خطف الأطفال.. هل أصبحت ظاهرة؟.. خاصة بعد البلاغات العديدة التي تلقتها مراكز الشرطة عن اختفاء الأطفال؟! "المساء" فتحت هذا الملف بسبب تزايد معدلات اختفاء الأطفال.. واستغلالهم في التسول بعد أن يقوم الخاطفون بتغيير شكل الطفل ويستخدمون في سبيل ذلك أساليب حديثة مثل "الإسبراي" الذي يؤدي إلي تغيير لون الجلد.. كما يوجد مرهم مخدر يؤدي إلي غياب الأم عن الوعي لمدة دقيقة والتي تكون كافية تماما للهروب بالطفل. كما يتم خطف الأطفال لطلب فدية إذا كان أهله من الأغنياء أو لبيعه لأحد الأغنياء ممن ليس لديهم قدرة علي الإنجاب. الحقيقة في التقرير التالي: "أطفال مفقودة".. أحد الجوانب الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي وهي صفحة متخصصة علي الفيس بوك لرصد المتسولين الذين يحملون أطفالا لا يشبهونهم ويبدون في حالة رعب من ترصدهم. يستغل المواطنون هذه الصفحة أيضا للإعلان عن صور لأبنائهم المخطوفين بمواصفاتهم ربما يراهم أحد ويتعرف عليهم مع كتابة أرقامهم للتواصل معهم يقدم القائمون علي هذه الصفحة النصائح اللازمة حتي يتجنب المواطنون الوقوع في الأخطاء حفاظا علي أبنائهم كما تقدم الصفحة الوسائل الحديثة في الخطف والأدوات التي يستخدمها الخاطفون. انتشرت في الأشهر الأخيرة ظاهرة خطف الأطفال بشكل مخيف سواء لطلب فدية من أسرهم أو التسول بهم أو بيعهم لآخرين.. والأخطر من ذلك سرقة أعضائهم. وبالفعل بات الأمر مفزعا ويشكل خطورة بالغة علي سلامة الأبناء الذين أصبحوا فريسة للمجرمين والعصابات حتي العاطلين من أجل الحصول علي المال بعد أن تحول الأطفال إلي سلعة مربحة!! رصدت "المساء" بعض حوادث اختطاف وسرقة الأطفال في شهر أغسطس الحالي فقط وكانت الصدمة كبيرة فخلال شهر واحد فقط تم تسجيل عدد مذهل من جرائم اختطاف الأطفال التي تم الإبلاغ الفعلي عنها وكشف المتورطين في بعضها هذا بخلاف الجرائم غير المعلنة!! * في 16 أغسطس تم إلقاء القبض علي سيدتين تتسولان ب 5 أطفال.. كشفت التحقيقات أن هؤلاء الأطفال ليسوا أبناءهما كما ادعتا بل تم اختطافهم وبالفعل تم تعرف أسرتين علي طفلين كانا قد قدما بلاغا بخطفهما وأوصافهما. * في 21 أغسطس سقطت عصابة خطف الأطفال بالجيزة تتزعمها ربة منزل وعاطلين تخصصوا في سرقة الأطفال أثناء لهوهم أمام منازلهم من أجل بيعهم لآخرين مقابل المال. * في 22 أغسطس تم تحرير الطفل يوسف عرفة محمد القاطن مع أسرته في مركز أبوتشت في قنا حيث قامت العصابة باختطافه وطلبت فدية 500 ألف جنيه وتمكنت الشرطة من القبض عليهم قبل قيام أهله بدفع الفدية. * في 23 أغسطس خطف طفل أثناء سيره بالشارع بمنطقة السيدة زينب حيث تم تزوير شهادة ميلاد له وبيعه لآخرين وتلقي مساعد وزير أمن الجيزة بلاغًا بهذه الواقعة. * ألقت مباحث الإسكندرية القبض علي عصابة للاتجار بالبشر تزعمها "خالد" عاطل الذي تم اتهامه في 7 قضايا تتعدد بين السرقات والمخدرات بالإضافة إلي 8 قضايا تسول. * تمكن فريق من أمن أسيوط بالتنسيق مع مركز شرطة القوصية بالقبض علي عصابة من 5 أشخاص تخصصت في خطف أطفال الأغنياء مقابل فدية في ضوء بلاغ قدمه جد أحد الأطفال عن قيام 4 أشخاص بخطف حفيده بالصف الخامس الابتدائي في عربة ربع نقل. إضافة بصمة القدم إلي شهادة الميلاد للتعرف علي هوية الأطفال * مع انتشار خطف الأطفال