معاناة حقيقية يعيشها سكان عزبة ابو النوم الحائرة بين محافظتي الاسكندريةوالبحيرة حيث تتلحص معاناتهم في تنصل مسئولي المحافظتين منهم مما جعل اهالي العزبة يعيشون بلا خدمات نهائيا فلا كهرباء ولا مياه للشرب فضلا عن إنعدام الانارة بالطرق الرئيسية للعزبة. إما التنقل من منطقة لاخري داخل العزبة فهي المعاناه الاكبر لعدم وجود ايه وسائل للمواصلات سوي عربات نصف النقل وتصل معاناه الاهالي إلي انعدام ايه خدمات صحية فلا يوجد مستشفي والصيدلية الوحيدة تقوم بصرف الادوية البشرية والبيطرية. فضلا عن اعتماد الاهالي علي سيارات النزح اليدوي لعدم توافر الصرف الصحي بالعزبة وعدم وجود قسم شرطة أو رجال الشرطة بالعزبة مما يجعلها غير آمنة. قامت "المساء" بزيارة العزبة لرصد معاناه الاهالي.. في البداية يقول إبراهيم بدر احد اهالي العزبة أن معاناتنا تتخلص في عدم اعتراف محافظتي البحيرةوالاسكندرية بنا حيث كل منهم يلقي بالمسئولية علي الاخر فلم نجد مسئولا عنا كما لو كنا من خارج الاراضي المصرية حيث ان الاهالي البالغ عددهم 40 الف نسمة سقطوا من حسابات الحكومة و نعيش حياه بدائية تفتقر لابسط الخدمات والحقوق. المياه مقطوعة أضاف: بالرغم من حداثه تركيب شبكات مياه الشرب بالعزبة والتي لم يمض عليها اكثر من ثلاث سنوات فقط إلا اننا نعاني من إنقطاعها لمدة ثلاثة واربعة ايام متتالية وتأتي لمدة ثلاث ساعات وتعاود انقطاعها مرة أخري مما يجعل الاسر وقتها تتسابق لملء كل مايملكونه من جراكن بالمياه لتخزينها واستخدامها خلال فترات الانقطاع فضلا عن الكهرباء التي تنقطع عن العزبة بأكملها لأيام طويلة تصل إلي الخمس ايام في الصيف وثلاثة ايام في موسم الشتاء كما انه في حالة توافر الكهرباء فإن تيارها يختلف شدته من وقت لآخر مما تسبب في تلف الاجهزة الكهربائية وتكبد العديد من الاسر والاهالي خسائر فادحة. أشار إلي أن المعاناه تظهر من خلال الخدمات حيث اننا نجد منزلاً واحداً يحصل علي الكهرباء من محافظة البحيرة بينما المياه من الإسكندرية وهو ما يوضح حالة التخبط التي نعيش فيها وعدم اعتراف اي من المحافظتي بنا. حتي الكلاب * وقال إبراهيم علي ان الموتي ايضا بعزبة ابو النوم لم يشعروا بالراحة أو الآدمية مفجرا مفاجأة حينما اكد علي ان الكلاب الضالة تحفر في الجبانات وتخرج الموتي وتنهشهم. مشيرا إلي أنه عقب تكرار هذه الواقعة قام الاهالي بإرسال شكاوي عديدة إلي المحافظة سواء الاسكندرية او البحيرة لعمل سور للجبانات وحماية حرمة الموتي ولكن لاحياة لمن تنادي حيث فوجئ أهالي العزبة اكثر من مرة قيام مجموعات كبيرة من الكلاب بالحفر في الجبانات واستخراج الجثث من المقبرة ونهشها مما دفع الاهالي بجمع أموال لعمل سور وبوابات حديدية علي الجبانات لمنع دخول الكلاب الضالة. * ويقول احمد حسنين "عامل" ان سكان العزبة من الفقراء و لا يملكون قوت يومهم فالبعض يعمل بالزراعة و البعض الآخر عمال يومية في البناء باي حي في الاسكندرية أو البحيرة و كفر الشيخ حسب مكان لقمة العيش إلا ان شركة الكهرباء سواء بالاسكندرية أو البحيرة تطلب 3000 جنيه من كل صاحب منزل ريفي يطالب بتركيب عامود إنارة أمام منزله وبالطبع يعجز الاهالي عن دفع المبالغ المطلوبة وفي حالة طلب اهالي القرية بشكل جماعي بتركيب اعمدة إنارة بالطرق لم يتم إي رد من مسئول مما جعل جميع القري بعزبة ابو النوم تعيش في ظلام دامس في حالة انقطاع التيار الكهربي عن المنازل و كل منزل يضع لمبة إضاءه علي بابه للحماية من اللصوص. .. والصرف الصحي أضاف ان الصرف الصحي لم يدخل بعزبة ابو النوم بأكملها بالرغم اننا نقع في وسط المدينة و قدمنا العديد من الشكاوي دون جدوي و هو ما جعلنا نعتمد علي النزح اليدوي او البيارات التي يتم تنظيفها نظير 200 جنيه عند امتلائها بمعدل ثلاثة اشهر للاسرة المكونة من خمسة افراد وقال تقدمنا بالعديد من الطلبات لادخال الصرف الصحي سواء من البحيرة او الاسكندرية