هل نستيقظ يوماً ونجد إسرائيل تحيط بنا من جميع الجهات؟.. فقد استغرقنا الشأن الداخلي والمليونيات والاحتجاجات حتي تمكنت إسرائيل من الوصول إلي دولة جنوب السودان.. هل تعلمون ماذا يعني أن تصل إسرائيل إلي هذه الدولة الوليدة بعد أن أكلت وشبعت ونامت في أثيوبيا وأحكمت السيطرة علي المسئولين الاثيوبيين في ظل غياب النظام السابق الذي اتجه إلي دول الخليج وهداياه وترك أخواننا الأفارقة. وصول إسرائيل إلي جنوب السودان يعني أنها تضع مصر في رأسها.. فهي تريد أن تتحكم في المصدر الدائم لمياه النيل والذي يأتي من بحيرة فيكتوريا ويمر بجنوب السودان بعد أن تحكمت من خلال اثيوبيا في الجزء الأكبر والذي يأتي من هضبة اثيوبيا. جنوب السودان بها أرض شاسعة صالحة للزراعة وإسرائيل خير من يقوم بهذا الدور في ظل الغياب المصري وايضا المواجهات والمناوشات المسلحة مع السودان. كلنا يعرف ما فعلته إسرائيل علي الحدود مع مصر في سيناء ولكن معظمنا لا يعرف هدف تل أبيب غير المعلن وهو طرد الفلسطينيين إلي سيناء وبذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد الأول أنها تخلصت من الفلسطينيين ومشاكلهم والثاني أن تكون سيناء دولة جديدة تفصلها عن مصر وبذلك تكون قد تخلصت من الاثنين الفلسطينيين والمصريين. بعد الثورات العربية وسقوط الأنظمة العميلة تحاول إسرائيل أن تلعب لعبتها وتحقق حلمها الذي كثيراً ما كان يراودها وهو أن تصبح أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط وتحويل الدول العربية الكبيرة إلي مجموعة دويلات لا حول لها ولا قوة. فهل يتنبه د. عصام شرف إلي ما تفعله إسرائيل ويتجه إلي جنوب السودان نريد تحركاً سريعاً لتدارك الأمر قبل فوات الأوان قبل أن تمنع إسرائيل عنا الماء والهواء.