بعد الإرهاب الفكري الذي يهدف لتخريب العقول. والإرهاب العسكري الذي يستخدم عسكريين سابقين لمواجهة الجيوش النظامية للدول. والإرهاب البيولوجي الذي يستخدم الميكروبات الفتاكة أو الفيروسات القاتلة لقتل آلاف الاشخاص في دول بعينها. جاء الدور علي الإرهاب الإليكتروني الذي يستخدم التطور التكنولوجي الرهيب الذي وصل إليه عالم اليوم باستغلال شبكة "الإنترنت" لتخريب شبكات المرافق الاساسية من نقل ومواصلات وبنوك وطيران ومؤسسات عسكرية في الدول المختلفة. تابعنا بقلق بالغ ذلك الفيروس الرهيب الذي ضرب أكثر من مائتي ألف جهاز كمبيوتر في حوالي 170 دولة تضررت فيها اجهزة حساسة ومرافق مهمة. وهذا الفيروس الذي قيل إنه تم احتواؤه قبل زيادة الخسائر في الدول المستهدفة منه يسمي "Wanna cry" أو "أريدك أن تبكي" كان أكثر المتضررين منه روسيا التي اصاب الفيروس اكثر من الف جهاز كمبيوتر فيها بوزارة الداخلية التي فقدت امكانية الوصول إلي البيانات. كما ضرب الشركات والوكالات الروسية الاخري مثل "سبيربانك" اكبر البنوك الروسية بالإضافة إلي شركة "ميجافون" لتشغيل خدمات التليفون المحمول. وفيروس "وانا كراي" الذي يصيب أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام تشغيل ويندوز لا يمثل شيئاً بالنسبة للفيروس القاتل الجديد المسمي "أديل كوز" والذي يحذر خبراء الاليكترونيات وأجهزة الاستخبارات عالمية من المخاطر الناجمة عنه لو حدث لا قدر الله ونفذ هجمة دولية مثل فيروس "وانا كراي". امس الاول حذر روب بيرتولي رئيس أجهزة الاستخبارات الهولندية العالم من أنه قد يشهد قريبا "عملية خطيرة للتخريب الرقمي سوف تؤدي إلي اضطرابات وفوضي". وقال بيرتولي امام مئات من الخبراء والمسئولين في مؤتمر حول الجريمة الالكترونية في لاهاي إن تخريب البنية التحتية الحيوية بمثابة "نموذج لتلك الأمور التي يمكن ان تحرمك من النوم ليلا". بيرتولي قال خلال المنتدي الذي تنظمه الحكومة الهولندية ان تهديدات الهجمات الإلكترونية ليست خيالية. ولكنها باتت تهددنا فعلاً وأشار في لهجة محذرة من خطورة ما يمكن أن يفاجئ العالم من خطر اليكتروني اصعب مما يتخيله احد. وقال أيضا: تخيلوا ما يمكن ان يحدث إذا تم تخريب النظام المصرفي بأكمله ليوم أو يومين أو اسبوع او إذا حدث عطل في شبكة النقل او إذا تعرض المراقبون الجويون إلي هجمات الكترونية اثناء توجيههم للطائرات.. العواقب ستكون كارثية. الخطر الذي أراه أشد وأكبر هو أن تقع هذه التكنولوجيا ويستخدم الإرهاب الإليكتروني من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي تأتيه الأموال بالمليارات من دول باتت معروفة للجميع بهدف تدمير دول بعينها واسقاط أنظمة بعينها. ووقتها لا نستبعد محاولات هذا التنظيم اختراق شبكات الأسلحة النووية للدول لإحداث خلل في منظومتها بما يشكل تهديداً بامكانية اطلاق هذه النوعية من الصواريخ بعيداً عن تحكم الدول التي تمتلكها. وفي ذلك الخطورة بعينها. فقد تنطلق الصواريخ النووية من أي مكان وفي أي اتجاه وفي اي وقت. اضف لذلك أنه وفي ظل الانحسار الحاصل لتنظيم داعش في سوريا والعراق وليبيا فإنه سوف يسعي لإحدث أكبر قدر من الخسائر للبشرية. هذا الخطر القادم الذي وصفه البعض بأنه قد يكون يوم قيامة اليكترونياً يستلزم وبسرعة توحيد الجهود الدولية لتنفيذ حائط صد مشترك لحماية الجميع في ظل الارتباط الوثيق بين دول العالم باستخدام شبكة الإنترنت فجعل الخطر الذي يصيب الولاياتالمتحدة لا تكون الصين ولا دول الشرق الأوسط بمأمن منه.