لا يختلف أحد علي أن دار الأوبرا المصرية هي الدرع الواقية للغناء الجاد.. وحصن يدافع عن الفن الحقيقي وتراث هذا الوطن.. وقد نظمت هذه الدار.. دار الفن الراقي.. كما أحب أن أسميها.. عرسها السنوي والذي يوافق هذا العام "اليوبيل الفضي" لمهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية.. والذي أحسنت إدارته في ليلة افتتاحه- 31 أكتوبر الماضي- عندما تحدثت الفنانة جيهان مرسي.. مدير المهرجان.. مشيرة في كلمتها أنه لابد أن نتذكر الفنانة الكبيرة الراحلة الدكتورة "رتيبة الحفني" مؤسس هذا المهرجان و صاحبة فكرته عام 1992 والتي كانت تعتبره شقيقاً لأبنائها وأعطته حياتها وجهدها الكبير.. ولذلك كان اسمها أول المكرمين في هذه الدورة الخامسة والعشرين والتي تواصل بها دار الأوبرا تقديم هذه التظاهرة الموسيقية العربية المعبرة بصدق عن الأرضية الثابتة التي ينبغي أن يستقر عليها الوجدان العربي وتعمل علي إنقاذنا من هجمات الرداءة الموسيقية والغنائية التي تحيط بنا من كل جانب منذ سنوات وتدخل بيوتنا مخترقة آذاننا دون استئذان وهو ما كانت تهدف وتحرص عليه د. رتيبة. وقد أحسنت دار الأوبرا برئاسة الفنانة الكبيرة الدكتورة "إيناس عبدالدايم" رئيس المهرجان والمؤتمر.. وكذلك كل طاقم العمل لاختيار اسم د. رتيبة كأول المكرمين في هذه الدورة التي تم فيها تكريم عدد من الشخصيات التي أثرت الحياة الفنية والموسيقية في مصر والوطن العربي. وفي إطار التكريم أيضاً تقام مسابقة تحمل اسم رتيبة الحفني وموضوعها "الغناء العربي والعزف علي آلة الناي". كل هذا وأكثر.. تستحقه هذه الفنانة التي رحلت الي الرفيق الأعلي في 16 سبتمبر 2013 عن عمر يناهز 82 عاما والتي ستظل في ذاكرتنا عالقة في أذهاننا باقية في قلوب الملايين من عشاق الطرب الأصيل ولذلك وبعد ان فكرت طويلاً.. أقترح.. بل أطالب بمساواتها برموز الفن المصري الذين أقيمت لهم تماثيل في ساحة دار الأوبرا المصرية مثل: كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب والعندليب عبدالحليم حافظ.. وتستطيع الدار اقامة هذا التمثال عن طريق إجراء مسابقة تشارك في تنظيمها نقابة الفنانين التشكيليين علي أن يتحمل أهل الموسيقي أنفسهم والذين أثق في قدرتهم.. وبالتعاون مع من يستطيع المساهمة في تكلفة هذا التمثال.. ومن الممكن تشكيل لجنة تناقش موضوع التمثال والاسلوب الأمثل الذي يتناسب وسمعة الأسرة الفنية المصرية. وألا تتفقون معي علي أن هذا التمثال يعد اعترافاً بحق أصيل للدكتورة رتيبة.. رحمها الله.. فلايزال عالقاً في ذاكرتي والكثير من المصريين البرنامج الشهير "الموسيقي العربية" الذي كانت تقدمه علي شاشة التليفزيون المصري وتشرح فيه بسلاسة جماليات عالم الطرب العربي وموسيقاه الشجية وذلك في ونسه فنية لاتزال قابعة في الوجدان والذاكرة.. وشاهدا حيا علي مشوار امرأة مصرية عشقت الموسيقي كغذاء للروح والجسد معا.