جيد جدا ان تقوم الرقابة الادارية بحملات علي المستشفيات العامة لكن الحقيقة ان ما كشفته الحملات ليس جديدا علي الاطلاق كما ان الحملات وحدها ليست حلا ولا علاجا لمنظومة الصحة المتردية.. الحملات تكون حلال إذا نتج عنها نقل صورة عن حقيقة الاوضاع في المستشفيات واوجه النقص والخلل بها إلي المسئولين واقتراح حلول لها.. وان تأخذ الحكومة هذه الامور بالجدية اللازمة وتتنقذ المرضي من اوضاع غير ادمية يتعرضون لها في تلك المستشفيات. اما غير ذلك فالحسنة الوحيدة لتلك الحملات هي إحداث صحوة إدارية وانضباطية سوف تخبو ايضا عندما تتوقف تلك الحملات أو تقل لتعود ريمة لعادتها القديمة!! منظومة الصحة في مصر في حالة يرثي لها وكنا ننتظر ان يكون علي رأس اولويات حكومات ما بعد الثورة تحقيق اصلاح جذري بها لتقديم خدمة صحية ادمية لكن للاسف حكومة تلو حكومة والاوضاع الصحية من سيئ إلي اسوأ!! فمن الطبيعي ان تجد الرقابة الادارية غرف العمليات في كثير من المستشفيات في حالة سيئة.. ومن الطبيعي ان تجد بعض الاجهزة يعلوها الصدأ.. ومن الطبيعي ان تجد رشحا في الحوائط وتشققات.. ومن الطبيعي ان تكون اجهزة الاشعة متوقفة عن العمل وان يوجد نقص في الدم وفي الادوية والمستلزمات.. ومن الطبيعي ان تكون معاملة المرضي من القائمين علي الخدمة الطبية محل شكوي.. ومن الطبيعي ان تجد غرف المرضي تحولت إلي مخازن وقد تجد المرضي انفسهم تم القاؤهم علي الارض في بعض المستشفيات وهذا ايضا طبيعي وعادي!! من الطبيعي ايضا ان تذهب حملات الرقابة الادارية إلي بعض المستشفيات فلا تجد المدير واعوانه ولامعظم الاطباء.. ومن الطبيعي ان تجد المرضي يطلبون حقهم في العلاج فلا يجدون الا اهانة واستهتارا وكأنهم يستجدون!! فالحقيقة ان الدولة تستكثر ان يكون العلاج والتداوي حقا رغم انه منصوص عليه في الدستور ورغم انها تقدم مرتبات شديدة التدني تجعل يد المواطن العادي الذي يمثل الاغلبية العظميي مغلولة تماما فهو ان لم يجد العلاج في مستشفي عام فليس امامه الا انتظار الموت او التوسل إلي الله به فالبديل مستشفيات استثمارية تعتبر المريض صيدا لا تتركه قبل ان تنتف ريشة.. ونفس الاغلبية العظمي من المرضي لا يجرءون علي الاقتراب من ابواب تلك المستشفيات!! كم كنت انتظر ومعي الملايين ان يكون هدف تقديم خدمة صحية جادة وحقيقية هو الهدف الذي تكرس له الحكومة كل جهودها.. تقدم له الميزانية التي حددها الدستور وتعيد النظر في امكانيات كل مستشفي وتقدم له ما ينقصه وتصلح المنظومة الادارية حتي تستقيم الامور وترسي مبدأ ان من يلجأ إلي تلك المستشفيات يطلب حقه ولا يستجدي من طبيب ولا من ممرضة ولا من عامل. لكن من الواضح انني ومعي الملايين من ابناء هذا الوطن سوف ننتظر كثيرا جدا.. لأن الحكومة شتت جهودها في كل الاتجاهات فلم يطل المواطن بلح الشام ولا عنب اليمن!! مظالم اصحاب المعاشات بالبريد السريع وصلتني رسالة من القارئ محمد إبراهيم والي مدير إدارة بالشركة المصرية للاتصالات بالاسكندرية سابقا وعلي المعاش حاليا تعليقا علي مقال سابق تناولت فيه حال اصحاب المعاشات.. يقول ان هذه الفئة بالفعل مظلومة ولا تجد ادني اهتمام من الحكومة التي تتجاهل تماما ان مستحق المعاش ينفق نصفه علي شراء الادوية.. كما تتجاهل تماما ان دخل اصحاب المعاشات انهار مع تعويم الجنيه بينما تركتهم الحكومة يواجهون غول الغلاء الفاحش وحدهم ولم تستجب للحملة التي يتبناها البدري فرغلي لمنحهم علاوة من مستحقاتهم لديها.. يتساءل أين اعضاء البرلمان من مطالب ومشاكل ومعاناة اصحاب المعاشات؟!!.. ونحن معه نتساءل ونطالب الحكومة ان تنتبه لهذه الفئة.