تمتلك مصر أكثر من 16 موقعا داخليا وساحليا تتوافر فيها علاجات طبيعية وقدرت عدد العيون الموزعة في معظم أنحاء مصر ب 1356 عينًا منها خمس في عيون حلوان و3 في عين الصيرة و36 في الفيوم و4 في وادي الريان و33 في شبه جزيرة سيناء و315 في الواحات البحرية و106 في سيوة إضافة إلي عدد هائل يقدر ب 564 في الواحات الداخلة و188 في الخارجة و75 في الفرافرة والباقي ينتشر في خليج السويس والقطارة ووادي النطرون والجارة وأخيرا مدينة سفاجا الرابضة علي شاطئ البحر الأحمر. التقت "المساء" في حوار مع الحاج سنوسي الواحي أكبر معالج بالدفن بالرمال الناعمة وأكثرهم خبرة بواحة سيوة وصاحب مشفي ويبلغ من العمر 52 عاما حيث قال: ورثت هذه المهنة من جدي سطوحي الواحي وهو أول من اكتشف العلاج بالرمل منذ أكثر من 150 عاما من خلال سائحة إيطالية كانت تعاني من الروماتويد وقام بعلاجها وتم شفاؤها. ومن هنا اكتشف العلاج بالرمل وتوارثها عمي ثم أنا وكان عمري 9 سنوات وبدأنا بعدد قليل من الخيام وأصبحت تزداد عاما بعد عام إلي أن أصبح في السنوات الأخيرة يتردد في الموسم المئات من المرضي خلال ثلاثة شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر وهي فترة علاج الردم. ** ما هي الأمراض التي يتم علاجها عن طريق الردم بالرمل؟ * الرمال الناعمة تخرج منها إشعاعات ساخنة تشفي كثيرًا من الأمراض فهي تقوي جهاز المناعة. وعلاج التهاب وخشونة المفاصل والعمود الفقري وأمراض الروماتيزم والروماتويد والحد من الالتهاب الكبدي الوبائي لفيروس "سي" والصدفية والبروستاتا والبواسير. بالإضافة إلي تنشيط الدورة الدموية للجسم وعلاج الضعف الجنسي لدي الرجال وعقم النساء. ساونا طبيعية ** وما هي طريقة العلاج؟ * أولاً فترة العلاج ثلاثة أيام متتالية وتصل إلي 7 أيام حسب حالة المريض يتم الكشف الطبي علي المريض قبل الردم وخاصة مرضي السكر والضغط ثم بعد ذلك يبدأ الردم بدءًا من الساعة 2 ظهرا إلي 5 عصرا ويظل المريض في حفرة الردم من 10 دقائق إلي 20 دقيقة فقط ثم بعد ذلك يدخل المريض في خيمة درجة حرارتها عالية ويظل متواجدا بها من 25 دقيقة إلي تحمل المريض لتكون بمثابة ساونا طبيعية ويتناول المريض مشروبات ساخنة "الحلبة" حتي يعوض السوائل التي يفقدها الجسم. ثم بعد ذلك يجلس في الغرفة لمدة ساعتين حتي يبرد الجسم ويأخذ درجة حرارته الطبيعية مع تناول عصير الليمون والشوربة الساخنة مع الامتناع عن الاستحمام لمدة ثلاثة إلي خمسة أيام. مع عدم التعرض للتيارات الهوائية والمراوح والتكييف وعدم المعاشرة الزوجية لمدة 15 يوما وعدم تناول أكل البطيخ مؤكدا علي أن سخونة الرمل وارتفاع درجة الحرارة لنحو 45 درجة مئوية تعمل كأنها آلة تمتص السموم من جسم المريض. الفنان محمود حميدة ** من هم أكثر المترددين علي المشفي؟ * من جميع أنحاء العالم ويعد أكثرهم من ليبيا والسعودية وجميع محافظات مصر وعدد من الفنانين والمشاهير منهم الفنان محمود حميدة الذي يأتي كل عام وكبار رجال الدولة. ** وهل هناك حالات أو أعمار سنية محددة للعلاج؟ * جميع الأعمار السنية بعد سن خمس سنوات حيث كان هناك حالة لفتاة عمرها 11 عاما وتعاني من مرض الروماتويد وحالة أخري لطفل 6 سنوات ويعاني من كهرباء زيادة في المخ والحمد لله تم شفاؤهما علي خير. أما بالنسبة لمرضي العقم والخشونة والتهاب المفاصل فيتم التعامل معها بتكثيف جلسات الردم. ومما لا شك أن عدم صراحة المريض بحالته المرضية يعرضه للخطر ولكن بخبرتي 52 عاما بمجرد أن أنظر في عينه أكتشف مرضه سريعا وهنا يتم التعامل معه أيضا بطريقة مختلفة وخاصة كبار السن. ** ماذا عن المشاكل التي تواجهك أثناء موسم الردم؟ * المواصلات ونظرا لبعد مسافة سيوة كثير من المرضي يعانون من المواصلات ولا سيما وأن شركة الأتوبيس توجه رحلاتها إلي مطروح وتكتفي برحلة واحدة فقط في الأسبوع من القاهرة لسيوة ومثلها من الإسكندرية ونتمني زيادة عدد رحلات الأتوبيس خلال فترة موسم الردم. الملح الصخري كما تنتشر بواحة سيوة العيون الكبريتية الساخنة وبحيرات الملح التي اكتشف ان بها فوائد علمية عديدة ليس فقط استخداماته في الطعام أو أنه يحمي من الحسد كما يعتقد البعض وإنما الملح السيوي يساعد علي نشر الطاقة الإيجابية ويمتص الطاقة السلبية التي تكمن داخل الإنسان أو المكان. وهذا ما أكده عم "عيسي عبدالله" صانع المصابيح والشموع بالملح قائلا عندما تضئ المصابيح الملحية تنتج بخارا يحتوي علي الأيونات المفيدة التي تنقي الهواء من الغبار والبكتيريا وتقلل أضرار التعرض للمجال المغناطيسي. كما أن التعرض لضوء هذه المصابيح يساعد علي الشفاء من أمراض كثيرة مثل الحساسية والربو والتهاب المفاصل ويخفف الأرق والصداع. أضاف عيسي: العمل في الملح جاء مصادفة حيث انني كنت أعمل نجارا في أحد الفنادق بسيوة وبالصدفة وجدت قطعة من الملح تلمع في الشمس وقمت بتكسيرها بالشاكوش ووجدت منظر إضاءته مبهرا. وتكلمت مع صديق طبيب بولندي يعمل في مجال التنمية البشرية والطاقة عن أهمية الملح الصخري فقال إنه قام بعمل أبحاث علمية معتمدة استغرقت شهورا عن الملح الصخري وأثبت أن أضواء بلورات الملح تزيد من عدد الأيونات التي تساعد علي التخفيف من الأمراض والآلام عامة. 4 بحيرات كبري وعن الأماكن التي يأتي منها بالملح الصخري رد قائلا: علي مساحة أكثر من 47 ألف فدان من الملح والكرشيف تتوزع أربع بحيرات للصرف الزراعي هي سيوة والمراقي واغورمي والزيتونة حيث كانت قديما بحيرات للصرف الزراعي فقط قبل أن تتحول إلي كنز يحوي ملايين الأطنان من الملح الصخري البلوري. يضيف: وبعد أن يتم استخراج الملح من تلك البحيرات نتركه ينشف في الشمس ويتصلب وبعدها نقطعه قطعا صغيرة نستطيع تشكيلها. مشيرا إلي أن القطعة الواحدة تستغرق ساعة أو أكثر. وفي اليوم تنتج 10 قطع إذا كان حجمها كبيرا وإذا كانت صغيرة تنتج 50 قطعة في اليوم. قال: انتشرت المصابيح والشموع الملحية في أكثر من فندق في سيوة والغردقة وشرم الشيخ وعملت جدرانا وحجرات كاملة بالملح الصخري غير المصابيح التي تنتشر في هذه الفنادق حتي أن الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني وزوجته كاميلا اللذين زارا أحد الفنادق بسيوة يشيدان بأعمالي من الملح مؤكدا أنه يصدر أعماله إلي شمال أوروبا وتركيا وكينيا التي ليس لديها في كثير من القري كهرباء وتعتمد علي الإضاءة بالشموع وتقدر قيمة الإضاءة بالملح الصخري. وفي النهاية قال عيسي: أواجه صعوبات عديدة أهمها مشكلة العمالة التي تحتاج إلي تدريب وصبر وتوفير المعدات اللازمة للعمل فضلا عن مشكلة المواصلات وفي حالة توفيرها يكون الوضع مختلفا تماما.