تحولت جمعة تصحيح المسار إلي فوضي وشغب.. أحرقت روابط الأندية الرياضية "الالتراس" مديرية أمن الجيزة في ساعة متأخرة من الليلة الماضية بعد اشعال حريق مماثل بمبني الأدلة الجنائية المجاور لمبني وزارة الداخلية فيما اقتحم متظاهرو ميدان التحرير مبني السفارة الاسرائيلية وألقوا الأوراق والمستندات بها من الطابق ال .16 وغادر السفير الإسرائيلي وعائلته القاهرة إلي إسرائيل في ساعة مبكرة اليوم وكذلك طاقم السفارة علي متن طائرة عسكرية أقلتهم من مطار القاهرة. أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيانا طالب فيه مصر بحماية السفارات الأجنبية في القاهرة. وذلك بعد اتصال تليفوني بينه وبين بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل. قامت القوات المسلحة بالسيطرة علي الموقف ودفعت ب 26 مدرعة ودبابة إلي محيط مبني مديرية أمن الجيزة والفصل بين شباب الالتراس وقوات الأمن المركزي أمام المديرية فيما أصيب أكثر من 280 شخصا علي الأقل في الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين وتبادلا فيها القذف بالحجارة. وتوفي لواء شرطة بالمعاش متأثرا باصابته بأزمة قلبية داخل سيارته حيث فشل في الوصول إلي المستشفي لعلاجه. قامت قوات الأمن بحماية مبني السفارة السعودية في القاهرة خوفا من امتداد أعمال العنف اليها. اقتحم عشرات الشباب مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة بعد أن قاموا بانزال العلم الاسرائيلي. والقوا بجميع الأوراق والمستندات الموجودة بمكاتب السفارة من الشرفة بالدور ال 19. إلي الشارع. وفي أول تعقيب اسرائيلي علي المظاهرات أمام السفارة الاسرائيلية بالقاهرة. قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي "داني أيالون". ان السفارة الاسرائيلية في مصر غير مأهولة والدبلوماسيين الاسرائيليين في منازلهم ولا يخشي علي حياتهم. وقال التليفزيون العبري. ان وزارتي الخارجية والدفاع الاسرائيليتين تجريان سلسلة مشاورات واتصالات مع الجهات المصرية والأمريكية والأوروبية المختصة بعد أن عقدتا اجتماعاً طارئاً لبحث حماية سفارتها. ومن جانبها شنت وسائل الاعلام الاسرائيلية المقروءة والمسموعة بجانب كبريات الصحف العبرية علي مواقعها الالكترونية هجوما كاسحاً علي المتظاهرين المصريين الذين هدموا أجزاء كبيرة من الجدار العازل أمام سفارة تل أبيب بالقاهرة وبعد إنزالهم للعلم الاسرائيلي للمرة الثانية واصفين إياهم ب "الغوغائيين". وقالت القناة العاشرة بالتليفزيون الاسرائيلي في تقرير مطول لها. إن الآلاف من المصريين ممن كانوا في ميدان "التحرير" بوسط القاهرة توجهوا إلي السفارة الاسرائيلية وبدأوا في تحطيم الجدار المحيط بمبني السفارة. وأكدت القناة الاسرائيلية. أن تل أبيب تتوقع من مصر أن تقوم بواجبها وتحمي السفارة الاسرائيلية في القاهرة. ولفتت القناة العبرية إلي أن الجدار تم انشاؤه مؤخراً علي ارتفاع قدمين لحماية المبني في أعقاب الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت مؤخرا بعد وفاة الجنود المصريين. الذين قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي. واستنكر التليفزيون الاسرائيلي تلك الاحتجاجات المصرية. قائلاً إنها لا تتوقف. وان السلطات المصرية تقف عاجزة أمامها. مضيفاً أن تحطيم الجدار أمام السفارة الاسرائيلية في مصر فيما عرفت ب "مسيرة الشواكيش". بالرغم من وجود عدد كبير من قوات الشرطة هو أكبر دليل علي ذلك. وقالت القناة العاشرة. ان التعزيزات العسكرية من جانب الجيش والشرطة أمام مقر السفارة لم تنجح في كبح المتظاهرين وتواصلت الأعداد في الزيادة دون ردعهم. علي حد قولهم. مضيفة أنه تم نشر عربات مدرعة علي طول الشارع. حيث تقع السفارة والشوارع المحيطة بها. ولكن هذا لم يمنع المتظاهرين من تحطيم الجدار الذي يبلغ ارتفاعه قدمين. وفي السياق نفسه. هاجمت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية المتظاهرين بعد تدميرهم للجدار المحيط بالسفارة. مشيرة إلي أنهم وصلوا في ساعات المساء لمبني السفارة الاسرائيلية بالقاهرة احتجاجا علي مقتل أفراد الأمن المصري علي أيدي قوات الجيش الاسرائيلي في سيناء الشهر الماضي. ولفتت معاريف إلي أنه قبل أسبوعين تظاهر الآلاف ايضا خارج السفارة في القاهرة تحت عنوان "مليونية طرد السفير من القاهرة" مضيفة أنه كانت هناك قوات كثيرة لتأمين السفارة والقنصلية خوفاً من حدوث اضطرابات خطيرة. قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية. ان تواصل أعمال الاحتجاج ضد السفارة الاسرائيلية واحراق العلم الاسرائيلي من أعلي مبني السفارة للمرة الثانية واستبداله بالعلم المصري يؤكد تعاظم تدهور العلاقات بين البلدين منذ توقيع اتفاقية السلام بينهما علي المستوي الشعبي. علي حد قولها. كما استنكرت يديعوت. تبول أحد المتظاهرين علي العلم الاسرائيلي الذي رسم علي الجدار. وتحطيم حوالي 400 ألف شخص للجدار الأسمنتي الفاصل أمام السفارة الاسرائيلية. وأوضحت الصحيفة العبرية. أن السفير الاسرائيلي لدي القاهرة "يتسحاق ليفانون" عاد هذا الأسبوع مرة أخري لمصر بعد عطلة دامت لأسبوعين. وانه من غير المعروف حتي الآن كيف سيمارس عمله بعد تجدد تلك الاحتجاجات القوية ضد السفارة. وفي سياق آخر. جددت هيئة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتانياهو" تحذيرها للاسرائيليين من زيارة شبه جزيرة سيناء حفاظاً علي أمنهم.
