في ثورة 1919 حاول أعداء الثورة اللعب علي وتر مسلم وقبطي لإفساد الثورة كما يحاول الآن أعداء الوطن وكتب بكري باشا أباظة زجلاً حول هذا قال فيه: لجأوا للدين وظنوا أن التوفيق محال فإذا الهلال صليب وإذا الصليب هلال .. إلي آخر الزجل نعم هذا هو حال مصر وحال ناسها وأروي للقاريء أني تعرضت لحادث شديد وأنا في كلية الطب وأقعدني الحادث قرابة عام فكان خير عون لي في كل تحركاتي الصعبة ومناظرة طب العظام المرحوم لواء أ.د.حسن رخا كان صديقي وأخي جورج الجندي الذي كان لا يتركني لحظة ووقف بجواري وقفة أخ لأخيه ومرت الأزمة. والواقعة الثانية عند وفاة والدي قبل الثانوية العامة بشهر وارتبكت أموري طبعاً خاصة أنها وفاة مفاجئة فكاد العالم ينهار وينتهي بإعادة لولا تدخل أخي وصديق العمر د.شريف دوس وأسرته ووالده قدس الله روحه المحامي عدلي بك دوس احتضنتني هذه الأسرة المسيحية كأحد أفرادها ليل نهار ودفعوني للمذاكرة والجد حتي مر العام بنجاح ثم زاملني د.شريف دوس. زمالة عمر وعملنا معاً سنوات في عيادة واحدة في بداية حياتنا لم نختلف ولم نغضب من بعضنا نتحاور في كل شيء حتي الدين لكن صداقة وأخوة توارثها أولادنا وبناتنا وزوجاتنا وغير ذلك من مواقف وأمثلة في حياتنا. نعم هذه هي مصر وهذا هو نسيج حياتنا. لقد أصر صديقي شريف دوس أن أكون شاهداً علي نصف إكليل وإكليل ابنته شاهد وفي عقد قران. مسلم يشهد علي زواج مسيحية رغم كبر عائلته فهي أشهر وأعرق عائلات صعيد مصر. أعلن ذلك أمام الجميع هذه هي مصر وهؤلاء هم أقباط مصر ومسلموها. كفوا أيديكم عنَّا واتركونا نعيش في سلام في كنف هذا الوطن العظيم يارب العباد جميعاً احمنا من إنسنا واحمي مصر من العابثين الفاسدين الذين يلعبون علي كل الأوتار تحت اسم الدين والدين منهم بَراء. يا شعب مصر إننا نحارب الإرهاب الذي لا يفرِّق بين مسلم ومسيحي ولابد أن نقف صفاً واحداً حتي نقتلع جذور الإرهاب ونقضي علي أعوانه الذين يكرهون مصر ويحقدون علي أبناء الوطن ويريدون ضرب استقرار هذا البلد الآمن ومن أجل ذلك لابد أن نتكاتف شعباً وحكومة حتي ننتصر علي الحاقدين ولا نعطيهم الفرصة حتي لا ينفذوا مخططاتهم الدنيئة وكلنا ضد هؤلاء ولابد أن نكشفهم مهما كانت انتماءاتهم.