بدأ النادي الأهلي رحلة البحث عن أمجاده الضائعة في الأدغال الافريقية واستعادته كأس الأميرة السمراء الغالية بانتصار صعب في أولي غزواته عندما أنهي مباراته مع بيدفيست بطل جنوب افريقيا في إياب مباريات دور ال 32 لبطولة الملايين الافريقية لدوري الأبطال للأندية والتي جرت بمدينة جوهانسبرج كما أراد بالتعادل السلبي ليحسم المارد الأحمر هذه المواجهة لصالحه بعد تفوقه في مباراة الذهاب بالقاهرة بهدف نظيف ليتأهل عن جدارة واستحقاق لدور ال ..16 ويتخلص الأهلي بهذا التفوق في مجموع المباراتين من كابوس بيدفيست المرعب إحدي أهم العقبات الصعبة والتي جعلت لاعبيه وجهازهم الفني يعيشون أياما من القلق والتوتر والخوف من ضياع الحلم الافريقي بعد أن توقف فوزهم في القاهرة عند هدف يتيم. ولكن إصرار نجوم الأهلي وثقتهم في أنفسهم وامتلاك الفريق للعديد من المواهب أصحاب الخبرة والمهارة في التعامل مع مثل هذه التحديات التي تواجههم بالأدغال الافريقية كانت وراء التألق في عقر دار المنافس الخطير بيدفست بطل جنوب افريقيا هذا الفريق المنظم صاحب الوعي التكتيكي والتحركات الإيجابية دفاعا وهجوما فأفسدوا كل محاولاته لغزو المرمي الأحمر. تميز الأداء العام لنجوم الأهلي بالتسلح بأعلي درجات التركيز والهدوء والتنظيم في التعامل مع الكرة وأجادوا تنفيذ دفاع المنطقة المتقدم في أحيان كثيرة من المباراة فنجحوا ببراعة في الحد من خطورة واندفاع هجوم بيدفيست الباحث عن هدف السبق ويمكن القول انه رغم استحواذ لاعبي بيدفيست علي الكرة أغلب فترات اللقاء غير أن التزام الأهلي بالهدوء ولعب السهل الممتنع والضغط علي الكرة أينما كانت في الملعب والأداء بقوة في الكرات المشتركة والاستبسال في الثلث الأخير من الملعب قاد الأهلي للإفلات من مصيدة بيدفست والذي فشل في كشف الثغرات في دفاع الأهلي المتماسك والمنظم ببراعة ورغم الأسلوب الدفاعي الذي انتهجه الأهلي ولكنه هاجم بقوة كلما أتيحت وتألق منه أكثر من نجم كان في مقدمتهم إكرامي وأحمد حجازي والجوكر أحمد فتحي وعمرو جمال المهاجم ليخرج الأهلي بشباكه وينتهي اللقاء بالتعادل السلبي وهو ما لعب من أجله أولا للاستفادة من فوزه بالقاهرة ليكمل رحلته في البطولة بينما خرج بيدفيست يجر أذيال الخيبة وسط جماهيره مودعًا الأبطال علي أمل التعويض في الكونفيدرالية التي هبط إليها. بداية طبيعية كان من الطبيعي أن يسعي بيدفست للتعويض بتسجيل هدف التعادل مبكرا ولذلك نجح في الاستحواذ علي الكرة وضغط بقوة علي الأهلي في نصف ملعبه والذي تمكن بخبرات نجومه في الأدغال الافريقية في امتصاص تلك البداية الساخنة والتي راهن عليها حسام البدري مع لاعبيه كونها تشكل الفارق الأهم في قدرة الأهلي علي الاحتفاظ بتفوقه في لقاء الذهاب بالقاهرة وأيضا تصدير حالة من التوتر والضغط النفسي علي لاعبي بيدفست ومحاولاته المتكررة لاختراق دفاعاته. تميز أداء دفاع الأهلي بقيادة العملاق أحمد حجازي أحد نجوم المباراة ومعه سعد سمير قلبي الدفاع والظهيران محمد هاني وعلي معلول المتألق بحسن التمركز والتنظيم الدفاعي وإغلاق المنطقة الخطرة وهو ما ساهم في إفساد هجمات البطل الجنوب افريقي قبل أن تشكل خطورة حقيقية علي مرمي شريف إكرامي والذي لعب مستريحا حتي انه لم يختبر اختبارا حقيقيا بعد فشل بيدفست في بناء هجمات تتسم بالفاعلية والإيجابية نتيجة لالتزام كل خطوط الأهلي الثلاثة بواجباتهم الدفاعية عند فقدان الكرة واستطاع ثلاثي الوسط بقيادة حسام عاشور والجوكر وأحمد فتحي والسولية بتأمين منطقة