لا شك ان الانفراجة التي حدثت في الأزمة العراقية ونجاح البرلمان في انتخاب رئيس ونائبين له ورئيس للعراق هو جلال طالباني ثم قيام طالباني بتكليف نوري المالكي بتشكيل الحكومة يعد خطوة طيبة باتجاه إعادة الأوضاع إلي طبيعتها في العراق بعد التوتر الشديد الذي خيم علي العلاقات بين الطوائف العراقية المختلفة والذي استمر منذ اعلان نتائج الانتخابات في مارس الماضي. ومع ان الانتقادات قد وجهت إلي المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته لتمسكه بمنصبه ومنعه كتلة العراقية الفائزة بالانتخابات من تشكيلها إلا أن جميع الطوائف والكتل العراقية مطالبة الآن بالنظر إلي الامام والبحث عن مصلحة العراق والقضاء نهائيا علي الميليشيات المسلحة التي دمرت العراق وجعلت مواطنيه يفقدون الثقة في الحكومات العراقية التي جاءت منذ الغزو الامريكي للبلاد عام 2003 ومن المؤكد ان النظام الديمقراطي الذي ارتضاه الشعب العراقي سيؤدي إلي صدامات عديدة نظرا لعدم خبرة العراقيين به بعد ان ظلوا تحت حكم ديكتاتوري عشرات السنين. ومن المتوقع ان تبادر الدول العربية والجامعة العربية بمد يد العون للاشقاء العراقيين لكي يتخطوا هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.