أكد النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق خلال زيارته لموقع التفجير بالكنيسة البطرسية المجاورة للكاتدرائية بالعباسية أن النيابة لن تدخر أي جهد في التحقيقات للوصول للإرهابيين الذين قاموا بتلك العملية البشعة لتقديمهم للمحاكمة العاجلة وللقصاص منهم. أضاف النائب العام في تصريحات صحفية عقب مغادرته موقع الحادث الإرهابي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع مجريات الأحداث وما آلت إليه الأوضاع بعد العمل الإرهابي وقال النائب العام لجموع القساوسة الموجودين بالكنيسة ان القضاة يقفون بجانبكم في مصيبتكم وينقلون لكم تعازيهم علي سقوط شهدائكم جراء تلك العملية وإن التحقيقات ستكشف عن مرتكبي الواقعة ولن نترك حق الضحايا يضيع هباء. أضاف النائب العام أنه أمر بسرعة إجراء المعاينات واتخاذ القرارات القانونية اللازمة حيال المجني عليهم القتلي وسؤال المصابين وتكليف أجهزة الأمن المختصة بإجراء التحريات اللازمة للوقوف علي كيفية وقوع الحادث الإرهابي. كان النائب العام المستشار نبيل صادق قد تابع بنفسه إجراءات المعاينة التي قام بها فريق كبير من أعضاء نيابات استئناف القاهرة وأمن الدولة العليا وغرب القاهرة برئاسة المحامين العامين الأول حمادة الصاوي وخالد ضياء الدين وعبدالرحمن شتلة حيث استمع إلي شرح تفصيلي من المحققين حول ما تم التوصل إليه من معلومات أثناء المعاينة وقام بالدخول إلي منطقة بؤرة التفجير للوقوف علي آثار الانفجار ونطاق الموجة الانفجارية والتلفيات التي تسبب فيها التفجير. كشفت المعاينات الأولية التي اجراها فريق التحقيق أن حجم الخسائر التي لحقت بالكنيسة البطرسية تجاوز ال 80 مليون جنيه حيث أدي الانفجار إلي تدمير اللوحات الخاصة التي تزين جدران الكنيسة والتي رسمها الرسام الإيطالي بريمو بابتشيرولي ولوحات الفسيفساء التي صنعها الإيطالي الكافاليري أنجيلو جيانيري مثل فسيفساء التعميد والتي تمثل السيد المسيح ويوحنا المعمدان في نهر الأردن إلي جانب تدمير حوض من الرخام يقف علي أربعة أعمدة وصورة بالفسيفساء في قبة الهيكل تمثل السيد المسيح وعلي يمينه السيدة العذراء وعلي يساره مارمرقس الرسول. كشفت المعاينة أن اسلوب التفجير الذي تم استخدامه في الحادث هو نفس الأسلوب الذي تم استخدامه في العمليات الإرهابية بعدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وبروكسل بما يشير إلي احتمال وجود عناصر خارجية شاركت في الحادث. قال مصدر قضائي بالنيابة العامة إنه يجري التنسيق مع الجهات الأمنية للتحري عن مرتكبي حادث تفجير الكنيسة وضرورة القبض علي الهاربين والمحكوم عليهم بالإعدام في قضية أحداث أول أمس بتأييد الحكم بإعدام عادل حبارة. كما تبين من المعاينة أن التفجير وقع في الجانب الذي تجلس فيه السيدات أثناء أداء الصلوات وان ذلك بدأ واضحاً من آثار التفجير وتناثر الاشلاء ومحتويات القنبلة المستخدمة. أمر فريق النيابة العامة بالتحفظ علي المتعلقات المتناثرة في مسرح الحادث وتكليف المعمل الجنائي وخبراء المفرقعات بفحصها فنياً حتي يتم التوصل من خلالها إلي طبيعة المواد التي استخدمت في صناعة العبوة الناسفة ورفع آثار الانفجار وفحصها وبيان دلالتها وإعداد التقرير الفني اللازم والتحفظ علي الكاميرات الموجودة داخل وخارج الكنيسة وتكليف جهاز الأمن الوطني وجهات البحث المختصة بإجراء التحريات بشأن الحادث والتوصل لمرتكبيه والمحرضين عليه لتحديد المسئوليات الجنائية كما انتقل فريق التحقيق إلي المستشفيات لسماع أقوال المصابين. قام أعضاء النيابة العامة بعمل رسم كروكي لمكان الانفجار الذي كشف عن تدمير محتويات الكنيسة والاطاحة بالأبواب وتحطيم الشبابيك العلوية والسفلية بمبني الكنيسة كما تبين من فحص كاميرات المراقبة التي تحفظت عليها جهات التحقيق أنها سجلت لقطات لعدد من المشتبه في تورطهم في تنفيذ العمليات الإرهابيبة وتجري حالياً عمليات تفريغ تلك الكاميرات تمهيداً للتوصل إلي مرتكبي الحادث الغاشم وإصدار التعليمات للجهات المختصة بسرعة