الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه الآن مشكلتين. داخلية وخارجية. الأسبوع الماضي. اندلعت مظاهرات واحتجاجات ضخمة. شارك فيها مئات من النشطاء الروس. واعتقلت السلطات الروسية العشرات منهم. واستدعي ذلك صدور بيانات إدانة من الاتحاد الأوروبي. وتصريح من واشنطن بأن هذه الاعتقالات تخالف الديمقراطية. هذا الأسبوع وقع انفجار في مترو مدينة سان بطرسبرج أودي بحياة 14 شخصا وأصاب خمسين. وتم تصنيفه بأنه عمل إرهابي. وقد وقع الانفجار في وقت كان الرئيس بوتين يزور المدينة ومعه رئيس بيلاروسيا. إحدي دول الاتحاد السوفيتي السابق. هذا في الداخل. في الخارج لم تمض 24 ساعة علي انفجار بطرسبرج. حتي أغارت طائرات سورية علي موقع للمعارضة في مدينة ادلب. وقتل في هذه الغارة 58 شخصا من بينهم 11 طفلا. وقيل إن الطائرات استخدمت قنابل الغاز السام المحرم دوليا في هذه الغارة. ولأن روسيا هي الداعم العسكري والسياسي رقم واحد للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد. فقد كان طبيعيا أن تصبح ويصبح رئيسها بوتين في مرمي سهام الذين تحدثوا عن هذه الغارة باعتبارها جريمة حرب. المشكلتان الداخلية والخارجية. تواجهان الرئيس بوتين وهو يستعد لانتخابات رئاسية العام القادم "2018" وان لم يعلن حتي الآن انه سيرشح نفسه فيها. المشكلة الداخلية. والشق الخاص بالتظاهرات والاحتجاجات التي قيل إنها بداية اضعاف الموقف الداخلي لبوتين يستدعي إلي الذاكرة القريبة توعد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. قبل أن يغادر البيت الأبيض. بأن أمريكا سترد في الوقت المناسب علي ما وصفه بتدخل روسيا والرئيس بوتين في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح دونالد ترامب. والقرصنة الروسية ضد المواقع الالكترونية للحزب الديمقراطي ومرشحته الرئاسية هيلاري كلينتون. وقال أوباما وقتها إن الرد سيكون قويا. وسيعلم الطرف الآخر - بقصد الرئيس بوتين. ولا يمكن أن يعلن أوباما ذلك وهو راحل عن البيت الأبيض. إلا إذا كان قد وقع مرسوما بذلك قبل ان يرحل. واتفق مع المخابرات المركزية الأمريكية علي هذا الرد وطبيعته وتوقيته. السؤال هنا بالطبع: هل يمكن للمخابرات الأمريكية ان تنفذ عملا كهذا في جود رئيس جديد هو دونالد ترامب؟! الرد هو أن ترامب نفسه تحوطه اتهامات حول علاقات سابقة له ولفريقه في انتخابات الرئاسة بروسيا والرئيس بوتين. وأن ترامب ليس علي وفاق كامل مع مخابراته رغم تعيينه أحد رجاله مديرا جديدا لها. وبالتالي سيجد نفسه في حرج في هذه القضية. وفيما يتعلق بتفجير سان بطرسبرج. فإن بعض المعارضين للرئيس بوتين يقولون إن هذا الانفجار يمكن أن يكون من صنع مخابرات بوتين نفسه قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي "ليرسون" إلي موسكو 12 ابريل الحالي في أول زيارة رسمية له لروسيا. لايجاد أرضية مشتركة. أمريكية روسية للحرب ضد الإرهاب في ظل تبني الرئيس ترامب لهذه الحرب. ويبقي السؤال حول المشكلة الخارجية: ماذا عن جريمة إدلب السورية؟! وإلي مقال الأحد.