شنت الصحافة الأمريكية هجوماً عنيفاً علي المرشحين للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب بعد المناظرة الثانية لهما في مدينة سان لوي فجر أمس مؤكدة أنها الاكثر بذاءة في تاريخ أمريكا. كتبت صحيفة "بوسطن جلوب" علي موقعها الالكتروني أن النقاش كان "عرضا محزنا" سعا المرشحان من خلاله "صرف النظر عن الارتباك" الذي أصاب كلا منهما مع اقتراب موعد الانتخابات في الثامن من نوفمبر المقبل.. وتأسفت الصحيفة لاشتراك كلينتون وترامب في "انتهاك سمعة الديمقراطية الأمريكية" بسبب لجوئهما إلي الشتم والاهانات الشخصية. قالت "واشنطن بوست" إن أمريكا لم تشهد مناظرة بهذا المستوي البذئ في تاريخ الانتخابات الرئاسية. علما بأن أول مناظرة تليفزيونية جرت في 1960 بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون.. وكتبت الصحيفة: أن مناظرة سان لوي كانت داخل سلسلة أحداث دنيئة زادت من عزلة ترامب وعمقت جراحه السياسية.. وأن أمريكا لم تشهد نقاشاً متدنياً بهذا المستوي في تاريخ الانتخابات الرئاسية. وتحت عنوان "مناظرة مريرة" قالت "نيويورك تايمز" مناظرة أساسها التراشق بالاتهامات الشخصية والادعاءات التافهة وحملت الصحيفة علي دونالد ترامب قائلة إنه حاول صرف انتباه الأمريكيين عن سلوكه المسيء للنساء وحمل علي منافسته متهمة إياها ب "الحقد والكراهية" وكانت "نيويورك تايمز" أعلنت في 24 سبتمبر عن دعمها للمرشحة الديمقراطية واشادت ب "خبرتها وشجاعتها". وصفت "ميامي هيرالد" من جهتها النقاش ب "السيئ" مشيرة إلي أن ترامب كان في مهمة "البقاء علي قيد الحياة" بسبب تراجعه في استطلاعات الرأي مقارنة بمنافسته.. ولم تجد الصحيفة "في النهاية" أي كلمة "لطيفة" تقولها عن كلا المرشحين وتحدثت عن مناظرة "سيئة ومتوترة تجاوزت كل المقاييس المألوفة في السباق نحو البيت الأبيض". اعتبرت "بوليتيكو" التي تغطي احداث البيت الأبيض والكونجرس أن المناظرة بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب هي "أقبح مناظرة" في تاريخ الولاياتالمتحدة.. قالت "بوليتيكو" إن المرشحين اتهما بعضهما الآخر بأنه كاذب. ويفتقد للثقة والكفاءة اللازمة لتولي منصب الرئيس واستاءت لأنهما تحدثا طوال 90 دقيقة عن سماتهما الشخصية اكثر من المقارن بين برنامجيهما. من ناحية أخري قالت صحيفة التليجراف في افتتاحيتها إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فاز في المناظرة الثانية أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. ولكن طبقا "للمعايير البشعة" لهذه الانتخابات.. وأكدت الصحيفة البريطانية إن أداء ترامب كان علي ما يرام رغم التوقعات بفقدانه اعصابه علي الهواء وبعد تخلي الكثيرين من حزبه عنه. قالت الصحيفة إنه خرج إلي المناظرة مقاتلا ورد علي الانتقادات التي طالت شخصيته وتغلب علي كلينتون عدة مرات اثناء المناظرة. وحتي لو كان سقف المناظرة منخفضاً للغاية فقد فاقه في النهاية علي حد قول التليجراف. وتعليقا علي لغة الجسد الخاصة بالمرشحين قالت التليجراف إن كلينتون بدأت المناظرة بشكل جيد ولكنها لم تستمر بنفس الاداء فعلي الرغم من اجاباتها الجيدة علي الاسئلة المتعلقة بالإصلاح الصحي والسياسة الخارجية