في جلسات اليوم الأخير لمؤتمر "مصر تستطيع" الذي عقد بمدينة الغردقة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وانتهت أعماله أمس واصل علماء مصر في الخارج رسم خريطة النهضة لتحقيق التنمية الشاملة علي أرض مصر. قال د. هاني سويلم مدير أكاديمية الهندسة المائية بجامعة "أخن" الألمانية: إنه يسعي لتحقيق التنمية المستدامة من خلال التعليم والبحث العلمي فالفرد الذي يستهلك من 500 إلي 100 متراً مكعباً من المياه يطلق عليه فقير في المياه لافتاً إلي أن الفرد في مصر يستهلك 670 متر مكعباً من المياه. أضاف "سويلم" خلال كلمته بجلسة الاقتصاد الكلي التحديات والحلول لمحور قناة السويس ان فنجان القهوة الواحد يتسهلك 140 لتر مياه منذ زراعتها أما كيلو اللحم فيتكلف 15 ألف لتر من المياه منوهاً إلي أن الدول أصبحت تفكر في استيراد المنتجات التي تستهلك مياهاً كثيرة وتزرع المنتجات التي تستخدم مياهاً أقل. عرض د. ماهر أبوجندية مستشار وزير الخارجية والتجارة الدولية الكندية ورئيس برنامج القمح الكندي سابقاً استراتيجية لتطوير الاستثمار الدولي لمنطقة قناة السويس. تضمنت الاستراتيجية تطوير الاستثمار الدولي لمنطقة قناة السويس والتركيز علي قطاعات السويس والإسماعيلية وبورسيعد كونها القطاعات الأكثر أولوية للاستثمار مقترحاً تبني حملة للترويج للاستثمار بمنطقة قناة السويس تتم من خلال تشكيل فريق علي أعلي مستوي بالتعاون مع الحكومة من وزارات الخارجية والاستثمار والتجارة والصناعة وهيئة قناة السويس وتبني تنظيم زيارات لأهم البلدان التي يهم مصر استثماراتها. ذكر ان المقترح والاستراتيجية لابد وأن تتضمن الحديث عن التجارب الناجحة في مصر والاستشهاد بنماذج الاستثمار الناجحة من خلال عرض دراسات حالة للمشاريع الصناعية الناجحة ما سيضفي مصداقية علي القيمة المحتملة مشيراً إلي أن الاستراتيجية تتضمن أيضاً مقترحاً بإجراء بحث تعاوني مع وزارة الشئون الخارجية والسفراء المصريين في البلدان المستهدفة وإشراك الجمعيات المهنية التجارية والغرف التجارية ووضع جدول زمني لبرنامج السفر الدولي للترويج للاستثمار في مصر. من جانبه اقترح د. مصطفي عبدالمقصود عميد معهد ديناميكيات السفن بجامعة هامبورج للتكنولوجيا خلال جلسة التحديات الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس نظاماً لتفريغ السفن القادمة من جنوب شرق آسيا ومتوجهة إلي شمال غرب أوروبا في موانئ مصرية توفر 100 مليون دولار سنوياً لشركات الملاحة العالمية وتزيد عائد مرور السفن بالقناة إلي 450 مليون دولار سنوياً. قال العالم المصري د. منصور المتبولي رئيس قسم أمراض وتنمية الأسماك بجامعة فيينا بالنمسا إن مصر رغم التحديات الكثيرة التي تمثل عائقاً كبيراً أمام فرصة تكاثر الأسماك تحتل المرتبة الثانية علي مستوي العالم في إنتاج أسماك البلطي كما انها تحتل المرتبة الأولي علي مستوي القارة الأفريقية في إنتاج الأسماك مؤكداً ان مصر تستورد فقط 20% من احتياجاتها السمكية وتنتج الباقي محلياً. أكد ان مصر تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الأسماك واحتلال مرتبة عالمية في هذا المجال شرط توفير المقومات والشروط اللازمة واستغلال جميع مواردها الطبيعية بشكل فعال مشيراً إلي أن الصيد الجائر والتغيرات المناخية تعتبر أكبر التحديات التي تواجه تنمية الثروة السمكية حول العالم. من جانبه عقد الخبير المصري الألماني د. هشام عاشور المدير الطبي لمستشفي بيثانين أيزرلون ورئيس مركز سرطان الثدي بولاية النوردراين بألمانيا ورئيس مركز غرب ألمانيا للجراحات الترميمية النسائية والمستشار القانوني الطبي لنقابة الأطباء في ولاية غرب ألمانيا والمدعو ضمن العلماء والخبراء في المؤتمر محاضرة عن نظام التأمين الصحي في ألمانيا وكيفية الاستفادة منه في مصر. في حين أشار العالم د. فاروق الباز إلي أن محور قناة السويس مشروع عظيم سيسهم في تحقيق النهضة التجارية والاقتصادية ومنها فكرة تخزين البضائع والعمل علي حفظها بالطرق الملائمة ومقابل ذلك سنحصل علي أموال تدعم الاقتصاد المصري مثل ما حدث في ميناء دبي. أكد الباز أننا في حاجة لثورة كبري لإصلاح التعليم في مصر قائلاً: "التعليم في مصر بعافية. ولازم الحكومة تبحث عن حلول فعلية وجادة لتحقيق التنمية الشاملة التي تهدف إليها مصر ولطالما عهدها العالم في العصور السابقة". كما وصف الباز فكرة مؤتمر "مصر تستطيع" واستقطاب العلماء المصريين بالخارج بأنها "أكثر من رائعة"پمشيراً إلي أن "ذلك إثبات للعالم بأكمله ان مصر تستطيع تنفيذ النهضة علي أرضها بسواعد أبنائها في الداخل والخارج أيضاً. لأن المؤتمر يتيح نقل خبرات عالمية وضخها للعلماء والمسئولين في مصر موضحاً ان كافة المشروعات التي سيتم طرحها في المؤتمر تصلح علي أرض مصر. خاصة فيما يتعلق باستخدام الطاقة المتجددة بالبحث العلمي".