خدعة كبري تعرض لها 850 طالباً وطالبة بأكاديمية "ابن سينا" للتمريض بدمنهور. بعد أن تركوا كلياتهم الأصلية التي درسوا فيها بعض السنوات والتحقوا بالمعهد الفني للتمريض التابع لكلية التمريض جامعة دمنهور لمدة عامين من خلال تعاقد الأكاديمية مع الكلية. علي أمل الحصول علي شهادات رسمية معتمدة من الكلية والجامعة بأنهم درسوا في المعهد علوم التمريض واجتازوا الدراسة بنجاح. من أجل تأهيلهم للعمل في الصحة. إلا أن ما حدث في نهاية العامين كان بمثابة خيبة أمل كبيرة لهم. فقد وجدوا أن ما حصلوا عليه من الكلية ليس إلا مجرد شهادات بحضور دورات تدريبية في علوم التمريض. ليجدوا أنفسهم في مهب الريح بعد معاناة وتعب ومشقة علي مدار عامين دراسيين. "المساء" رصدت مأساة هؤلاء الطلاب.. يقول علاء منصور: كنت أدرس بجامعة الأزهر وحينما أعلنت كلية التمريض بدمنهور عن قبول دفعات للالتحاق بمعهد فني التمريض التابع للكلية ذهبت للاستعلام عن المعهد وأفادتني إدارة الكلية بأنه سوف يمنح الطالب شهادة معتمدة من الجامعة والكلية مع استخراج شهادة مزاولة المهنة وكارنيه النقابة للعمل بالمستشفيات. والدراسة عامان دراسيان علي أربعة فصول دراسية مثل باقي المعاهد الحكومية. وأكدوا لنا أننا نخضع لقوانين الجامعة فقمت مع زملائي الملتحقين بعدة كليات أخري مثل الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية وأصول الدين واللغة العربية والتجارة والآداب والمعاهد العليا للخدمة الاجتماعية. بسحب أوراقنا من هذه الكليات لتقديمها إلي معهد التمريض بكلية التمريض بدمنهور مع زملاء آخرين يحملون مؤهلات متوسطة. علي أمل أن يكون هذا المعهد السبيل في توفير فرص عمل لنا في قطاع التمريض بالمستشفيات. علما بأن كلية التمريض أرسلتنا في العام الأول من الدراسة للتدريب بالمستشفيات الحكومية علي جميع التخصصات وأحدث أجهزة ومنحتنا كارنيه الجامعة. خيبة أمل يضيف أحمد مصطفي ومحمود شرف الدين: أنه بعد الانتهاء من العامين الدراسيين وظهور النتيجة فوجئنا بخيبة الأمل الكبيرة والصدمة القاسية التي جعلتنا نشعر أننا أصبحنا في مهب الريح. فقد تبين لنا أن الشهادة التي منحتنا إياها الكلية ليست بشهادة رسمية معترف بها وتؤهلنا للعمل في التمريض. بل اكتشفنا أنها عبارة عن شهادة بحضور دورة تدريبية لا تسمن ولا تغني من جوع. غير معترف بها في المستشفيات. ليتأكد لنا أننا وقعنا ضحايا خدعة كبيرة من الكلية التي باعت لنا الوهم. بعد أن أنفقنا مبالغ طائلة علي الدراسة بالمعهد التابع للكلية بلغت أربعة آلاف جنيه للطالب الواحد سنوياً. وحينما توجهنا بهذه الشهادات إلي المستشفيات قالوا لنا "بلوها واشربوا ميتها". يشير محمد عبدالرازق إلي أننا نظمنا عدة وقفات احتجاجية أمام مكتب وكيل النائب العام بالإسكندرية بعد الثورة مما اضطر الكلية إلي منحنا شهادات من وحدة التدريب والخدمات الصحية بأننا اجتزنا دورات تدريبية في الرعاية الصحية واللغة الإنجليزية والتثقيف الصحي ومهارات الاتصال وأساسيات الرعاية التمريضية في الفترة من 2008 حتي 2010 وهو ما أضاع علينا حقوقنا كاملة. حيث أن ذلك لا يلبي مطلبنا بالحصول علي شهادات رسمية معتمدة من الكلية ومعترف بها بالمستشفيات حتي نتمكن من العمل بالتمريض. أما عبدالله أحمد فيقول: إننا قمنا بالتظاهر أمام مبني المحافظة وكلية التمريض الكائنة بالمعهد الطبي بدمنهور لتعرضنا لظلم كبير من الكلية مما أضاع حقنا في العمل والتوظيف بالمستشفيات بعد أن اكتشفنا عند استلام الشهادات وبعد إنهاء تعاقد أكاديمية ابن سينا مع الكلية أنها ليست دراسة أكاديمية. وأنها لا تعد سوي دورات تدريبية. وخضنا معركة لمدة ستة شهور من أجل رفع الظلم عنا وقابلنا المسئولين في وزارتي الصحة والتعليم العالي وانتهي هذا السعي إلي تحويلنا إلي معهد تمريض حكومي بالإسكندرية "كحالة استثنائية" لاستكمال دراستنا بشرط الحصول علي إفادة بدراستنا في معهد دمنهور وهذا ما رفضته إدارة الكلية. يضيف علاء منصور أن المواجهة مع إدارة الكلية تطورت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بعد أن توجهنا إلي الكلية طالبين منحنا شهادات لتقديمها إلي المعاهد الفنية الصحية للعمل بها. فما كان من إدارة الكلية إلا أن رفضت طلبنا واشترطت سداد مبلغ 50 جنيهاً للشهادة الواحدة. فاعترضنا علي ذلك وتعدي علينا أحد موظفي الكلية بالضرب فحررنا محضراً ضد إدارة الكلية التي فاجأتنا بمحضر مضاد لنا اتهمتنا فيه بتكسير أثاث الكلية وإتلاف المال العام. مما يستوجب تدخل المحافظ المهندس محمد الحملاوي والدكتور حاتم صلاح الدين رئيس جامعة دمنهور لرفع الظلم عنا ومنحنا شهادات معتمدة من الكلية تؤهلنا للعمل بالمستشفيات وقطاع التمريض.