المناورات والعمليات. هجوم محدود ويحسب للأهلي في المشاهد الهجومية حرص كل من معلول والسولية لدعم ثلاثي الهجوم من وليد وعمرو وعبدالله كلما أتيحت الفرصة لتوفير الكثافة العددية المطلوبة.. ولكن عابهم عدم اللجوء لسلاح التسديد البعيد علي مرمي بيدفست رغم امتلاك نجميه السعيد والحاوي وليد مهارة ودقة وقوة التسديد وفي الثواني الأخيرة للشوط الأول كان الحارس العملاق شريف إكرامي علي موعد لإثبات وجوده عندما أنقذ أخطر كرة لبيدفست من ضربة رأس في الزاوية اليمني لجيمس من كرة ثابتة عندما طار لها ببراعة وحولها لضربة ركنية منقذا مرمي الأهلي من هدف مؤكد بينما تكفل القائم بإنقاذ الكرة الثانية والتي سددها إيمواني مهاجم بيدفست بينما لم يحتسب الحكم ضربة جزاء والذي لم يكن موفقا في أكثر من قرار كان يمكن أن تسهم في تغيير النتيجة لصالح الأهلي. شوط صعب لم تختلف بدايات الشوط الثاني عن سابقه والذي شهد أداء حماسيًا وضاغطًا من لاعبي بيدفست بقيادة مواجو وموانو ويجري المدرب ديفيد هلمر تغيير مبكرا بالدفع بأحد العناصر الهجومية "الياس" لتنشيط خط هجومه بحثا عن زيادة فاعليته. بينما احتفظ حسام البدري المدير الفني للأهلي بنفس التشكيلة التي بدأ بها ونجحت في الحفاظ علي تفوقها بهدف الذهاب وتنفيذ المطلوب منهم في العودة باللعب بأسلوب دفاعي محكم تحت شعار "عدم الخسارة" أولا بالحفاظ علي شباك إكرامي نظيفة ثم البحث عن خطف هدف عن طريق الهجمات المرتدة السريعة يقضي علي أحلام بيدفست في عبور الأهلي والذي عقد آمالا عريضة علي مهارات وخبرات ثلاثي الهجوم وليد والسعيد وجمال في تسجيل هدف السبق ومع اقتراب نهاية الربع ساعة الأولي من الشوط الثاني يجدد المدير الفني لبيدفست دماء خط الهجوم بحثا عن الهدف "الضال" حيث أشرك روجرز ليلعب برأس ضربة. تعديلات في الأهلي ويعزز البدري الدفاع بحمودي علي مرور الوقت لتنشيط خطي الوسط والهجوم للاستفادة بمهاراته وسرعة انطلاقاته كهداف مع الالتزام بواجباته الدفاعية أيضا مثل وليد قبل خروجه والسعيد وعمرو جمال والذين أدوا واجباتهم الدفاعية علي الوجه الأمثل.. من أجل إحداث التوازن لأداء خط وسط الأهلي بين عمليتي الدفاع والهجوم بعد الدفع بحمودي قام البدري بإشراك رامي ربيعة والذي يغلب عليه الطابع الدفاعي بدلا من عبدالله السعيد ثم الدفاع بصالح جمعة صاحب المهارات العالية بقيادة خط الوسط كصانع ألعاب. وهنا ينقذ شريف إكرامي ضربة رأس خطيرة لروجرز مهاجم بيدفست والذي استطاع أن يضفي بعض الخطورة والإيجابية لهجوم فريقه. هدف ضائع للأهلي ومن مجهود فردي رائع لعمرو جمال يضغط علي دفاع بيدفست ويخطف الكرة ويراوغ أكثر من مدافع لينفرد بالمرمي ولكن الحظ يعانده عندما يسدد في المرمي لترتطم بالقائم الأيمن ليضيع هدف مؤكد للأهلي لقتل المباراة في الوقت القاتل واستطاع صالح جمعة بناء أكثر من هجمة بتمريراته الطويلة المتقنة لعمرو وحمودي. ويتألق شريف إكرامي في الدقائق الأخيرة في التعامل مع ألعاب الهواء وسرعة رد الفعل ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا نهاية المباراة بالتعادل السلبي وصعود الأهلي لدور ال 16 لبطولة الملايين الافريقية لدوري الأبطال بعد تفوقه في مجموع المباراتين بهدف نظيف والذي سجله عملاق الدفاع أحمد حجازي في مباراة الذهاب بقاهرة المعز وهو تأهل مستحق أمام منافس كان غاية في القوة ولكن خبرات ومهارات نجوم الأهلي حسمت تلك المواجهة الصعبة لصالح المارد الأحمر أحد المرشحين بقوة للمنافسة علي كأس البطولة الافريقية الأغلي.