حالة من الاستياء تسود الشارع السكندري لإزالة أعمدة الإنارة المميزة لكورنيش الاسكندرية والميادين والتي كانت شركة المسبوكات قد قامت بتصميمها من الزهر المرن غير قابل للصدأ أو الكسر بتكلفة - في ذلك الوقت - تتجاوز أربعة آلاف جنيه للعامود وكان مثيله المستورد وقتها يزيد علي 30 ألف جنيه لتجعل من الثغر صورة من الطابع الإيطالي القديم إلا أنه ولأسباب لا يعلمها احد فوجئ الجميع بحملة لإبادة هذه الاعمدة وتحطيم الأرصفة وتغيير الكابلات ووضع أعمدة تفتقر لما كان لسابقتها من لمحات فنية وكل مميزاتها انها تحوي لمبة ليد وبالرغم من مناشدات المواطنين التي بلغت حد الاستغاثات مدفوعة الثمن بالصحف والمجلات لرئيس الوزراء للإبقاء علي الأعمدة القديمة إلا ان الإصرار الغريب من قبل الأحياء وشركة الكهرباء وإدارة المشروعات بالمحافظة عجل من الأمر بدلا من مناقشته. يقول المستشار القانوني حسين صديق نحن في مهزلة حقيقية فكورنيش الاسكندرية أصبحت الاضاءة فيه سيئة وغير موحدة فمنطقة مظلمة ومنطقة ضعيفة الاضاءة ومنطقة متوسطة الاضاءة وكأننا نسير في طريق علي أطراف المدينة وليس علي كورنيش الاسكندرية بل ان الاعمدة الجديدة القبيحة بعضها مائل لسوء تركيبها وليست علي نفس الارتفاع فهناك عامود قصير وآخر طويل بصورة مضحكة ولم يتم إعادة الرصيف كما كان بعد تركيبها ولا ادري لماذا لم نبق علي الشكل المتميز لكورنيش وميادين الاسكندرية. أما المهندس الاستشاري هشام زبير عضو المجلس المحلي السابق فيقول إن ما تشهده الاسكندرية هو أبشع صور إهدار المال العام وما يحدث بأعمدة الإنارة يتطلب تحقيق الجهات الرقابية لما تكبدته الدولة من خسائر ومصاريف نحن في غني عنها مشيرا إلي أن العامود القديم الذي تمت إزالته كان يعمل بقوة إضاءة 250 وات بينما الاعمدة الجديدة تعمل بقوة 25 وات فقط وذلك جاء لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية ولكن كان من الممكن تغيير قواعد اللمبات فقط لتسمح باستخدام لمبات الليد مع الإبقاء علي العامود الديكوري القديم الذي كان يعطي مظهرا جماليا وتراثيا لطريق الكورنيش بدلا من إزالته واستبداله بعامود اخر مصنوع من سبيكة ضعيفة لا يحمل أي مظاهر جمالية كما تم تغيير الكابلات الكهربائية لأعمدة الإنارة بلا داعي أو سبب سوي إهدار المال العام وحتي الان لم يتم تغيير الاعمدة وكابلات الإنارة بطريق الكورنيش سوي لما يقرب من 5 كيلو مترات فقط ومن المفترض تعميمه علي طول طريق الكورنيش الذي يصل إلي 25 كيلو مترا تقريبا. مشيرا الي أن ثمن العامود الواحد يصل الي ثلاثة آلاف جنيه ومتر الكابل الكهربائي 80 جنيها تقريبا والمسافة بين الاعمدة 50 مترا كما ان أعمال الحفر وإعادة الشئ لأصله تصل الي 500 جنيه للمتر الواحد وبحسبة بسيطة من الممكن ان نعرف ما تم إنفاقه وإهداره خلال هذه الأعمال حيث بلغ إجمالي التكلفة في خمسة كيلو مترات فقط لقرابة 10 ملايين ونصف المليون جنيه وفي حالة تعميم المشروع علي طول طريق الكورنيش سوف نقترب من إنفاق 50 مليون جنيها تقريبا يتم إهدارهم بلا داع أو فائدة تذكر ودون حساب لمصير الأعمدة القديمة التي تقدر قيمتها بثروة طائلة. بينما أكد الدكتور طارق القيعي نائب رئيس الجامعة الأسبق ورئيس المجلس المحلي السابق علي أننا أمام مذبحة لتراث وتاريخ الاسكندرية وطمس المعالم الجمالية بأشهر شوارع المحافظة مشيرا إلي ان الاعمدة النحاسية التي تتم إزالتها كان من الممكن الابقاء عليها وتركيب كشافات ليد بها وتوفير الاموال المهدرة في إزالة الأعمدة وتغييرها وتغيير الكابلات وتحطيم الرصيف مشيرا إلي أن الأعمدة النحاسية التي تتم إزالتها كان من الممكن الابقاء عليها وتركيب كشافات ليد بها وتوفير الاموال المهدرة في إزالة الأعمدة وتغيريها وتغيير الكابلات وتحطيم الرصيف. مشيرا الي آراء العديد من المتخصصين بان اضاءة الأعمدة القديمة كانت أقوي من الأعمدة الحديثة التي يتم تركيبها حاليا وهو ما سيسفر عن كثرة حوادث طريق الكورنيش لسرعة السيارات به ومرور المشاة علي الطريق. وتساءل المهندس عمرو شريف هل من المعقول ان كورنيش الاسكندرية يتحول لمخزن للأعمدة القديمة والجديدة والكابلات لتلقي بالجزيرة الوسطي بمنتهي الاهمال وعرضه للتلف نتيجة لعوامل الجو والرطوبة وأيضا للسرقة دون مراعاة اننا في موسم صيفي بدأ بالفعل أو إن الإهمال يسيء الينا نحن أبناء الاسكندرية فالي متي نظل ضحية لاستهتار إدارة المشروعات بالمحافظة.