هناك شعرة بسيطة تفصل بين الثقة بالنفس والغرور فإذا انقطعت تلك الشعرة أصيب الشخص بالغرور.. وهذا الكلام ينطبق علي عصام عبدالفتاح عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ورئيس اللجنة الرئيسية للحكام بالجبلاية وهو ما دفعه للخروج علينا بتصريحات غريبة ومستفزة.. عندما اعلن مؤخرا عن نيته اسناد مباراة القمة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في ختام الدوري العام هذا الموسم لطاقم حكام مصري.. ولا أدري ما الأسس التي بني عليها عصام عبدالفتاح تلك الفكرة الجهنمية أو العبقرية فهل نسي أن الكرة المصرية تعيش هذا الموسم 2016/2017 أسوأ موسم تحكيمي علي الاطلاق منذ بداية الألفية الثالثة بعد أن ارتكب الحكام اخطاء تحكيمية كارثية أدت لتغيير الكثير من النتائج وارتكب الحكام تلك الاخطاء الفادحة علي مسمع ومرأي من عصام عبدالفتاح رئيس اللجنة الحالي ومن قبله النائب رضا البلتاجي.. وكان آخرها فضيحة جهاد أبو جريشة الحكم الدولي في مباراة الزمالك والمقاصة عندما تغاضي عن احتساب ضربة جزاء صحيحة.. وهو ما دفع الزمالك للاعلان عن انسحابه من الدوري.. ومن قبله تضامنت 6 أندية بقيادة الإسماعيلي والزمالك في الثلث الأول من عمر المسابقة واعلنوا عن انسحابهم.. فالكل يصرخ من كوارث التحكيم وتحدت كل هذه الفضائح والاخطاء الفادحة المؤثرة علي سير المباريات في الوقت الذي تقام فيه مسابقة الدوري العام بدون حضور جماهيري وهو ما يعني أن الحكام يلعبون دون التعرض لأي ضغوط عصبية يمكن ان تشكلها الجماهير عليهم وفي ظل هذا الواقع المؤلم نجد أن رئيس لجنة الحكام يعيش في أوهام.. وكأن المشرحة "ناقصة قتلة" وكأنه لم يشاهد ما يحدث من شغب وصدام دائم بين الأجهزة الفنية والحكام مثلما حدث في لقاء النادي الأهلي والإنتاج الحربي وتلك الازمة التي وقعت بين حسام البدري المدير الفني ومعاونه سيد معوض وكابتن الأهلي حسام عاشور مع حكم المباراة الدولي محمود عاشور لمجرد أن اللقاء انتهي بالتعادل 1/1 أثار مسئولو الأهلي ولاعبوه تلك الازمة رغم أنهم حسموا الدوري - تقريبا - لصالحهم لاعتراضهم علي بعض قرارات علي الحكم محمود عاشور.. وهذا يعني ببساطة أن مجرد اسناد القمة لحكم مصري هو اشبه بسكب النار علي البنزين فالقمة تمثل لقطبي الكرة المصرية بطولة خاصة وإذا كان الأهلي قد حسم الدوري فإن الزمالك لا يريد أن يخرج من المولد بلا حمص فهو يريد أن يفوز بالبطولة الخاصة وأن يفسد علي الأهلي منافسه التقليدي العنيد فرحه بالدوري بينما الأهلي يريد أن يثبت تفوقه علي الزمالك في الدوري والبطولة الخاصة وأن يحقق رقما قياسيا جديدا بإنهاء الدوري دون هزيمة.. وفي ظل هذه الاجواء الساخنة جدا لن يتقبل مدربو ومسئولو ولاعبو الفريقين أي اخطاء من الحكم المصري بحسن نية أو بقصد ومن الممكن أن تتسبب في الغاء الموسم.. ولكن لضمان خروج اللقاء بمثابة احتفالية ممتعة ومثيرة في فنون الساحرة المستديرة في ختام الموسم لا بديل عن استقدام طاقم حكام اجنبي حتي يتفرغ نجوم القطبين للعب وكلهم ثقة وطاعة لقرار الحكم الأجنبي.. أما وجود حكم مصري فيعني خروج لاعبي الفريقين عن تركيزهم وانشغالهم بقرارات الحكم المصري والخوف من مجاملته أو أخطائه والاعتراض عليها عمال علي بطال.. من أجل هذا كله يجب أن يتخلي عصام عبدالفتاح عن تلك الأوهام والتي اراها اشبه بتخاريف الصيام رغم أن شهر رمضان المبارك لم يأت بعد.. ولكن من الواضح أنه يعيش في كوكب آخر.. وكأنه بمجلس إدارة اتحاده غير مهددين بالحل والاحكام القضائية وأن هناك حالة من التوتر والقلق تسود الأجواء العامة للكرة المصرية.