يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم بمدينة أسوان أعمال المؤتمر الشهري الثاني للشباب والذي سيناقش علي مدي يومين قضايا التنمية بمحافظات صعيد مصر في ضوء اهتمام الدولة والرئيس السيسي بدعم الصعيد علي كافة المستويات باعتباره ثروة مصر الدائمة والمستقبلية. ومن المقرر أن يستعرض المؤتمر التحديات التي تواجه الصعيد وتمكين الشباب سياسيا واجتماعيا إضافة إلي تنمية الصعيد في المجالات المختلفة اقتصاديا وسياحيا وصناعيا بحيث ينعكس علي تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين فيه وإتاحة فرصة عمل جديدة لهم خاصة في مجالات المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وتوفير فرص التدريب المهني لتحسين قدرات الشباب علي المنافسة في أسواق العمل الجديدة وتطوير الصناعات اليدوية والحرفية بحيث يمكن أن تكون مصدر دخل للسكان إلي جانب التعرف علي المشكلات التي تواجه أبناءالصعيد سواء في مجالات الخدمات الاجتماعية أو الصحية أو التعليمية أو الإسكان والعمل علي وضع الحلول المناسبة لها. ومن المقرر أن يناقش المؤتمر سبل إزالة العراقيل البيروقراطية التي تعوق انطلاق حركة الاستثمار في مدن الصعيد أو التي تعترض تطوير البنية التحتية والتعرف علي ما تحتاجه مناطق الصعيد من طرق ومستشففيات ومنشآت تعليمية ووسائل مواصلات حتي تصبح مناطق جذب سكاني بما توفره لسكانها من خدمات متطورة تغنيهم عن السفر إلي العاصمة أو النزوح إليها. وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية أن المشاركين في مؤتمر أسوان يمثلون 1300 شاب من شباب محافظات الصعيد فقط ونظرا لارتفاع نسبة الاشغال في أسوان فقد رأت رئاسة الجمهورية تقليل عدد المدعوين للمؤتمر من الشخصيات العامة والسياسيين والإعلاميين وبالتالي تم التركيز علي الشخصيات البارزة فقط وأغلبهم ينتمي لمحافظات الصعيد أيضا وأضاف المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية أن المؤتمر سيشهد 8 جلسات عامة بحضور عدد كبير من الوزراء ورؤساء الأحزاب السياسية ونواب الصعيد بمجلس النواب ورؤساء جامعات ومحافظي الصعيد وسيناقش عددا كبيرا من القضايا إضافة إلي عدد من المبادرات الخاصة بالصحة والتعليم وتنمية السياحة سيتم اطلاقها في الصعيد كما ستتم مناقشة "انتخابات المحليات" ودور المحليات في الصعيد والتمكين السياسي. كان الرئيس السيسي قد افتتح المؤتمر الشهري الأولي للشباب الشهر الماضي بالقاهرة وشمل عددا من الجلسات العامة تناولت نتائج اجتماعات الحوار الوطني الخاص بقضايا التعليم إلي جانب ملفات التعليم والقرارات والإصلاحات الاقتصادية الأخيرة والزيادة السكانية وآليات تطوير قطاعي الزراعة والبترول. وتم في هذا الإطار إجراء مناقشات حرة مع الشباب واستعراض للرؤي التي طرحت خلال الفترة الماضية وتم تخصيص جلسة لاستعراض رؤية الحكومة تجاه هذه الإصلاحات التي تصب في صالح الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمار وكانت هناك مداخلات وتعليقات من جانب رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزي المصري ووزراء المالية والاستثمار والبترول والزراعة والتربية والتعليم والتعليم العالي ورئيس الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاد وعدد من الخبراء. وشارك في مؤتمر القاهرة ألف شاب وفتاة منهم 60% جدد و 30% من الشباب الذين حضروا مؤتمر شرم الشيخ منهم عدد من شباب الجامعات ومجموعة من الدفعة الثانية من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة إضافة إلي عدد من المتطوعين من وزارة الشباب والرياضة وشباب عاديين من مختلف مراكز الشباب والرياضة بمحافظات الجمهورية وشباب الأحزاب السياسية. وأشاد الرئيس السيسي خلال مداخلاته في جلسات مؤتمر القاهرة بقيام الشباب بدراسة سبل الارتقاء بمنظومة التعليم والتغلب علي التحديات التي يعاني منها هذا القطاع مشيرا إلي أن التعليم لا يرتبط فقط بالتنمية المعرفية والعلمية للطلاب ولكن يجب أن يعني في المقام الأول بصياغة شخصية سوية وواعية تتمتع بمبادئ وثوابت وتقدر قيمة العمل وروح الفريق وتستطيع الحفاظ علي أسرتها ووطنها وتدرك تحديات العصر وسبل التعامل معها. وأكد الرئيس السيسي أنه يجب علي المصريين أن يدركوا أن سر نهضة هذا البلد يكمن في التزامهم وانضباطهم لكي تتقدم مصر كما أكد أن الوصول إلي معدلات التنمية المرجوة وتحقيق نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية يتطلب التزام جميع المواطنين بزيادة العمل وبذل مزيد من الجهد في جميع القطاعات لبناء مستقبل أفضل. وشدد الرئيس علي أهمية الحفاظ علي تماسك الشعب المصري ووحدته مؤكدا أن هذا التماسك هو العامل الأساسي لتجاوز كافة التحديات التي تواجه الوطن معربا عن ثقته في قدرة الشعب المصري علي تحقيق تطلعاته نحو التنمية لاسيما وأن رد فعل المصريين إزاء القرارات الاقتصادية الأخيرة أثبت أنه شعب عظيم يتحلي بالمسئولية اللازمة وقت الشدائد.