مع ميلاد هلال شهر ذي الحجة كل عام وأنتم بخير تتوق النفس لتلقي بشري الحبيب المصطفي صلوات الله عليه وسلامه بأنه : "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد".. بشري يستقبلها بلهفة وأمل ورجاء الطامعون في رحمة الله وغفرانه وكيف لا وهي الأيام التي أقسم بها المولي عز وجل في كتابه الحكيم "والفجر وليال عشر". في هذه الأيام تتجلي أروع مظاهر التكافل الاجتماعي فيتسابق الأغنياء والقادرون إلي فعل الخيرات فتكثر الصدقات والإحسان إلي الفقراء والمساكين حتي تصل الأعمال إلي ذروتها بذبح الأضاحي في أول أيام العيد تقرباً إلي الله وامتثالاً لأحكامه.. ودائماً ما يذكرنا أهل العلم ببركات هذه الليالي حيث يجتمع فيها أمهات العبادة من صلاة وصيام وصدقة وحج. والسعيد هو من يغتنم تلك الأيام التي شهد الرسول بأنها أفضل أيام الدنيا بما حباها الله من شرف وتفضيل.. ومن أول شروط قبول الأعمال فيها تجديد النية علي التوبة الصادقة والإقلاع عن الذنوب والعزم علي عدم العودة إليها. يليها السعي لاغتنام هذه الأيام فيما هو صالح من قول أو عمل والبعد عن المعاصي.. وما أحوجنا لإخلاص النية لله عسي أن نكون أهلاً لاستقبال هذه النفحات والرحمات التي بدونها ينقطع الأمل وتظلم الحياة. دعاء اللهم بلغنا يوم عرفة وبلغنا عيد الأضحي نحن ومن نحب بنعمة وعافية يا رب.