تسلمت نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء الدين أوراق التحقيق في وقائع كنيستي مار جرجس بطنطا والمرقسية بالاسكندرية فحصها واستكمال اجراءات التحقيق فيها والتي تحتوي علي ملفات تفريغ كاميرات المراقبة وتسجيلات وفيديوهات رصدها شهود عيان أثناء وقائع التفجير فضلاً عن تقارير الطب الشرعي عن تحاليل الحمض النووي للمشتبه فيهم. كما تسلمت النيابة بعض التقارير الأمنية عن أشخاص مرتكبي هذه العمليات الإرهابية وهم الذين يعرفون باسم الذئاب المنفردة وهم من الأشخاص العاديين الذي لا تثار حولهم الشكوك والريبة أثناء تحركاتهم اليومية كما انه لا يوجد لهم سجل إرهابي وتتكون هذه الخلية من شخص أو ثلاثة أشخاص وتصل لثمانية في بعض الأحيان ويعتمدون بشكل أساسي علي الانترنت للتواصل فيما بينهم وللحصول علي المعلومات وطرق تجهيز وتصنيع المتفجرات وتنفيذ العمليات الإرهابية. أشارت التقارير إلي أن الذئاب المنفردة تتكون من شخص واحد بمفرده أو خلية مكونة من 3 الي 8 أفراد وهم في الغالب أشخاص عاديون تمكنوا عن طريق الانترنت من التواصل مع تنظيم داعش ومبايعته واعتناق أفكاره ليحصلوا بعد ذلك علي الدعم المادي والمعلوماتي لتصنيع المتفجرات بعدها يتم تنفيذ العملية بعيداً عن أعين أجهزة الأمن. كما أمرت النيابة بحبس ثلاثة إرهابيين من أعضاء التنظيم المتطرف الذي استهدف الكنائس خلال الاسبوع الماضي لمدة 15 يوماً وهم سلامة وهب الله عباس ابراهيم وعبد الرحمن حسن أحمد مبارك وعلي شحات حسين محمد شحاتة وأمرت النيابة بسرعة القبض علي باقي العناصر الهاربة بتلك البؤرة الإرهابية. وقد أعادت النيابة استجواب المتهمين المحبوسين احتياطياً علي ذمة قضية تفجيرات الكنيسة البطرسية بالعباسية للتعرف علي صلتهم بالمتهمين مرتكبي حادث الكنيستين بطنطاوالاسكندرية حيث أكدوا ان المتهم الهارب عمرو سعد عباس ابراهيم اعتنق الفكر السلفي ثم تحول الي فكر الإخوان بعدما فشل إمام مسجد قريته في الرد علي تساؤلاته الدينية. ثم سافر الي سيناء وهناك اقتنع بالفكر التكفيري واستطاع تكوين 3 خلايا إرهابية نفذت تفجيرات الكنائس. أضافوا في التحقيقات ان انتحاريي الكنيستين أعضاء في نفس الخلايا التي شكلها الهارب عمرو عباس زوج شقيقة الانتحاري محمود حسن مبارك عبد الله منفذ عملية كنيسة مارمرقس. وقال المتهمون أيضاً ان محمود حسن مبارك منفذ تفجير الكنيسة المرقسية في الاسكندرية كان هو الذي تم اختياره أولاً ليقوم بتنفيذ الهجوم علي الكنيسة البطرسية لكن تم استبداله بمنفذها محمود شفيق في اللحظات الأخيرة وان محمود مبارك التقي بمحمود شفيق قبل يومين من تفجير الكنيسة البطرسية حيث كان يقيم في شقة بمدينة نصر وهرب منها قبل يوم واحد من مداهمة قوات الأمن لها وان منفذي التفجيرين تدرباً معاً علي حمل السلام وصناعة المتفجرات في سيناء. كشفت تحقيقات النيابة ان هناك طبيباً يدعي سامح بدوي ضمن أعضاء تنظيم استهداف الكنائس وكان يقيم بصفة دائمة في جبال سيناء وكان يقوم بعلاج الإرهابيين من تنظيم أنصار بيت المقدس وأنه حضر الي القاهرة لمتابعة تنفيذ تفجير الكنيسة البطرسية ثم عاد الي سيناء مرة أخري. كما كشفت التحقيقات ان منفذي العمليات الإرهابية عناصر إرهابية شديدة الخطورة من بينهم منفذو العملية الذين تواجدوا في سيناء في فترة زمنية وان حادث تفجير كنيسة طنطا مرتبط بحادث كنيسة الاسكندرية وهي مجموعة واحدة وقسمت نفسه الي مجموعتين. كما كشفت تقارير المعامل الجنائية التي تسلمتها النيابة ان مادتي تي إن تي المتفجرة التي استخدمت في حادث البطرسية هي نفس المادة التي استخدمت في تفجير كنيستي طنطاوالاسكندرية وانه تم تجهيز الأحزمة الناسفة في شقتين استأجرهما الإرهابيون في مناطق قريبة من الكنيستين. وفي السياق ذاته أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبس 35 متهماً من كوادر اللجان النوعية بجماعة الإخوان الإرهابية 15 يوماً علي ذمة التحقيق لاتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية والتورط في قضايا إرهابية علي قتال قوات الجيش والشرطة. وأسندت النيابة الي المتهمين عدة اتهامات من بينها الانضمام الي جماعة إرهابية مسلحة تهدف الي تكدير السلم والأمن العام والتحريض علي قلب نظام الحكم بالقوة ومحاولة تغيير الدستور والتحريض علي التظاهر واستعراض القوة والعنف ومقاومة السلطات ومعاداة أجهزة الدولة والتحريض ضد مؤسساتها والتحريض علي قتال قوات الجيش والشرطة.