علي مسرح الهوسابير تعرض فرقة دراما تياترو مسرحية "وسع طريق" تأليف واشعار علي الغريب وصفاء البيلي إخراج خليل تمام.. تدور احداثها حول ربيع الثورات العربية والصراع الدائر داخلها بين الثوار وبقايا النظام المخلوع في إطار كوميدي استعراضي. يتناول العرض نماذج من الشخصيات المؤثرة في الحياة العامة وكشف الصراع بين الثوار وبقايا النظام المخلوع وما يدور حالياً واثره علي المجتمع وتطوره. من النماذج التي يتضمنها العرض نزيه الذي يؤدي دوره "محمد النجار" الذي يستغل مواطنيه ومنتجيه الذين يدفعون له الرشاوي ليقدم خدماته. بالرغم من انه يتصور الصورة كسياسي كبير يقوم بخدمة الشعب؟ إلا أنه في الواقع مرتش مزور يأكل علي كل الموائد ويبدو ذلك من خلال علاقته بالفلاح "حماد ابوالغنايم" الذي عاني الكثير من النظام البائد وحاول بعد الثورة استرداد بعض حقوقه المسلوبة ومشكلاته التي تتخلص في انه بني بيتاً علي أرضه الزراعية ساعيا للحفاظ علي حلمه الصغير المكون من منزله الذي اجبرته الأوضاع علي بنائه وهو يواجه مشكلة تغيير الأنظمة التي قررت هدم منزله ومن ضمن حملة القاسية داخل العرض انه لا يرغب في امتلاك منجم ذهب كما فعل المخلوع وابنائه ولا بئر بترول لتحويلها في انابيب الي "تل أبيب" وهي جمل تجسد صراعه علي طموحاته البسيطة في الوقت الذي يهيمن فيه الفساد علي كل شيء حتي بعد الثورة. ويأتي لنزيه لكي يساعده علي اخذ التراخيص بشكل غير شرعي كما كان يحدث قبل الثورة. او شخصية مجدي الصحفي الذي يقوم بدوره "عاطف جاد" فإنه يبين لنا انه لسان حال للحكومة يعبر عن آرائها وافكارها وحينما تقوم الثورة يهاجمها بشراسة. ثم نراه يتغير ليتواءم مع احداثها. مشيراً الي ان كل نموذج من النماذج التي تطرحها المسرحية يحاول التخلص من الجزء الذي جعله بعد الثورة من الفلول.. ويتبين واضحاً. الصحفي الذي يتخلص مما كان يربطه بالعهد البائد والفلاح هو الشئ الناصع المحاول الحصول علي حقه بتغيير "الدوسيه الخاص بأرضه" وان اليد التي قامت بتغيير ذلك كله هو البائع أو اليد الطولي والمتدخل الاجنبي الذي يحاول التشويه والتدخل في كل شئ وان الوحيد الذي غير جلده وتفكيره "فؤاد الصحفي" وأدي دوره باقتدار "عبدالناصر ربيع" الذي حاول ان يكون شريفاً وقاسي كثيرا في كشفه للفساد. من الاستعراضات التي كتبت اشعارها الشاعرة والكاتبة المسرحية "صفاء البيلي" الجلبية وترمز الي ان كل هؤلاء الفلول يجب ان يجلسوا بعيدا وان يختفوا عن المشهد لأن الشباب هم الذين سيتصدرون المشهد.. وتضافرت الاستعراضات التي صممها سيد البنهاوي والديكور كتشكيل نحتي لفتحي مرزوق واحمد مجدي والحان محمد عزت وغناء فرقة البنادره لتوصيل مضمون العرض الذي عبر عن روح مصر المستقبل وناقش دور الطبقات السياسية والثقافية التي تربت في احضان النظام السابق وكانت صوته المعبر عنه وبعد الثورة تحاول القفز عليها وتقديم نفسها من جديد ليتضح انهم طبقات من المتلونين الذين يحاولون التعايش مع كل العصور. العرض يخلو من العنصر النسائي فقد سبقها من قبل تيار مسرحي باليابان اسمه مسرح "الكابوكي" المسرحية سينتقل عرضها الي الفيوم يوم 23 سبتمبر الحالي ويومي 5و6 أكتوبر الي دسوق وكفرالشيخ ثم يتجول بمحافظات اسيوط وبورسعيد والاسكندرية وبعض المحافظات.