احتفظ نادي الزمالك بصدارته لقمة المجموعة الثانية رغم تعادله المفاجئ مع فريق اتحاد العاصمة الجزائري 1/1 في اللقاء الذي جري بينهما باستاد برج العرب في اطار مباريات الجولة الثالثة لدور ال 16 لبطولة الملايين الأفريقية لدوري الأندية الأبطال.. ويدين الزمالك بالفضل في هذا التعادل لمهاجمه مايوكا الذي سجل هدف الانقاذ والحفاظ علي صدارة المجموعة في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع لينهي تفوق اتحاد العاصمة الجزائري بهدف السبق الذي سجله لاعبه شوقي فاروق في الدقيقة 32 من الشوط الأول.. وظلت أنفاس جماهير ومسئولي الزمالك محبوسة بعد أن سادتهم حالة من القلق والتوتر الشديدين خوفاً من ضياع نقاط المباراة والفارس الأبيض يلعب بأرضه في الوقت الذي باتت فيه بطولة أفريقيا حلم أبناء القلعة البيضاء في المنافسة علي البطولة والتأهل لبطولة كأس العالم للأندية.. حتي جاء مايوكا بمهارة وثقة كبيرة في النفس لينقذ فريقه من الخسارة في الوقت القاتل. وتستحق هذه المباراة التي عاش خلالها جماهير ومسئولو الجهاز الفني للزمالك حالة من التعذيب أن نطلق عليها لقاء الفرص الضائعة عندما تسابق نجوم الزمالك في اهدارها بغرابة شديدة نتيجة التسرع وعدم الدقة أحياناً وسوء التصرف وهم في حلق المرمي أحياناً أخري فرغم الاسلوب الدفاعي الذي لجأ إليه الفريق الضيف غير أن الزمالك استطاع أن يصل لمرماهم بهجمات مؤثرة وغاية في الخطورة ولو أحسن نجوم الزمالك استغلالها لخرج فائزاً بنصف دستة أهداف وهذه الحالة تستوجب من إيناسيو البحث عن حل لهذه المشكلة في ظل تطور أداء لاعبيه علي المستويين الفردي والجماعي. ويمكن القول أن أداء الزمالك كان أفضل من حيث حسن الانتشار وقوة وحيوية الانطلاقات والتحركات الأمامية وكان شيكا الساحر الأسمر نجم المباراة وعقل فريقه وصانع ألعابه بمهاراته العالية ومعه تألق الحارس الجزائري محمد الأمين. بدأت أحداث اللقاء الساخن والمثير وسط أجواء من الترقب ورغبة واصرار لدي لاعبي الفريقين الزمالك واتحاد العاصمة الجزائري علي حصد نقاط المباراة الزمالك لتأكيد أحقيته بصدارة المجموعة بينما يبحث البطل الجزائري الشقيق عن تعويض خسارته أمام كابس يونايتيد. اعتمد إيناسيو علي باسم مرسي كرأس حربة صريح وخلفه ثلاثي خط الوسط المهاجم بقيادة شيكا ومحمد إبراهيم وأحمد رفعت ومن خلفهم لاعبا الارتكاز معروف يوسف وصلاح ريكو ونجح الزمالك منذ البداية في أن يفرض سيطرته علي منطقة المناورات بوسط الملعب وأن يضع اتحاد العاصمة تحت ضغط في رسالة واضحة بأنه الأكثر اصراراً علي تحقيق الفوز والبحث عن هدف السبق يقابله التزام دفاعي واضح من لاعبي الجزائر مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة لذلك حرص لاعبو اتحاد العاصمة علي الارتداد بكل خطوطه عند فقدان الكرة ليدافع بتسعة لاعبين. وكاد الزمالك يجني تفوقه الميداني واستحواذ لاعبيه علي الكرة باحراز هدف السبق ولكن الحظ عاند باسم مرسي فسدد الكرة وهو منفرد ولكن الكرة ترتطم بالعارضة وتخرج في الأوت وبعدها يسدد معروف يوسف وهو علي أبواب منطقة الجزاء خارج المرمي ولم يحسن أحمد رفعت استغلال التمريرة الساحرة التي أهداها له حسني فتحي.. وسدد أحمد رفعت في حارس المرمي لحظة خروجه من المرمي. وكانت المفاجأة غير المتوقعة في ظل السيادة التامة للزمالك علي مجريات اللعب ومن ثاني محاولة هجومية للفريق الجزائري بعد نصف ساعة تقريباً يتمكن اتحاد العاصمة من خطف هدف السبق بأقدام لاعبه شافعي فاروق الذي أفلت من الرقابة ليسدد الكرة مباشرة في الشباك بعد أن تلقي كرة عرضية. ورغم اعتماد اتحاد العاصمة علي التمركز في نصف ملعبهم وتضييق المساحات للحد من خطورة لاعبي الزمالك ولكن مهارات شيكا وأحمد رفعت ومحمد إبراهيم ساهمت في كشف الثغرات في الدفاع الجزائري المتكتل واختراقه وبناء الهجمات المؤثرة خاصة مع التزام ظهيري الجنب أحمد أبو الفتوح وحسني فتحي بالانطلاقات الأمامية لدعم خط الهجوم مع تقدم كل من معروف وريكو من العمق لتحقيق الكثافة العددية المطلوبة التي أضفت الكثير من الايجابية لهجمات الزمالك ولكن صلاح ريكو يهدر فرصة التعادل بالتسديد في السما وهو في مواجهة المرمي. عاب لاعبو الزمالك في التعامل مع الفرص المتاحة التسرع والسربعة وعدم الدقة في اللمسة الأخيرة ليهدر لاعبوه خلال الشوط الأول خمس فرص محققة كانت كفيلة بخروجه بثلاثية علي الأقل ولكن تسابق نجومه في اضاعة الفرص الواحدة تلو الأخري وسط دهشة وذهول جماهيره فكان العقاب شديداً بخطف اتحاد العاصمة هدف السبق. ورغم أن دفاع الزمالك بقيادة علي جبر ومحمود الونش وأحمد أبو الفتوح وحسني فتحي ومن خلفهم الشناوي لعبوا دون ضغط غير أنهم أخفقوا في القضاء علي تلك الهجمة التي سجل منها اتحاد العاصمة هدفه عكس سير المباراة بسبب ضعف الرقابة علي مهاجمي البطل الجزائري الشقيق. ويعتبر شيكابالا أفضل لاعبي الفريقين بتحركاته ومهاراته العالية في ايجاد الحلول للمواقف الصعبة ومعه حارس المرمي الجزائري محمد الأمين والذي أنقذ فريقه من أكثر من هدف مؤكد. فضل إيناسيو المدير الفني البرتغالي للزمالك أن يبدأ الشوط الثاني بنفس التشكيل الذي بدأ به اللقاء لقناعته بقدرتهم علي التعويض بعد نجاحهم في الوصول لمرمي الفريق الجزائري ولم تختلف بدايات هذا الشوط عن سابقه فالزمالك احتفظ بسيطرته علي مجريات اللعب وامتلاكه زمام المباراة الهجومية ويعاند الحظ معروف يوسف بعد اطلاقه صاروخاً أرض أرض ولكن الكرة مرت بجوار القائم الأيمن لتضيع فرصة مؤكدة. في المقابل شكلت تحركات أسامة دارنلو خطورة في عمق دفاع الزمالك في ظل التزام لاعبيه في اغلاق المنطقة الخطرة لمرماهم أمام هجوم الزمالك.. وإن كان هدف السبق للفريق الجزائري قد منح لاعبيه الكثير من الثقة والجرأة في محاولة استغلال اندفاع