استمعت إلي قصة أثرت فيَّ بشدة. وقد تكون قصة عابرة تحدث يومياً في كل مناحي الحياة لكنها تحتاج وقفة شديدة وتأملاً. لأنها قد تكون أحد أسباب كوارث مجتمعنا وحياتنا. القصة ببساطة سمعتها من مدير إحدي المدارس أنه حدثت مناقشة شديدة بين مدرس وتلميذة في المرحلة الإعدادية كالعادة تجاوز الطرفان وحتي هذا غير مقبول أن ترد تلميذة علي مدرس لكن طبعاً ممكن تكون المدرسة تجاوزت وهذا مرفوض لكنه إفراز مجتمع. المهم تم إنهاء الأمر وانتهت القصة مثل عشرات الأحداث العديدة في مدارسنا وغيرها إلا أن مدير المدرسة فوجئ في اليوم التالي بانقلاب وتحرك علي مستوي رفيع جداً لرؤسائه في الحضور بأنفسهم للمدرسة للوقوف علي ما حدث وعندما عرفوا بالأمر طلبوا طلباً غريباً للغاية وهنا مربط الفرس طلبوا حضور التلميذة لمكتب المدير لتعرف التلميذة أن الأساتذة الأفاضل ذوي المنصب الرفيع بالتعليم حضروا بأنفسهم للوقوف معها. أي والله كان هذا الطلب. أيها الناس هل هذا يعقل؟ المهم بسؤالي الفضولي عرفت أن الهانم التلميذة أبوها ووالدتها أصحاب شكاوي ومن الواصلين.. لناس في المديرية والمحافظة والوزارة نفسها والزوجان يهددان ليل نهار وأمام أولادهم أنهما واصلان وحايبهدلوا المدرسين والمدير إذا تجرأ وزعل الهانم بنتهم يعني لازم يمشوا علي الطريق المستقيم وإلا. سيتم التنكيل بالمعلم المسئول عن تربية وتعليم ابنتهم. إن بعض المخرفين والمنافقين والفاسدين "وهذا هو الفساد بعينه" يحركون الشكاوي ضد من يريد أن يعلم ويهذب أولادهم نعم هذا ما يحدث. ثم نطلب تربية لأبنائنا وبناتنا نطلب قيماً ومبادئ وأخلاقاً وفضيلة. كيف وأمثال هؤلاء مع شبكة الفساد والمحسوبية والتهديد والتنكيل متشعبة ومسيطرة لا علي التعليم فحسب لكن كل مؤسسات الدولة "أنت مين؟". أيها السادة كيف نربي أبناءنا وعلي ماذا نربيهم؟ لو كان هذا هو الحال الأسري والعائلي والمؤسسي الذي يسير خلفهم خوفاً وحسباناً لهم فعلي الدنيا السلام.