عودة مرة أخري إلي موضوع مضاعفة سعر تذكرة المترو فهو يستحق وما زال موضوعا لحديث ركابه وهم بالملايين .. من الواضح أن الامر لن يتوقف عند مضاعفة السعر رغم الغضب المكتوم الذي قوبل به هذا القرار فالقادم قد يكون أصعب بكثير .. وهذا ليس استنتاجا او تشاؤما هو فقط بل قراءة لاقوال وتصريحات وزير النقل الجديد وهو يبرر ويحلل اسباب رفع سعر التذكرة .. واخطر ما توقفت امامه تصريحة امام لجنه النقل والمواصلات بالبرلمان قبل رفع سعر التذكرة مباشرة ان الحكومة تدرس إسناد أحد خطوط المترو لشركة قطاع خاص لكن مع مراعاة البعد الاجتماعي لأنه من الممكن في هذه الحالة ان يتم رفع السعر الي ثمانية جنيهات لذلك ندرس الأمر بتأن!! إسناد أحد خطوط المترو إلي شركة خاصة يعني خصخصة المترو ولو جزئيا وبمعني أدق خصخصة الادارة في هذا الخط وهو نوع من الخصخصة الواضحة والتي تعني فشلا حكوميا في ادارة المترو الاداة الاقتصادية التي تحقق ارباحا دون تحميل الراكب المزيد من الاعباء لأن المترو مرفق عام .. او علي الاقل تغطية مصاريفه بالمعني الاقتصادي ايضا الذي يعني انتظام الصيانة الدورية والتحديث الذي يضمن استمرارة بأمان تام. فإذا عدنا لتصريحات الوزير وهو يبرر رفع سعر التذكرة نجده يقول ان الصيانة لم تعد كما يجب والاشارات في حاجة الي تحديث فوري وإلا تعرض تشغيل الخط الاول للخطر بل انه كان مهددا بالتوقف وحدوث شلل مروري في العاصمة!! وهنا يجب محاسبة المسئولين عن ادارة هذا المرفق عن كيفية وصول الامور الي هذا الحد وليس تركهم في مناصبهم والاسراع برفع السعر بل ودراسة خصخصة المترو!! اما قول الوزير إنه في حالة خصخصة احد الخطوط فإن التذكرة قد تصل الي ثمانية جنيهات فأنا أقول للوزير عن أي دولة تتحدث؟ عن مصر حيث نسبة الفقر تخطت حاجز الخمسين بالمائة ؟!! عن مصر التي قضت فيها القرارات الاقتصادية الاخيرة علي الطبقة الوسطي فأصبحت عاجزة حتي عن تدبير جنيه واحد اضافتة الحكومه بليل الي تذكرة المترو لتبشرنا انت ياسيادة وزير النقل بزيادة تتم دراستها تصل الي سبعة جنيهات في الرحلة الواحدة ؟!! عمن تتحدث ياسيادة الوزير؟!! عن مواطنين قاطعوا اللحوم والدواجن ولما حاولوا تعويض ذلك بالاسماك تركتهم حكومتك لجشع المحتكرين الكبار حتي وصل كيلو البلطي الي اربعين جنيها بحجة زيادة الطلب فلماذا لم تنخفض اسعار اللحوم والدواجن عندما قل عليها الطلب.؟!! الوزير يقول إنه يتم دراسة فكرة خصخصة احد خطوط المترو بتأن مراعاة للبعد الاجتماعي !! هذه الكلمة التي اصبحت مستفزة عندما تسمعها من وزراء منفصلين عن الواقع يعيشون بعيدا في "الكمباوندات" ويعالجون اذا مرضوا بعيدا في مستشفيات اوروبا ويظهرون علينا فقط ليثيروا حنقنا بقراراتهم المستفزة التي ليس لها علاقة بالمعني الحقيقي لتلك الكلمة التي حولوها الي كلمة ممجوجة !! فأي بعد اجتماعي يمكن ان تراعيه شركة خاصة تفكر في رفع تذكرة المترو الي ثمانية جنيهات لتحقق اعلي ارباح فهل سوف يترجاها سيادة الوزير ان تخفضها الي سبعة او ستة جنيهات مثلا؟!! واذا كانت الحكومة لاتريد ان تراعي هي البعد الاجتماعي فهل ننتظر من القطاع الخاص ان يراعيه .. ارحمونا يرحمكم الله حتي يتوقف المواطن عن بدء يومه بقول: حسبنا الله ونعم الوكيل فيك ياحكومة.