تسعي وزارة الداخلية وفقا لما نشرته بعض المواقع والجرائد الاخبارية لإضافة بصمة قدم الطفل إلي شهادة الميلاد للتعرف علي هوية الطفل وتحديد نسبه بعد الولادة مباشرة وهو نظام مطبق في جميع الدول الأوروبية. طلب إحاطة في البرلمان * في الأول من أغسطس تقدم النائب عبدالحميد كمال عضو مجلس النواب عن حزب التجمع بمحافظة السويس بطلب إحاطة حول ظاهرة خطف الأطفال في ضوء تزايد معدلات الخطف وسرقة الأطفال. مسئولو ائتلافات حماية الطفل: إهمال أولياء الأمور وغياب التوعية .. السبب مع وجود مؤشرات عديدة لتزايد معدلات خطف الأطفال قامت "المساء" بدق ناقوس الخطر لتوعية الأسر بالوسائل المستحدثة للخطف عن طريق "إسبراي" لتغيير لون البشرة للطفل حتي يفلت المجرم من الأمن بمواصفات تختلف عن التي قام الأهل بالإبلاغ عنها وكذلك مرهم يسبب الغثيان حتي تغيب أعين الأم عن طفلها لدقيقة واحدة لتتم عملية الخطف!! أكد مسئولو ائتلافات حماية الطفل أن ظاهرة خطف الأطفال منتشرة بسبب ارتفاع الأسعار واستغلالهم كسلعة لتوفير المال والحصول علي فدية من أهله أو بيعهم لآخرين أو حتي التسول بهم!! ** هاني هلال "الأمين العام للائتلاف المصري لحقوق الطفل" يقول انه منذ ثورة 25 يناير 2011 لم يصدر أي تقرير أو بيان رسمي بمعدلات جريمة خطف الأطفال والذي كان يعده بشكل دوري الأمن العام وباتت هذه الظاهرة يتم الحكم عليها بارتفاع معدلات من خلال اجتهادات المجلس القومي للأمومة والطفولة وخط نجدة الطفل كما أن مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني تسلط الضوء علي هذه الظاهرة لكن كل هذا ليس تأكيدا علي ارتفاع أو انخفاض معدلات خطف الأطفال لذلك مطلوب من وزارة الداخلية إعداد تقرير رسمي وبشكل دوري عن معدل البلاغات المقدمة في هذا الشأن!! أشار إلي أن إهمال أولياء الأمور عامل أساسي في ضياع وخطف الأطفال خاصة في العشوائيات وتركهم يلهون ويلعبون في الشوارع وكذلك الطبقات الغنية الذين يتركون الأبناء في النوادي مما يجعلهم مستهدفين من قبل عصابات خطف الأطفال لطلب فدية مالية أو غيرها من الأهداف. أضاف هلال ان الإشكالية الأكبر في هذا الصدد هي عدم توافر كاميرات في أماكن التجمعات سواء المولات أو النادي أو حتي الشوارع والميادين العامة وهذه الوسيلة لها دور فعال في معظم دول العالم في كشف الجرائم والوصول إلي المتورطين ورغم أن هناك مولات تضع كاميرات إلا أن وجودها شكلي فقط!! لذلك مطلوب توفير كاميرات في الطرق العمومية وأماكن التجمعات ويقترح أن تلزم الدولة المحلات التي تحصل علي تراخيص بتركيب وتشغيل كاميرات أمام وداخل المحلات مما يسهم هذا المقترح في تقليل التكلفة علي الدولة. أوضح أن هناك طرقا جديدة مستحدثة في خطف وسرقة الأطفال فمثلا من الوسائل المنتشرة رش وجه الطفل بإسبراي يغير لون بشرته وتغير ملابسه حتي يخرج من المول أو المكان بمواصفات مختلفة عن الملامح والملابس التي كان يرتديها وفقا لما بلغ عنها أهله. وكذلك ظهر نوع من المراهم تسبب غثيان للأمهات ودوخة بسيطة وبمجرد أن تغفل دقيقة واحدة لن تجد طفلها. أضاف الأمين العام للائتلاف المصري لحقوق الطفل ان ظاهرة الخطف تتطلب رفع الوعي بأساليب ووسائل الخطف وسبل الحماية التي قد يستغلها الأهل لحماية أبنائهم.. مشيرا إلي أن أول أمس كشف أمن الجيزة عن