الزمالك في تسجيل هدف الاطمئنان ولكن كرة كارلوس أندريه تعلو عارضة الشناوي وفرصة أخري مؤكدة لأسامة دارنلو ولكن كرته علت العارضة. بدأت حالة من القلق تفرض نفسها علي جماهير الزمالك في المدرجات مع مرور الوقت وتحفيز لاعبيها لتسجيل هدف التعويض ولكن الحظ يعاند شيكابالا من جديد. وفي محاولة من اتحاد العاصمة الجزائري لايقاف الموجات الهجومية المتتالية اعتمد الفريق علي الضغط علي لاعبي الزمالك من نصف الملعب للتقليل من خطورتها. ورغم أن لاعبي الزمالك كانوا مطالبين بسرعة التمرير والاستغلال الأمثل للمساحات الخالية ولكن عدم الدقة في التمرير أفقد الزمالك فرصة الوصول لمرمي الفريق الجزائري في بعض الهجمات التي كان يمكن أن تشكل خطورة في ظل استحواذ لاعبيه علي الكرة ومحاصرة الفريق الضيف في نصف ملعبه والذي تكتل بكثافة دفاعية مع الاستبسال والفدائية في التعامل مع الكرة. ويجري إيناسيو أول تغيير بعد ثلث ساعة بالدفع بستانلي بدلاً من أحمد رفعت في محاولة لتنشيط الهجوم الأبيض وفي الدقيقة 70 يجري تغييره الثاني باشراك مصطفي فتحي بدلاً من محمد إبراهيم والذي قل انتاجه وغابت فاعليته. ويمكن القول إنه في الوقت الذي انتظر فيه الجماهير أن تزداد خطورة وكثافة محاولات الزمالك الهجومية نجد أن العكس حدث مع بدء العد التنازلي لانتهاء اللقاء حيث افتقد الزمالك الايجابية بسبب سوء الانتشار في الملعب لعدم التصرف الأمثل بدون كرة للتخلص من الرقابة والضغط الذي فرضه لاعبو الجزائر علي الكرة أينما كانت بقوة خاصة في الكرات المشتركة والالتحامات. ويرفع إيناسيو شعاراً يا صابت يا اثنين عور عندما يقود اللعب بثلاثة مدافعين عندما قام بسحب أحمد أبو الفتوح ليلعب بدلاً منه مايوكا كرأس حربة بجانب باسم مرسي بحثاً عن هدف التعويض. وكادت أخطاء دفاع الزمالك التي تكررت في الهجمات المرتدة رغم قلتها لسوء التنظيم والتمركز هدفاً ثانياً ولكن الكرة التي سددها أسامة دارنلو من داخل المنطقة لتخرج الكرة ضربة ركنية ويلغي الحكم الكرة التي سجلها اتحاد العاصمة من تلك الضربة لخروجها في الآوت. ويقود شيكابالا هجمة منظمة سريعة ولكن الدفاع الجزائري يشتت الكرة خارج المنطقة وهو خطأ وقع فيه لاعبو الزمالك بالاعتماد علي ارسال الكرات العالية داخل المنطقة وهو ما أتاح الفرصة لدفاع الجزائر للقضاء علي خطورة الكرة. تقديرات اللاعبين لاعبو الزمالك * امتياز: شيكابالا. * جيد جداً: معروف يوسف علي جبر مايوكا. * جيد: أحمد رفعت أحمد أبو الفتوح باسم مرسي أحمد الشناوي. * مقبول: محمود الونش حسني فتحي صلاح ريكو مصطفي فتحي ستانلي. لاعبو اتحاد العاصمة يستحق الفريق بشكل عام تقدير "جيد جداً" بعد أدائه القتالي والمنظم للاعبيه و"امتياز" لحارس مرماه العملاق محمد الأمين. التحكيم أدار اللقاء طاقم حكام موريتاني بقيادة الدولي. ويستحق تقدير امتياز لعدالة قراراته وحسن تفاهم أعضائه.