لعب الإعلام دوراً خبيثاً في انتخابات الرئاسة الأمريكية لصالح هيلاري كلينتون وكانت النتيجة فوز خصمها العنيد دونالد ترامب. وإذا كانت الولاياتالمتحدة بإعلامها المنتشر والمؤثر في كافة أنحاء العالم قد فشل فشلا ذريعا في لعبته الأخيرة تلك. فهذا يكشف عجز الإعلام عن توجيه الرأي العام. الصحف الأمريكية الكبري ومحطات التليفزيون هناك لم تخف مساندتها ودعمها لهيلاري وبدلا من محاولة تطبيق المبدأ الأول في الإعلام وهو "حق المواطن في المعرفة" كانت الصحف ومحطات التليفزيون ومراكز قياس اتجاهات الرأي تعمل علي تضليل المواطن الأمريكي بما أدي في النهاية إلي نتائج عكسية. لقد اعتمدت هيلاري كلينتون علي الإعلام وكشفت مصادر أمريكية أن هناك ملايين الدولارات قد أنفقت وأن دولا بعينها في منطقة الشرق الأوسط قد قامت بتمويل هذه الحملات. في الوقت الذي اعتمد فيه دونالد ترامب علي مخاطبة النزعة القومية في كافة شرائح المجتمع الأمريكي.. حملة كلينتون الإعلامية قامت بتسريب محادثات ومكالمات قديمة لدونالد ترامب يتحدث فيها عن المرأة بشكل غير لائق علي أمل أن يفقد ترامب أصوات المرأة الأمريكية في الانتخابات. إلا أن نسبا كبيرة من التصويت النسائي ذهب إلي ترامب لأن المرأة الأمريكية علي دراية واسعة بأن هيلاري وزوجها كلينتون ليسا بعيدين عن الشبهات في هذا المجال وأن قصة كلينتون مع مونيكا ليونسكي مازالت عالقة في الأذهان ومن هنا كانت حصة ترامب من الأصوات النسائية أكثر بكثير من حصة هيلاري. لقد خاطب ترامب العمال والعاطلين علي حد سواء موضحا أن فتح باب الاستيراد علي مصراعيه من الصين واليابان وغيرهما قد زاد من نسبة البطالة وتعهد بالنظر في الاتفاقيات بمجرد وصوله إلي البيت الأبيض وأنه سيعمل علي إعادة تشغيل المصانع وتقليل الاستيراد. مركزا علي أن خفض الواردات يعني زيادة فرص العمل في أمريكا. وإذا كانت هيلاري وفريقها الانتخابي قد نجحا في سحب البساط من تحت أقدام ترامب داخل الحزب الجمهوري وإعلان بعض قادة الحزب الجمهوري عن تخليهم عن دعم ترامب. إلا أنه نجح في ظل هجوم الإعلام عليه أن يثبت أقدامه في قلب بعض قطاعات الحزب الديمقراطي وخاصة في أوساط الشباب بدعوته إلي ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وأصحاب السوابق القضائية. تلك الدعوة التي لاقت قبولا بين أوساط الديمقراطيين والذين يرون أن هجرة من ليس لأمريكا حاجة بهم من أهم معوقات النمو داخل الولاياتالمتحدة. ويبقي السؤال هل سيلتزم ترامب بما قاله أثناء الحملة وبعد نجاحه أو أنه سيدخل بيت الزوجية الرئاسي ويصبح ملتزما بتنفيذ ما يطلب منه من جماعات الضغط وجماعات ودوائر اتخاذ القرار في أمريكا. بدأ أوباما رئاسته بزيارة المنطقة العربية وإلقاء التحية باللغة العربية في جامعة القاهرة. إلا أنه بعد عودته تم دفعه دفعا إلي تنفيذ الخطط الأمريكية الهادفة إلي تمزيق الدول العربية وسط زفة إعلامية مماثلة لزفة هيلاري كلينتون وهنا سقطة الإعلام.