استقبل أهالي الشهداء أول أيام عيدالفطر المبارك بقلوبهم التي لازالت تنفطر من الحزن علي فراق أبنائهم.. خاصة وان القتلة لازالوا طلقاء حتي اليوم. ولم تصدر أية أحكام نهائية في حق قتلة ثوار الإسكندرية. "المساء" التقت مع بعض أسر الشهداء واستطلعت أحوالهم في أول أيام العيد. أكدت والدة الشهيد محمد رمضان ان جراحها تنزف بشدة. بل وقلبها يبكي منذ أمس الأول. ففي مثل هذه الأيام كان محمد يسير أمام عينيها في البيت. وأكد شقيقه أحمد افتقاده الشديد لأخيه الأكبر. خاصة في العيد. وغابت الفرحة عن الأسرة في هذا العام بعد فراق محمد. ويشدد الأب رمضان علي يقين بأن ابنه ينعم في الجنة. ولكنه يعلم أيضاً أن قاتله ضابط قسم المنتزة ثاني المدعو "محمد سعفان" لازال حرا طليقا. ولم يأخذ جزاءه وهو ما يحيل حياة الأسرة لجحيم مستمر. وتوافقهم الرأي أم الشهيد الصافي جمعة مشيرة لحتمية محاسبة قتلة الشباب بسرعة حتي تستريح قلوب أمهاتهم. وتضيف لقد اعتصمت مع الشباب بميدان سعد زغلول من أجل إنجاز المحاكمات. لكن لم ينته شيء ولازال القتلة يعيثون في الأرض فسادا. لقد فقدت ابني الصافي 21 سنة برصاص الغدر فقدت عائل أسرتي فأبوه مريض بالكبد ولايقوي علي العمل. وكان يعمل ويعيل الأسرة كاملة. أما اليوم فأقوم ببيع الخضراوات أمام منزلي لأتغلب علي مصاعب الحياة. وليت الهم في النقود إنما همي الأساسي هو الثأر من قاتل ابني وتطبيق القانون عليه ولن أشعر بالفرحة لا في العيد أو غيره قبل أن أري القصاص بعيني حتي تطمئن نفسي. ويضيف والد الشهيد حسين طه لقد صادف العيد اطلاق اسم ابني علي إحدي المدارس بمنطقة المعمورة. ولكن فراق ابني أعظم وأكبر عندي بكثير. انني لا أجد طعما للأيام فكلها مرارة بشكل دائم. وستستمر المرارة حتي يتم القصاص من القتلة. ووقتها فقط سنفكر إن كان يمكننا أن نشعر بالفرحة أو بالعيد.