يستحق هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخبنا لقب "قرصان افريقيا" لأنه نجح باقتدار - حتي الآن - في خطف أحلام كل الفرق التي واجهها حتي الآن وسواء في نهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية وتصفياتها من قبل وايضا في تصفيات بطولة كأس العالم.. تغلب كوبر علي العديد من اقطاب القارة السمراء نيجيرياوغانا والمغرب وتونس "وديا" غير المنتخبات الأخري.. وكانت السمة الغالبة في كل الانتصارات المصرية الأفريقية أن ارادة الفوز واضحة جدا لدي لاعبينا والطريقة التي يلعب بها كوبر.. ليس بالهجوم الكاسح الضاغط ولكن باحترام المنافس واستنفاد طاقاته حتي تظهر الثغرة التي يقتنص منها الفراعنة هدف الفوز وهذا ما يفسر أن أغلب الانتصارات المصرية بهدف وحيد أو هدفين علي الأكثر وغالبا ما يكون في وقت متأخر من المباراة باستثناء هدف محمد صلاح في غانا بعد 10 دقائق فقط من بداية اللقاء.. وهذه القرصنة شطارة من كوبر وليست اغتصابا كما يتصور البعض خاصة بعد الفوز الاخير علي المغرب لأن ميادين كرة القدم فيها الكثير من تكتيكات اللعب والمهم أن تفوز وليس أن تبدع في الأداء وتخرج من المباراة خالي الوفاض.. خاصة عندما يكون الهدف بطولة قارية كبيرة مثل البطولة الأفريقية والتي تقام منافساته تحت ضغط الوقت الضيق وتطلعات كل المنتخبات المشاركة في المنافسة والوصول إلي ابعد نقطة في مشوار البطولة لذلك تأتي متعة الأداء في نهاية أولويات المديرين الفنيين للمنتخبات الكبيرة بصفة خاصة لأن الآخرين تكون أولوياتهم القفز علي اكتاف الكبار واقتناص شهادة اجادة وليس أكثر. وكوبر يدرك أنه يقود منتخب مصر صاحب أكبر رصيد من الألقاب الأفريقية. وأنه شخصيا مدرب كبير. وقد تلاقت الأهداف بين كوبر ومنتخبنا.. فعودة اللقب الأفريقي للفراعنة. هدف كبير لمصر مثلما هو هدف كبير ل "كوبر" والتأهل إلي مونديال روسيا هو الهدف الأكبر للاثنين.. ومع التقاء الأهداف لابد أن يخضع اللاعبون لطريقة مدربهم ولابد أن يتعامل المدرب مع ظروف فريقه الذي يواجه تحديات بالجملة من كثرة الاصابات وقلة الخبرات وقوة المنافسين.. وبهذه التوليفة المصرية الخاصة جدا. كان الفوز الأخير علي المغرب رغم ان منتخب مصر لعب في ظروف غير مثالية ووقع تحت ضغط تغييرات اضطرارية بداية من اشراك الظهير الأيسر الصاعد الواعد كريم حافظ واصابة مروان محسن في الشوط الاول حتي أن الجوكر أحمد فتحي ضرب الرقم القياسي باللعب في ثلاثة مراكز في مباراة واحدة من لاعب وسط مدافع وليبرو خلف خط الوسط وأخيراً ظهير ايسر. بالفعل.. كان كوبر هو قرصان هذه البطولة حتي الآن واتصوره قادرا علي مواصلة مهمته مع فرسانه وصولا للقب.. إلا أنه امام تحد كبير وليس هينا أمام منتخب بوركينا فاسو في مباراة اليوم.. وهو سيناريو متكرر في الدور نصف النهائي قبل 19 عاما في بطولة الأمم عام 1998 التي استضافتها بوركينا فاسو وتأهل الفراعنة لنهائي البطولة بهدفي حسام حسن قبل أن يحققوا اللقب آنذاك علي حساب جنوب أفريقيا. وخاض منتخب مصر ثلاث مواجهات سابقة مع بوركينا فاسو حسمها جميعا "الفراعنة" بنتيجة "2 - صفر" في قبل نهائي 1998 و"4 - 2" في بطولة الأمم عام 2000 وبنتيجة "2 - صفر" في مباراة ودية العام الماضي 2016 وسجل لاعبو مصر 8 أهداف بينما تلقت شباكهم هدفين فقط.