** لا شك في أن التحرك السريع لأجهزة الأمن وقدرتها علي حل لغز حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية أثبت أن رجال الشرطة يمتلكون الكثير من الخبرة والكفاءة والمهارة التي تؤهلهم للتصدي للعمليات الإجرامية والإرهابية مهما كانت درجة الغموض التي تكتنفها. ولقد ضرب رجال البحث والمعمل الجنائي والأدلة الجنائية مثالا رائعا في تجميع خيوط الجريمة البشعة وتحديد هوية منفذها وشخصية أفراد الخلية الإرهابية التي كانت تخطط لعمليات أخري وتم إجهاضها بالقبض علي اعضاء هذه الخلية في ساعات لا تزيد عن عدد أصابع اليدين. وباعتقادي أن سرعة كشف ألغاز حادث الكنيسة البطرسية كانت بمثابة لطمة قوية علي وجه جنرالات الشاشات الفضائية ومنظري الاستوديوهات ومذيعي الأبواق الزاعقة والحناجر الجوفاء الذين ملئوا الشاشات بدعاوي واتهامات لرجال وزارة الداخلية ووزيرها اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية بالتقصير الأمني.. لضرب الثقة واشاعة الاحباط واليأس في النفوس.. فقد سقط جنرالات الفضائيات في اختبار الكنيسة البطرسية. لقد بذل رجال المعمل الجنائي جهدا مضنيا في حسم وكشف لغز قضية تفجير الكنيسة البطرسية في وقت قياسي وذلك من خلال تجميع ونقل أشلاء الإرهابي منفذ التفجير من كان الحادث وإجراء تحليل الحامض النووي "D.N.A" للمشتبه به وإثبات مسئوليته عن الجريمة البشعة بعد مضاهاة الحمض النووي بالحمض النووي لوالدة منفذ الجريمة وشقيقة وشقيقته. ولم تفلح كل دعاوي التشكيك التي أطلقها الخبثاء والجبناء من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية ومن يدورون في فلكهم بأن تحليل عينة ال "D.N.A" يستغرق من 50 إلي 72 ساعة وهذا كذب وجهل فاضح لأن أجهزة البصمة الوراثية أصبحت أكثر تطورا.. ونتائج تحليل أي عينة لا يستغرق بضع ساعات قليلة لا تتعدي أصابع اليد الواحدة.. وهذا ما أكده كل الأطباء والخبراء ليس في مصر فقط وإنما في العالم اجمع. واستطيع القول بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية حرص علي أن يعلن اسم منفذ العملية الإرهابية الخبيثة الدنيئة أمام العالم أجمع وعقب تشييع ضحايا الجريمة في جنازة عسكرية وشعبية لأنهم شهداء الوطن وليقطع الطريق أمام كل من سولت له نفسه الهجوم علي أجهزة الأمن ورجال وزارة الداخلية الأبطال واتهامهم بالتقصير الأمني والتراخي في تأمين الكناس ودور العبادة. ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يكن يتصدي لإعلان اسم منفذ العملية الإرهابية والقبض علي ثلاثة رجال وإمرأة من أعضاء الخلية الإرهابية إلا إذا كان متأكدا ومتيقنا مما وضعه رجال الأمن من حقائق أمامه.. وفي هذا رسالة واضحة وقوية بأن أجهزة الأمن لن تتواني عن ملاحقة الجناة والقبض عليهم لينالوا عقابهم والقصاص منهم مثلما تم القصاص لشهدائنا المصريين الذين استشهدوا في ليبيا علي أيدي مجرمي الدواعش.. ومثلما يتم القصاص حاليا من إرهابيي بيت المقدس بشمال سيناء وهذا ما أعلنه الرئيس السيسي من أن النجاحات الأمنية بسيناء غير مسبوقة. واستطيع التأكيد علي أن مشاعر الحزن والأسي التي سيطرت علي قلوب المصريين من جراء هذه الجريمة البشعة تثبت أن الشعب المصري توحده المحن.. وأن كل محاولات ضرب وحدته تتحطم علي صخرة هذا الشعب الذي لم تستطع أي قوة استعمارية أو أجنبية تفتيت وحدته ونسيجه الوطني علي مر العصور. وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.