الا اننا لا نعلم اي خط صرف نتبع.. وللاسف حتي الآن لم نتلق اي استجابة. * ويقول ادريس عبد العزيز "راعي غنم": ظللنا اكثر من 15 عاماً ونحن نحاول تسليم مسجد هدي الاسلام الذي اقامه الاهالي بالجهود الذاتية بعد ان ظللنا نجمع امواله من قوت يومنا للاوقاف التي كانت تتعنت في استلامه و ظل المسجد طوال هذه السنوات يدار بواسطة الاهالي إلي ان قامت الأوقاف باستلامه مؤخرا إلا ان الاستلام تم علي الورق فقط فحتي الان يديره احد سكان القرية ولم يشهد اي رقابة او اشراف من الاوقاف ولم يتم تعيين امام للمسجد لاقامة الصلاة او يعلمنا اصول الدين فقمنا بإنشاء حضانة إسلامية داخل المسجد من تلقاء انفسنا لتعليم اصول الدين الاسلامي للأطفال ولكنها تشهد إهمالا جسيما من القائمين عليها لإنعدام النظافة بها وتهالك حالة المسجد الذي يحتاج للترميم ولا يوجد لدينا المال للقيام بهذه المهمة والاوقاف لم تحرك ساكنا بالرغم من الطلبات والشكاوي العديدة التي تقدم بها الاهالي لترميم المسجد وتعيين شخص ازهري يكون مسئولا عنه. * محمد عيسي يوسف "مزارع" ان اهالي العزبة يعتمدون علي الجلسات العرفية لفض المنازعات فيما بينها وذلك لإنعدام التواجد الامني كنقطة شرطة علي سبيل المثال لاننا لانعرف اي قسم نتبع و هل نتبع مديرية امن الاسكندرية أم البحيرة ويقيم الجلسات العرفية ثلاثة من شيوخ العزبة وكبارها وفي حالات السرقة والاشتباه في شخص ما بأنه السارق تقوم الجلسة العرفية باستدعائه والتحقيق معه فإذا ثبتت عليه السرقة فإنه يحكم عليه برد ما سرقه وغرامة من ماله أو ترك منزله بالعزبة والخروج منها وفي حالة رفضه الحكم يقاطعه جميع أهالي العزبة ولا يتعاملون معه و لا يبيع أو يشتري لاسرته شيئا مما يجبره علي الرحيل لشعوره انه منبوذ مشيرا إلي أنه علي الرغم من حزم القانون العرفي إلا انه لم يتمكن من ضبط جميع مرتكبي الجرائم وهناك العديد من السرقات التي لا يعرف مرتكبها أما في حالات المشاجرات فيتم الفصل فيها بمقابل مالي يقوم بدفعه المخطئ لصالح المتضرر. * محمود يسري "عامل" لا توجد اي مواصلات داخلية بالقرية او نقل عام نظرا لكون الطرق ترابية و تتحول إلي طينية مع أي نوة ذلك دفع بعض القادرين بالعزبة إلي شراء كسر الاسفلت الناتج من مخلفات البناء مقابل 800 جنيه للعربة النصف نقل لوضعه اعلي التربة الرملية ليكون بمثابة طبقة صلبة تحول دون الغرز في الطين خلال ايام النوات موضحا ان سيارات الاسعاف ترفض دخول العزبة بسبب عدم وجود طرق و نضطر لنقل اي مريض بواسطة سيارة نصف نقل إلي سيارة الاسعاف التي تقف علي طريق الاسفلت الخارجي و هو ما تسبب في وفاة العديد من الاهالي المصابين بأزمات قلبية كما ان عربات المطافيء لا تستطيع الوصول الي اماكن الحريق داخل العزبة لنفس السبب و هو ما اسفر عن حدوث كوارث و خسائر مادية فادحة لكل مزارع يشب حريق بمنزله او بحظيرته فيفقد منزله و حيواناته. * سعيد عباس "مزارع" نفتقد اي رعاية طبية حيث تعتبر مستشفي الاميري التابع لجامعة الاسكندرية والذي يبعد عن العزبة بأكثر من 20 كيلو متراً تقريبا أقرب مستشفي يخدم الاهالي حيث يعاني المريض من طول الطريق غير الممهد وتحتاج السيارة مايقرب من الساعه للوصول للمستشفي,فضلا عن غياب الرقابة علي الصيدلية الوحيدة بالقرية. * حسين علي "مزارع" لا تملك العزبة سوي مدرسة مشتركة للصف الابتدائي و الاعدادي اسمها "رحيل" و تعتبر بمثابة عقاب للمدرسين و العاملين بالتربية و التعليم فمن يقصر في عمله يتم نقله لدينا كعقاب لذلك اغلب المدرسين دائمي الغياب و في حالة حضورهم يرفضون التدريس كعقاب للطالب. مضيفا ان أقرب مدرسة ثانوية تبعد 4 كيلو مترات عن القرية و يعاني الطالب اشد المعاناة للذهاب و الاياب منها يوميا موضحا ان اهل القرية لم ييأسوا فقاموا بجمع الاموال لانشاء معهد ازهري بالجهود الذاتية و تبرعوا به لصالح الازهر طمعا في ان يحصل اولادهم علي نسبة من التعليم.