الأهلي هايل.. والطلائع يستاهل هذا هو ما أسفرت عنه مجريات اللعب بمباراة الفريقين معاً في ختام الجولة العاشرة من الدوري الممتاز باستاد السلام والتي انتهت بفوز كبير للأحمر بثلاثية نظيفة. رفع الأهلي رصيده إلي 26 نقطة مستعيداً ومنفرداً بقمة الدوري مرة أخري من منافسه مصر المقاصة وبفارق نقطتين وإن كان المقاصة مازال يملك مباراة مؤجلة لم يلعبها حتي الآن فقد تمنحه الأفضلية فيما بعد حال الفوز بها بينما تجمد رصيد الطلائع ونال أول خسارة عند 16 نقطة بالمركز السابع. لكن لماذا خرج الأهلي "هايل" من المباراة؟ الإجابة ليست لأنه حقق الفوز بالمباراة وحصد الثلاث نقاط فقط وإنما للمستوي المميز الذي ظهر عليه أمام المنافس وإصرار لاعبيه علي عدم انهاء اللقاء بالتعادل. لعب الأهلي بطريقته المعتادة 1/3/2/4 وضغط هجومياً منذ أول لحظة في المباراة ولكن دون رأس حربة من مهاجميه الصرحاء وجلس منهم اثنان علي دكة البدلاء عمرو جمال ومروان محسن حيث عاد البدري للاعتماد علي مهارات لاعبي الوسط المهاجمين الرباعي عبدالله السعيد ومؤمن زكريا ووليد سليمان والنيجيري جونيور أجاي في مهمة تسجيل الأهداف وهو ما حدث بالفعل في الشوط الثاني. المؤكد أن هناك قناعة تامة لدي البدري بالاستمرار في اللعب بنفس الطريقة التي كان يلعب بها فريق برشلونة الإسباني من قبل وحصد بها الكثير والكثير من الألقاب والبطولات وهي عدم الاعتماد في الهجوم علي رأس حربة صريح ومنح الأفضلية لأصحاب المهارات الخاصة في حسم المباريات للأحمر. المهم أن الأهلي لعب ضاغطاً من البداية وإن عاب أداؤه الهجومي في الشوط الأول التسرع والتوتر وانهاء اللمسة الأخيرة بدون تركيز ليزيد ذلك من الاعباء العصبية علي اللاعبين خاصة مع انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي. اضطر البدري لإجراء تغيير بعد مرور 12 دقيقة من الشوط الأول بخروج عمرو السولية مصاباً ولعب مكانه محمد هاني ويجري البدري تغييراً تكتيكياً داخل الملعب بدخول أحمد فتحي لمنطقة الوسط بجوار حسام عاشور مع نهايات هذا الشوط ويتجه هاني للعب كظهير أيمن وهو ما أفقد الأهلي الضغط الهجومي المطلوب من هذا الجانب للفارق الواضح بين مستوي أحمد فتحي ومحمد هاني الذي يصب لصالح الأول بالطبع. برغم انتهاء الشوط الأول بالتعادل إلا أن لاعبي الأهلي نزلوا في الشوط الثاني أكثر تركيزاً وإصراراً وثقة نحو تحقيق الفوز وقدموا أداء "هايل" بالفعل واجبروا كل لاعبي الطلائع علي التراجع للخلف تسعة لاعبين علي الأقل تواجدوا ما بين داخل وخارج منطقة الجزاء. تمثل الأداء الجيد للأهلي أيضاً في استثمار حالة الارتباك التي انتابت دفاع الطلائع بعدما نجحوا في فك شفرته وسجلوا بعد الهدف الأول هدفين آخرين وكان بمقدورهم تحقيق المزيد حال مواصلة الضغط لكنهم بعد الثالث اعلنوا الاكتفاء لاسيما وأن المباراة كانت قاربت علي النهاية ليؤكد البدري تفوقه علي أحمد سامي لعباً وتكتيكياً ونتيجة أيضاً. في المقابل فإن فريق طلائع الجيش يستاهل الخسارة في استاد السلام بعد الأداء الدفاعي الغريب الذي قدمه أمام الأهلي وعشوائية هجومه غير الواضح المعالم علي مدار الشوطين حتي أن الفريق في الشوط الثاني لم يهدد مرمي الحارس شريف إكرامي ولا مرة علي الاطلاق أي طوال 45 دقيقة لم يظهر في المشهد الهجومي وجاء ذلك كنتاج طبيعي لتراجع تسعة لاعبين لأجل الدفاع. ويستحق الطلائع الخسارة أيضاً بعدما أهدر الفريق ضربة جزاء احتسبت له في الشوط الأول والنتيجة التعادل السلبي وتصدي لها أحمد عيد عبدالملك لكنه سددها في قدم الحارس شريف إكرامي وكانت نقطة تحول في اللقاء زادت من رغبة الأهلي في تحقيق الانتصار.