القبض علي المتهمين. كما أمرت النيابة العامة بمخاطبة شبكات المحمول الثلاث لإعداد كشف المكالمات الهاتفية التي تمت في محيط الكنيسة البطرسية في توقيت الانفجار. كما أصدر النائب العام أوامره بانتقال الأطباء الشرعيين إلي مستشفيات الدمرداش ودار الشفاء و الزهراء لتوقيع الكشف الطبي علي جثث الضحايا وتحديد أسباب الوفاة لكل منها علي وجه الدقة داخل المستشفيات الثلاثة وتسليم جثث الضحايا لذويهم والتصريح بدفنهم عقب الانتهاء من التشريح بدلاً من نقل الجثامين إلي مقر مصلحة الطب الشرعي وذلك مراعاة للحالة النفسية ومشاعر أهالي المجني عليهم القتلي. كما أمرت النيابة باستدعاء المسئولين عن تأمين الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمعرفة كيفية دخول عبوة ناسفة إلي داخلها وتفجيرها والتوصل إلي ما إذا كان هناك تقصير في عمليات التفتيش والتأمين أدي لوقوع الحادث. بينما استمع فريق المحققين إلي بعض شهود العيان الذين أكدوا أنهم شاهدوا سيدة ترتدي عباءة سوداء ولم تكن محجبة أو منتقبة دخلت الكنيسة فور بداية الصلاة وجلست في المقعد المجاور لباب القاعة وكانت تحمل في يدها حقيبة سوداء وضعتها أسفل مقعدها وبعد دقائق قليلة خرجت دون أن تلفت انتباه الحاضرين وبعدها حدث الانفجار الذي أدي إلي تناثر أشلاء الضحايا من السيدات والأطفال. أكد شهود العيان ان القاعة كانت تسودها أجواء روحانية مليئة بالأدعية وإقامة القداس والصلوات وفجأة تبدلت أصوات الترانيم بانفجارات هزت أرجاء الكنيسة والمنطقة المحيطة بها فغيرت مشاهد الصلوات ودعاء المصلين إلي بكاء وعويل وتناثرت الجثث وأجساد المصابين في كل مكان. كما تحطم زجاج النوافذ المزين بصور المسيح والسيدة العذراء وتناثرت أجزاؤه مثل حبات الرمل ودمرت المقاعد التي أعيد ترميمها من أجل الاحتفال بعيد القيامة المجيد في 7 يناير المقبل كما لطخت دماء الضحايا الجدران والمقاعد والصور القبطية والصلبان التي تملأ الكنيسة حيث كانت تزدحم بالمصلين. قال شهود عيان من سكان المنطقة المحيطة بموقع الحادث أنهم سمعوا دوي انفجار هائل أثناء أداء الصلاة هز أرجاء المنطقة وغطت الأدخنة الموقع فيما سارع الكثيرون بالتوجه إلي الكنيسة لإنقاذ المصابين والضحايا كما أدي الانفجار إلي تهشم زجاج المنازل المحيطة بالمكان وسمعوا أصوات الصراخ واستغاثات من داخل الكنيسة ووجدوا دماراً لا مثيل له من قبل. أضاف شهود العيان أنهم كانوا يصعدون السلالم في طريقهم لقاعة الكنيسة التي تقام فيها الصلاة وفي هذه اللحظة سمعوا دوي انفجار شديد فسقطوا علي الأرض وبعد دخولهم القاعة شاهدوا عدداً من السيدات غارقات في الدماء بعد انهيار أجزاء من السقف عليهن. كان النائب العام قد أصدر بياناً صباح أمس حول الحادث الإرهابي أكد فيه ان النيابة العامة تلقت إخطاراً بانفجار عبوة ناسفة داخل الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية. جاء في البيان أن النائب العام أمر بانتقال أعضاء النيابة العامة إلي موقع الحادث وإجراء التحقيقات الفورية للتوصل إلي كيفية ارتكاب الحادث. أضاف البيان ان كلا من المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة والمحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا والمحامي العام لنيابة غرب القاهرة وفريق كبير من أعضاء النيابة العامة قد توجهوا إلي موقع الحادث لإجراء المعاينة اللازمة للكاتدرائية والمناطق المجاورة لمسرح الأحداث. قامت النيابة بمنظارة الجثامين وندب الطب الشرعي لتوقيع الكشف عليها وتحديد أسباب الوفاة وصرحت بدفنها والانتقال إلي المستشفيات للاستماع إلي شهادات المصابين جراء الحادث والتحفظ علي الكاميرات المتواجدة داخل وخارج الكنيسة. كما أمر بتكليف المعمل الجنائي وخبراء المفرقعات بإجراء المعاينة لموقع الانفجار ورفع آثاره وفحصها وبيان دلالتها وإعداد التقرير الفني اللازم وتكليف جهاز الأمن الوطني وجهات البحث المختصة بإجراء التحريات بشأن الحادث والتوصل لمرتكبيه والمحرضين عليه لتحديد المسئوليات الجنائية.