* عمري 35 عاماً.. مثقفة رغم حصولي علي مؤهل فوق المتوسط.. ربة منزل فلم أعمل منذ تزوجت من خمسة عشر عاما. انجبت من الاطفال خمسة وعشت حياة سعيدة مع زوجي الذي أحبه وهو الآخر يحبني جداً.. مرت علينا بعض الظروف التي اتعبتنا معظمها مشاكل مادية.. تعرضنا معها للذل والإهانة فقد اضطرتني الظروف لنقل أولادي من مدارسهم الخاصة إلي مدارس حكومية.. وكلما تكلمت مع زوجي يغضب ويقول هذه هي ظروفي التي اصبحت عليها. طلبت منه أن أعمل لسد ثغرات كثيرة من الممكن أن تسد لو عملت لكنه رفض وقال لي: زوجتي لا تعمل خاصة انه كان يمتلك تجارة مع أسرته ومع ضيق الحال اصبحت أبيع مصاغي كله بالتدريج حتي لم يعد معي إلا الدبلة وطلبت منه السفر للخارج فهو يحمل مؤهلاً جامعياً محترماً ولكنه رفض كي لا يترك والده وحده في هذه الأزمة. الأولاد يرفضون مدارس الحكومة ويقولون لي وهل نحن فقراء؟! ولا أعرف كيف أتعامل معهم ولا مع زوجي؟! أرجوك يا سيدتي أخبريني ماذا افعل حتي لا أخسر نفسية أولادي.. وفي نفس الوقت هو يرفض أن أطلب من والدي أي مساعدة فهل هذا منطق أن نعيش محتاجين ولا يقبل بكل ما أعرضه عليه. أرجوك ردي سريعاًً. بدون توقيع * * الحقيقة يا صديقتي لا أعرف هل اتعاطف معك أم مع زوجك.. فأنا أعلم أنه من الصعب علي الأم أن تري هزة في مستوي معيشة أولادها أو أن يطلب منها طفلها شيئاً عودته عليه ولا تستطيعه.. ولكنني اعلم أيضا بأن هذا أصعب علي الرجل كما أعلم بأن هذه الأمور نسبية.. فكل شكواك هي تحول أولادك من مدارس خاصة إلي مدارس الحكومة وكأن مدارس الحكومة هي للمتسولين!! وليست لابناء الطبقة المتوسطة التي هي غالبية سكان مصر.. وكل الادباء والعلماء تخرجوا في مدارس الحكومة التي تتعالين عليها ولهذا اقول لك هل أتعاطف معك أم مع زوجك.. فلو هذا هو منطق تفكيرك فالأمر سيكون صعباً علي رجل يمر بأزمة مالية في عمله.. ولو كان الأمر سيئا لوافق علي عملك أو علي دعم من أسرتك ولكن يبدو لي أن الأمر ليس بهذا السوء الذي تصورينه ولكنها بعض أشكال الرفاهية نقصت وفقط. يا صديقتي دورك هو معالجة الأمر ومحاولة أن تفهمي أولادك أن هذا شيء عادي وأن مدرسة خاصة هو جزء من الرفاهية لهم فإن لم تعد موجودة فهذا لا يعني الفقر والعوز. يا صديقتي أنت مظلة البيت فلا توتري زوجك الذي رفض أن يعرضك لأي تعب لم تعتادو عليه.. كوني له السند بالقوة لا بالشكوي والبكاء علي ما كان.