الحق في حماية حدودها من جهتها وأننا تابعنا محاولة الأشقاء بمصر لحراسة هذا المثلث الحدودي.. لافتاً إلي وجود قوات سودانية في تلك المنطقة من الجهة المقابل منع تسلل أي إرهابيين. اشار إلي أن الحركة الإرهابية التي حدثت بدخول بعض مرتزقة الحركات الدارفورية من ليبيا إلي السودان كانت عبر هذا الطريق نفسه ولو كانت لدينا آليات تنسيق مشترك لتجنبنا حدوث ذلك. ورداً علي سؤال حول صعوبة حصل المصريين علي تأشيرات لدخول السودان.. قال الوزير أن الاشقاء المصريين كانوا يدخلون دون تأشيرة. ولكن فرضنا التأشيرات مؤخراً بعد تصاعد الاتهامات الإعلامية في مصر بدخول إرهابيين إلي السودان.. مؤكداً أن فرض التأشيرات ليس محاولة للتضييق علي أي شقيق مصر ولكن لحماية أمننا. قال أنه سيوجه السفارة السودانية بالقاهرة بحل أي اشكاليات تتعلق بحصول المصريين علي التأشيرات.. مضيفاً أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لنا معها قنصلية تهتم بمصالح المواطنين بين البلدين. قال سامح شكري إن الإرهاب وحماية الحدود قضية مهمة وليس هناك من يستطيع أن يقاوم هذه الظاهرة بمفرده وأن الدعوة المصرية كانت دائماً بالتعاون الشامل والوثيق ليس فقط علي مستوي الاشقاء ولكن علي المستوي الدولي لحماية دولنا من آفة الإرهاب في ظل الاضطراب الذي يحيط بالبلدين من دول اخري واحتمالات نفاذ بعض الإرهابيين والاحكام الكافي للحدود خاصة مع ليبيا. ورداً علي سؤال حول التصعيد غير المسبوق من جانب السودان مؤخراً ونقل الاعلام السوداني لتصريحات المسئولين وقرار حظر دخول المنتجات المصرية إلي الأراضي السودانية.. قال غندور إن الاعلام ينقل تصريحات المسئولين من الجانب السوداني ولا أريد الدخول في تفصيل هذا الموضوع ولكننا نقلنا تفاصيل هذا الأمر إلي الرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري. اضاف أن قضية المنتجات الزراعية أمر فني جاء في الوقت الخطأ حيث كان هناك شد وجذب بين البلدين.. منوهاً إلي أنه تم الاتفاق علي أن الآليات الفنية يجب أن تجتمع لأن مصالح المواطنين ورجال الأعمال يجب أن تراعي وكل ذلك يبني علي معلومات فنية بحتة وليس لها شأن سياسي أو أي اعتبارات اخري. ورداً علي سؤال حول إزالة كل الخلافات بين البلدين وتورط مصر للنزاع في دار فور.. قال غندور إن قرار منع دخول المنتجات الزراعية المصرية لم يكن وليد اللحظة. ولا يرتبط بدخول الحركات الدارفورية من ليبيا إلي السودان بل يعتمد علي معطيات فنية ويجب أن يحل في هذا الإطار.