فقد كانت تبتسم كثيرا وتستمع لترامب وحتي عندما كانت تتحدث كان يسير هو داخل الغرفة "كالنمر الحبيس" ما يعني أن الأعين كانت عليه هو اثناء حديثها. وعندما واجه مديرو الحلقة ترامب بتعليقاته الجنسية في التسريب الاخير. تحولت المناظرة إلي سأين تذهب هذا المساء مع دونالد ترامب".. وإثر اتهامه بالتفاخر بالتحرش الجنسي في التسريب الاخير له. فقد ترامب اعصابه وقال إن بيل كلينتون كان أكثر رئيس مستغل ويميز بين الجنسين في التاريخ ورغم رداءة كلماته كان هذا ما ينتظره المحافظون لسنوات أن يقول أحدهم لأبرز نسوية في البلاد إنها منافقة لوقوفها إلي جانب زوجها. بحسب الصحيفة.. كما أن كلينتون قالت إنها تود اعادة التوازن للمحكمة العليا عن طريق تعيين قضاة يميلون للأفكار الليبرالية. وهذه الاجابة وحدها قد تجعل الجمهوريين يتمسكون بترامب وصفت الصحيفة ترامب "بالمرشح المجنون" ولكن كلينتون هي "المسكينة" مضيفة أن أي مرشح ديمقراطي آخر كان ليقدر اسكات ترامب بدون تحضير. وإنه إذا كانت كلينتون تحاول السمو فوق مستوي منافسها. فقد نزلت لمستواه بالفعل بالوقوف أمامه في المناظرة. فبسبب عدم مقاتلته. بدا كأنه يثير نقاطاً شرعية.. اختتمت التليجراف المقال بأن فوز ترامب في المناظرة يعني ثبات عدد مؤيديه وليس زيادتهم. وأنه متأخر في استطلاعات الرأي في الولايات التي عادة تحدد مصير الانتخابات ولكنه جعل بيل وهيلاري كلينتون يجلسان في غرفة تجمعهما بمن يتهمونهما منهم اربع نساء يتهمن الرئيس الاسبق باستغلالهن جنسيا. ووصفهما "بالكاذبين" أمام العالم. المناظرة علي "تويتر" فيما انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم بالمناظرة الثانية التي جرت بين المرشحين في الانتخابات الرئاسية الامريكية بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.. ودشن مغردون حول العالم هاشتاغ #debate أو "مناظرة" لمتابعة الموضوع والتعليق علي المحاور التي طرحها ترامب وكلينتون وبعد مرور نحو عشرين دقيقة من بدء المناظرة.. أشار البعض إلي أن المواضيع التي تم تناولها شخصية و"غير جادة" متسائلين: إن كان أحد الطرفين سيناقش مواضيع تهم المواطنين الامريكيين مثل الوظائف والقروض والأمن. بينما وصف عدد من المعلقين السياسيين المناظرة بأنها "الأكثر سلبية وقساوة في تاريخ الرئاسة الامريكية". وفاق عدد التغريدات التي ظهر فيها #debate سبعة ملايين تغريدة. أثارت تعليقات ترامب المسيئة للنساء التي سربت الاسبوع الماضي غضب الكثير من الرياضيين المحترفين الذين احتجوا علي ما قاله وطلبوا منه عدم نسب احاديث كهذه إليهم. مؤكدين أن مزاحهم لا يشمل تعليقات مهينة للنساء. مناظرة ترامب وكلينتون شغلت ايضاً مستخدمي تويتر في دول عربية عدة أبرزها الكويت ومصر ولبنان. حيث دشن مغردون عدداً من الهاشتاجات أبرزها # ترامب و# كلينتون و#كلينتون VS ترامب و#مناظرة - ترامب - و-كلينتون. ومن أكثر المواضيع التي اهتم بها المغردون العرب موضوع سوريا الذي تداولته كلينتون. لكن بشكل عام جاءت غالبية التعليقات ساخرة. خاصة فيما يتعلق بقول ترامب إنه لو كان رئيساً "لكان مكان هيلاري في السجن".. وفاق العدد الكلي للتغريدات التي وردت باللغة العربية 18 ألف تغريدة.