عصابة تستهدف خطف الأطفال من أمام منازلهم تتزعمها سيدة كما تم في نفس اليوم العثور علي طفل تم اغتصابه داخل مسجد من قبل عاطل بمنطقة الوايلي حيث استسهل الطفل عند لهوه أمام منزله دخول الحمام بالمسجد المجاور بدلا من الصعود إلي منزله مما وقع فريسة في يد هذا المجرم. ** أمل جودة "محام ومدرب في مجال دعم وحماية حقوق الطفل" تري أن تزايد معدلات خطف الأطفال سببها الخلل الأمني في المقام الأول والكساد الاقتصادي بالإضافة إلي ارتفاع الأسعار الرهيب كل ذلك يؤدي إلي استهداف الأطفال من أجل توفير المال.. مشيرة إلي وجود مؤشرات فعلية وبلاغات عديدة تؤكد انتشار الظاهرة وقد اقترحت وزارة الداخلية عمل بصمة للقدم للمواليد حتي يتهدد نسبهم لكن هذا المقترح يصعب تنفيذه لأنه مكلف وهذه تقنية حديثة وإذا تمت علي المواليد الجدد فماذا عن السابقين؟! أضافت انه كان هناك مقترح آخر بأن يتم تصوير الطفل في مراحله العمرية المختلفة وتكون هذه الصور لدي الأحوال المدنية وتكلفة هذا المقترح أقل نوعا ما وبذلك يسهل التعرف علي الأطفال المخطوفين.. مشيرة إلي اننا في حاجة ملحة إلي تحقيق الأمن لدي الأسر والأطفال خاصة واننا بصدد دخول العام الدراسي الجديد.. والمدارس تخلي مسئوليتها عن الأطفال بمجرد خروجهم من باب المدرسة. كما أنه يجب من خلال القنوات والجهات المسئولة القيام بحملات توعية بوسائل الاختطاف المستحدثة وعدم إغفال أولياء الأمور عنهم أو خروجهم من المدرسة إلا بتسلمهم لأيدي أسرهم. د. نادية رضوان: الجريمة لا تعرف "البُعد الاجتماعي" .. وبعض الأغنياء يخطفون الأطفال لعدم الإنجاب أكدت د. نادية رضوان "أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناةالسويس" ان مشكلتنا في مصر افتقاد البحث والتحليل للحوادث الاجتماعية خاصة التي تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ مشيرة إلي أن "حب المراهقة" لدي الفتيات تحت سن 16 سنة وراء معظم حالات اختفاء الفتيات وتعد هذه النوعية من الحوادث بعدًا آخر من حوادث خطف الأطفال!! أوضحت أن الجريمة لا تعرف مستوي اجتماعيًا معينًا فهناك شرائح اجتماعية من الأغنياء تتورط في خطف الأطفال إذا كانت تفتقد الإنجاب ومنهم أيضا آباء أو أمهات يخطفون الأطفال ويهربون بهم خارج البلاد بعيدا عن الطرف الآخر. أشارت إلي أن الأطفال لديهم حب الاستطلاع والاستكشاف بشكل كبير مما يجعلهم يسيرون بعيدا فيتوهون عن أهاليهم وبهذه الطريقة قد يقعون في أيدي المستغلين لهم سواء في التسول أو طلب الفدية. أكدت أن عملية تجارة الأعضاء احتمال ضعيف في ظل إجراءاته الطويلة والصعبة والتي تتطلب تحاليل وفحوصات وتنقل للطفل بين مستشفيات مختلفة قد تتطلب إجراءات وأوراق وإثباتات فهذا السبب من الخطف ضعيف إلي حد كبير بينما استغلال الأطفال في التسول خاصة الأعمار الصغيرة غير المدركة هو الأكثر احتمالية وراء سرقة الأطفال!! تقترح د. نادية إنشاء قناة تليفزيونية أو حتي برنامج متخصص في القنوات المصرية للإعلان عن الأطفال المخطوفين والإبلاغ عن مواصفات الخاطفين والجهود المبذولة من جانب الداخلية في سبيل العثور عليهم ولهذا المقترح أهداف متعددة منها أنه وسيلة للبسطاء والغلابة للإعلان عن المفقودين وفرصة لنشر صور المخطوفين وترددها في أذهان المشاهدين قد يساهم في العثور عليهم.